عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

ثقة.. ومصداقية

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 17 أغسطس 2023 - 07:31 م

لماذا يصدق الناس شخصًا أو جهة ولا يصدقون شخصا آخر أو جهة أخرى؟!.. هذا السؤال يثيره ما نتابعه الآن من  طريقة تلقى الناس ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى من أحداث ووقائع وأخبار..

فهم مستعدون لتصديق أخبار معينة سريعًا قبل التحقق من صحتها ودقتها، بل والمشاركة فى ترويجها وتداولها حتى ولم تكن صحيحة، وفى ذات الوقت هم يتشككون فى بعض ما يقال لهم من أشخاص آخرين وجهات أخرى! 

والإجابة عن هذا السؤال تكمن فى كلمتين فقط، لكنهما كلمتان مهمتان، هما الثقة والمصداقية..

ثقة المتلقّى فى من يتحدث معه ومصداقية هذا الأخير لدى المتلقى.. والثقة والمصداقية لا تتكونان تلقائيا أو بشكل فورى وإنما تتكونان عبر التجربة وبمرور الوقت ومن خلال التعرض لاختبارات متعددة..

فمن خبره الرأى العام أنه يصدقهم القول وتأكدوا من ذلك مرات عديدة سوف يصدقونه فورا عندما يطل عليه عبر شاشة أو موقع إلكترونى ليخبرهم بشىء ما.. أما من لم يصدقهم القول لو مرة واحدة فإنهم يفقدون الثقة فيه وفيما يقوله حتى ولو صادف أنه صحيح وسليم..

ومعظمنا يتذكر حدوتة الرجل الذى كان يتظاهر بالغرق ويستغيث بالناس لينقذوه وعندما تعرض فعلًا للغرق لم يستجب لصرخاته أحد من الناس لأنه فقد مصداقيته لديهم وكذب عليهم من قبل مرات سابقة! 

ولذلك.. أهم ما يسعى إليه من يخاطبون الرأى العام هو كسب ثقته وتكوين مصداقية لهم لديه.. ويتحقق لهم ذلك بعد خوض تجارب عديدة واختبارات مختلفة من قبل الرأى العام.. وعندما يحرزون ثقة الرأى العام ويصنعون لأنفسهم مصداقية لديه سوف يستمع لهم بإنصات ويصدق ما يقولونه له ولن يتشكك فى كلامهم. 

وتكتسب الثقة والمصداقية أهمية أكبر لمن يخاطبون الرأى العام فى أوقات الشدة والتحديات والأزمات ، لأن الرأى العام عادة يكون مستهدفا من قبل جهات تبغى تضليله وخداعه وإثارة قلقه وشكوكه، مثلما هو الحال معنا منذ سنوات ليست بالقليلة لم تهدأ فيها المحاولات الممنهجة لتضليل الرأى العام المصرى وخداعه، خاصة أنه حينما تم من قبل خداعه تمكن الإخوان من القفز إلى مواقع الحكم فى بلدنا مع السيطرة على السلطة التشريعية أيضا. وهكذا الثقة والمصداقية هى مفتاح لعقول وقلوب الناس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة