السبت، 19 أغسطس 2023 - 07:54 م

ولم يعرف ألفريد نوبل فداحة الخسائر المُترتِّبة على اختراعه الديناميت إلا عند وفاة شقيقه

عندما تعرَّضت بعض المسلسلات التليفزيونيَّة لقضية النساء الداعشيات اللائى تركن بلادهن والتحقن بتنظيم الدولة بالعراق والشام؛ زاد الحديث عن «جهاد النكاح».. شكَّك البعض فى الأمر، لكن حيثيات حُكم محكمة جنايات القاهرة فى القضية رقم ١٤٠٢، المعروفة باسم خلية المنيا الإرهابيَّة، التى انفردت بنشرها جريدة «الأخبار»، للزميل الصحفى الشاب النابه إسلام دياب، وثَّقت رحلة نساء داعش مع جهاد النكاح، وكيفية مشاركتهن للإرهابيين فى تنفيذ الهجوم على أتوبيس دير الأنبا صموئيل بالمنيا، عام ٢٠١٦، الذى أسفر عن استشهاد ٢٩ وإصابة ٢٤، تلك القضية التى أسدلت محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى، وعضوية المستشارين عصام على أبو العلا ومحمود محمد زيدان، الستارَ عليها منذ أيامٍ، وحَكمت بالإعدام شنقًا على المتهمين.

تضمَّنت أوراق القضية اعترافات كارثيَّة، وكشفت المستور داخل تنظيم داعش.. قالت المحكمة، فى حيثيات حكمها، إنه عندما ضيَّقت أجهزة الأمن الخناقَ على المتهمين؛ تسلَّلوا بطريقٍ غير مشروعٍ عبر الدروب الصحراويَّة واستقرُّوا هناك، وكانوا يخرجون من حينٍ لآخر؛ لارتكاب جرائمهم فى مصر وليبيا.

كلَّفوا عضوةً بالتنظيم بالبحثِ عن فتياتٍ ينتمين إلى نفس الفكر «ممن ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعًا» للزواج منهن.. تعرَّفت فى البداية على فتاة كانت تزور والدها بسجن العقرب لاتهامه بالانضمام إلى جماعة أنصار بيت المقدس، وتعرَّفت على فتاة أخرى كانت تزور زوجها وابنيها المحبوسين على ذمة قضية الانضمام لداعش، وبدأت تُجنِّدهما بعد أن أقنعتهما بالطلاق من زوجيهما، ورشَّحت لهما الزواج من عضوين بتنظيم داعش فى مدينة أسوان، دون الالتفات لرفض أسرتيهما؛ لأن قرارهما أصبح بأيديهما ولا حاجة لهما بموافقة الأسرة، ثم طرحت عليهما فكرة الهجرة والانتقال للعيش مع المجاهدين والزواج منهم.. وبالفعل سافرن على هذا الأساس؛ حيث منزل الإرهابى حمد أبو هاجر، الذى تمت فيه الرؤية الشرعية للتعارف والتزاوج من المتهمين الثلاثة بدون أوراقٍ أو عقودٍ رسميَّة !!
الثانوية العامة
انفض مولد الثانوية العامة، وحصد المُجتهدون ثمارَ جهدهم وتعبهم، وعضَّ الراسبون على النواجذ من الحسرة.. تحوَّلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى إلى ساحاتٍ للتهانى والتبريكات، ووصل الأمر ببعض العائلات، خاصةً بالصعيد، إلى التفاخر وتكرار ما حَدث العام الماضى؛ بنشر قوائم الحاصلين على مجاميع مرتفعة تُمكِّنهم بكل أريحيةٍ من الالتحاق بكليات القمة، الأمر الذى ضايق بعض أولياء الأمور، الذين أخفق أبناؤهم فى الحصول على مجاميع تُؤهلهم للالتحاق بكليات القمة.
من الإنصاف أن نُقر بأن وزارة التربية والتعليم نجحت إلى حدٍّ كبير هذا العام فى إحكام السيطرة على الامتحانات، خاصة لجان أولاد الأكابر.

يجب البناء على ما تحقَّق هذا العام، وحتى تنجح الوزارة فى ذلك؛ أدعو الصديق الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم، إلى تشكيل لجنة من كبار خبراء الوزارة لدراسة تقارير كل رؤساء اللجان عن كل ما حدث، ووضع الخطط لتلافى ذلك مستقبلًا.

أثق أن وزير التربية والتعليم جادٌ فى مواجهة الغش بكل قوة، وحسنًا فعل عندما أصدر قرارًا مهمًا منذ أيامٍ بإيقاف التحويلات نهائيًا لطلاب الثانوية العامة من الفرقة الأولى حتى الثالثة؛ تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، وليعلم الكافة أن دراسة السلبيات وتلافيها بداية الطريق الصحيح.
جائزة عالمية لـ«مصرى»
عندما كان العَالِم الكبير الدكتور أحمد زويل يُجرى تجاربه العلميَّة فى ألمانيا، التقى ذلك الشاب القادم من جامعة سوهاج لدراسة الدكتوراة فى الرياضيات.. لاحظ د. زويل تفوُّق الدكتور محمود عبدالعاطى، فضمَّه إلى فريقه العِلمى مع مجموعة من الدارسين المصريين والأجانب بألمانيا.. وعندما عاد بطل نوبل إلى مصر لتحقيق حلمه بإنشاء جامعة زويل، اصطحبه معه من ألمانيا ضمن فريقٍ من العلماء الشُّبان شكَّل بهم النواة الأولى للجامعة الوليدة.. ومنذ ذلك التاريخ سار الدكتور محمود عبدالعاطى على خُطى أستاذه الدكتور أحمد زويل، واستطاع، خلال سنواتٍ قليلة، الفوز بالعديد من الجوائز العالميَّة، كان آخرها منذ أيامٍ؛ عندما منحته الصين جائزة أفضل عَالِم رياضيات لعام ٢٠٢٣، وهى الجائزة الأهم والأكبر فى الصين؛ وذلك لإسهاماته الأساسيَّة فى اختراع واحدٍ من أهم المُؤثرات الرياضيَّة فى العالم.

تحدَّثت مع الدكتور محمود عبدالعاطى، الذى سَبق له الفوز بجائزة الدولة التقديريَّة، وسألته عن كواليس فوزه بجائزة الصين.. فقال: لقد تم ترشيحى من قِبل علماء من عِدَّة دولٍ، وكان أحد أهم شروط الفوز بالجائزة؛ إنتاج نظرية علميَّة أو وضع ابتكارٍ جديد ومهم، وما جعلنى مؤهلًا لنيل تلك الجائزة أننى أنتجت قرابة الـ ٢٥٠ ورقة بحثيَّة وبراءة اختراع، على مدار مسيرتى العمليَّة، على رأسها ابتكارى الذى أسهم فى حل أزمات الدوائر الكهربائيَّة بطرقٍ مُبتكرة وسريعة، ويُعدُّ واحدًا من أهم المُؤثرات الرياضيَّة فى العالم، والمعروف على نطاقٍ واسعٍ، وسجل الاختراع باسم «يانغ عبدالعاطى كارلو»، حاملًا اسمى وشريكى الصينى والإيطالى، وتم تسجيل براءة الاختراع فى الولايات المتحدة الأمريكيَّة.
..وقال د. عبدالعاطى، الحاصل على جائزة الدولة التقديريَّة، إن مصر تمتلك نبغاء وعلماء لو أُتيحت لهم الفرصة؛ لتربَّعوا على عَرش العلوم بمختلف المجالات.

تاجر الموت يموت
منذ أيامٍ شاركت فى ندوة عن الأمن السيبرانى «أمن المعلومات»، المَعنى بحماية الأنظمة والبيانات والاتصالات والشبكات المتصلة بالإنترنت ضد الهجمات الرقميَّة.. استمتعت بمحاضرة قيِّمة ألقاها الدكتور محمود عبدالعاطى، أستاذ الرياضيات والأمن السيبرانى بجامعة زويل، الذى أفاض بمعلوماتٍ عن «الهجمات السيبرانيَّة» التى أصبحت حديث العالم.. أكَّد أن هذا المجال من أهم التخصصات الواعدة فى مصر، بدليل الإقبال الكبير من أوائل الثانوية العامة هذا العام، وتفضيلهم كليات الذكاء الاصطناعى والحاسبات والمعلومات على كليات القمة، وأشار إلى أن أعلى رواتب فى كل العالم يتقاضاها العاملون فى مجال الأمن السيبرانى.

تطرَّق الحديث بيننا إلى جائزة نوبل، وسألت الدكتور عبدالعاطى: لماذا لا تُوجد جائزة لـ»نوبل» فى الرياضيات مثل باقى العلوم؟
قال إن جائزة نوبل التى تُعدُّ من أشهر الجوائز العالميَّة وتُمنح لمن يُسهمون فى إفادة البشريَّة فى مجالات الطب، والكيمياء، والفيزياء، والآداب، والسَّلام، لم تشمل علماء الرياضيات، كراهيةً من «ألفريد نوبل» لعلماء الرياضيات؛ لأن أحدهم، وهو عَالِم الرياضيات الشهير جوستا ليفلر، تزوَّج من حبيبته!! فمنع نوبل الجائزة فى مجال الرياضيات حتى لا يحصل عليها «ليفلر» أو أى عَالِم رياضيات آخر؛ لأن محبوبته فضَّلت أحدهم عليه وتزوجته.. قلت هل هكذا يكون تفكير عَالِم فى حجم ألفريد نوبل؟!
قال على الأقل هذا هو السبب الأكثر شيوعًا عالميًا، ويتناسب مع شخصية نوبل الذى رصد ٩ ملايين دولار لإنشاء جائزة نوبل باسمه؛ حتى يترك سيرة طيبة بعد أن لاحظ كراهية الناس له؛ لاختراعه الديناميت الذى أضر البشريَّة، ولم يعرف ألفريد نوبل فداحة الخسائر المُترتِّبة على اختراعه الديناميت إلا عند وفاة شقيقه، حيث إنه بسبب خطأ صحفى، تم نشر نعى بوفاة نوبل بدلًا من شقيقه، ولاحظ شماتةً غير عاديةٍ من المواطنين فى وفاته بسبب اختراعه للديناميت، حيث استخدم أصحاب النعى عنوانًا لرثائه «تاجر الموت يموت»، مما أحزن نوبل عندما رأى شماتة الناس فى موته، وأنهم سيحتفظون له بهذه الصورة السلبيَّة، وما حدث دفعه لتغيير وصيته؛ وقرَّر أن يُوهب ثروته للعلماء الذين أسهموا فى تغيير حياة البشريَّة فى الطب والكيمياء والفيزياء والأدب وحقَّقوا السَّلام، ومنحهم جائزة تحمل وتُخلِّد اسمه، وصارت من أرقى الجوائز العالميَّة، بدلًا من ارتباط اسمه بالديناميت.
لكن تصرُّف نوبل ضد علماء الرياضيات دفعهم لإنشاء جائزتين بديلتين؛ هما جائزة أبيل، وتصل قيمتها لمليون دولار ويُقدِّمها ملك النرويج سنويًا، وجائزة فيلدز، التى يتم منحها كل أربعة أعوام.

وحدات مرور إلكترونيَّة
الأسبوع الماضى ترددت على وحدتين للمرور بالقاهرة لنقل وتجديد ترخيص سيارتى، ولاحظت تلك الطفرة التكنولوجيَّة والتيسيرات التى تستهدف تقديم الخدمة بكفاءةٍ عالية فى أسرع وقت.. رأيت المُعاملة الراقية من الضباط والأفراد والموظفين للمواطنين، وتوفير منافذ خاصة للتيسير على كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة.. زُرت لأول مرة المقر الجديد للإدارة العامة لمرور القاهرة بطريق السويس، والذى أصبح بديلًا للمقر التاريخى بالدراسة، الذى ضاق على قاطنيه ومرتاديه اللواء خالد عمارة، مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة وضُباطه لا يدخلون مكاتبهم إلا قليلًا ويقضون يومهم بشوارع القاهرة للإشراف على تيسير الحركة المروريَّة.. مجمع المرور بالقاهرة الجديدة أكثر من رائع، وباب مكتب المقدم مؤمن محسن، رئيس المجمع، مفتوحٌ لاستقبال المواطنين، يتعامل معهم بمنتهى الاحترام، ويُشرف بنفسه على إنهاء الإجراءات بسهولةٍ ويُسر.

وحدة مرور البساتين التى تقع فى منطقة شعبية، الأهالى يتحدَّثون بمنتهى الحُب عن تفانى المقدمين إبراهيم عبدالفتاح، وعبدالقادر محمد؛ لحُسن إدارتهما لمنظومة العمل..
بالتأكيد الطفرة التى حدثت فى وحدات مرور القاهرة لم تأتِ من فراغٍ، بل جاءت ضمن استراتيجية شاملة وضعها اللواء محمود توفيق، وزير الداخليَّة، لتحديث وميكنة كل قطاعات الوزارة.