علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

عندما نهمل الصيانة!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 16 أغسطس 2023 - 09:32 م

دون مبالغة أو تهويل؛ فإن نصف المشاكل التى نعانى منها، وبعضها يمكن وصفه بالمآسى والكوارث، مرجعه إهمال الصيانة، ولا يعوزنا ضرب بعض الأمثلة كنماذج.

تكفى نظرة على عينة عشوائية من المبانى، وبالتأكيد ضمنها ما لم يمض على تشييده إلا أعوام قليلة، لنلحظ دون أى جهد، بصمات الإهمال الناجم عن عدم الاهتمام بصيانة المبنى، ومعالجة مشاكله قبل أن تتفاقم، وللأسف فإن المسألة متجذرة!.

وفى الثمانينات من القرن الماضى، شهدنا انطلاق العديد من مشروعات البنية التحتية المهمة، لكن وقبل انقضاء عِقد من عمرها، ما لبثت سلسلة من المشاكل وصل بعضها إلى حد الانهيار، أو تعريض الأرواح للخطر، ناهيك عن خسائر مادية فادحة، ولم يكن ثمة تفسير للظاهرة، سوى إهمال صيانة صروح كنا فى أمَسِّ الحاجة لوجودها والحفاظ عليها!.

تداعت هذه الأفكار لذهنى بمناسبة تشديد مستشار رئيس الوزراء للمشروعات القومية على أهمية الصيانة الدورية لمشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بمختلف القطاعات، للحفاظ على مستويات العمل، وكذا المظهر الجمالى والحضارى لها.

للأسف فإن مسئولين آخرين لا يلتفتون إلى أهمية بند الصيانة إلا بشكل موسمى، أو فى أعقاب وقوع مشكلة، وفى الأغلب يكون المسئول عن الصيانة الأقرب لتوجيه أصبع الاتهام إليه، وتحميله الجانب الأكبر من المسئولية.

لا شك أنه مسئول، ولكن قبل أن نحاسبه، لابد أن نتأكد من الصلاحيات الممنوحة له، والاعتمادات المالية المتوافرة تحت يديه، ومدى ملاءمتها للقيام بعمليات الصيانة المطلوبة، ودرجة التنسيق والتجارب من جانب الإدارات ذات الصلة... و.... و.... ثم يتم الحساب له ولغيره بصورة عادلة، يتحمل فيها كل مسئول جزاء ما تقاعس عنه من واجبات.

الحفاظ على أى ثروة يعنى تأمينها أولاً، والصيانة تأتى ضمن جوهر هذا المفهوم، من ثم فإن الخطط والاعتمادات الخاصة بها، لابد أن تنال نصيبها كاملاً، دون نقصان أو فصال، وإلا فإن الثمن سوف يكون باهظاً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة