الشيخ عمر البسطويسى
الشيخ عمر البسطويسى


محطة اختبار| الشماتة فى المصائب ليست من خلق المسلم.. والمساعدة واجب دعت إليه الأديان

نادية زين العابدين

الخميس، 17 أغسطس 2023 - 07:14 م

الابتلاء سنة من سنن الله لعباده قال تعالي: «الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا» وهو ليس عقابا من الله لأحد من خلقه ولكن للأسف بعض الناس من ضعاف النفوس يظهر الشماتة للمبتلى أو لأحد من أهله بدلا من تقديم العون والمساعدة التى أمر الله سبحانه وتعالى بها وحث عليها النبى صلى الله عليه وسلم . فما هو سلوك المسلم عند تعرض أحد للمصائب والفتن؟
يقول الشيخ عمر البسطويسى من علماء الأزهر الشريف: الشماتة فى اللغة فرح العدو ببلية تنزل بمعاديه، و قد ورد النهى الشديد أن يشمت المسلم بأحد عند نزول بلاء أو مكروه لما فى ذلك من إحزانه وأذيته بغير حق قال تعالى: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا»، وقال سيدنا موسى عليه السلام كما حكى القرآن الكريم: «فلا تشمت بى الأعداء» لأنه لا يكمل إيمان أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك» وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إنى أعوذ بك سوء القضاء ودرك الشقاء ومن شماته الأعداء».
ويضيف: وانبه من عير أخاه بشيء مما يكره من ذنب أو غيره يوشك أن يقع هو فى ذلك الذنب أو المكروه، فالشماتة خلق مكروه يدل على نفس غير سوية تخلو من المودة والعطف وحب الخير لذا فهى مجلبة للشر ومفسدة للدين وعدها القرآن من أخلاق المنافقين والكفار.
ويؤكد أن سنة الابتلاء وسيلة لإيقاظ الناس من غفلتهم واصلاحا لمسار غير سوى فى حياتهم مضوا فيه من غير قصد منهم، وقد تكون تكفيرا عن الذنوب والسيئات ورفعا لدرجات المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليبتلى على قدر دينه فان كان دينه فى صلاح زيد له فى البلاء».
والمسلم عليه واجب عندما ينزل بأخيه المسلم وغير المسلم أو أهله وجيرانه كرب أو مصيبة أو بلاء أو نازلة من نوازل الزمان أن يمد له يد العون والمساعدة والتكافل والرحمة قال تعالى:» وافعلوا الخير لعلكم تفلحون «وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، والمواساة إما تكون بالمال إذا كانت هناك استطاعة أو بقضاء منافع ومصالح أو المشاركة الوجدانية بتخفيف الحزن والهم، وهذا حق وواجب شرعى وخلقى ومجتمعى وله ثواب فى الدنيا والآخرة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة