صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


ارتفاع درجات الحرارة يخفض ساعات النوم 

حنان الصاوي

الأحد، 20 أغسطس 2023 - 12:56 م

لا تناسب موجات الحر الشديد محبي النوم، إذ أن ازديادها بفعل التغير المناخي قد يكون سبباً في قلة النوم الضارة بالصحة.

ويتوقع أن تشهد دول عدة في أوروبا الغربية والوسطى خلال الأيام المقبلة، موجة حر ستكون حدتها غير معهودة خلال هذه الفترة من السنة، وسيحد ذلك على الأرجح من قدرة كثرة على النوم.

وتقول الباحثة في علم الأعصاب في "كوليج دو فرانس" أرميل رانسياك إن "التمتع بنوم جيد ممكن حتى حدود 28 درجة مئوية، لكن ارتفاع الحرارة أكثر يجعل النوم أكثر صعوبة".

فالدماغ الذي يضم خلايا عصبية تنظم درجة حرارة الجسم والنوم ومترابطة بشكل كبير، يتأثر جداً بالحرّ.

ومن شأن الحرارة المرتفعة أن ترفع منظم الحرارة المركزي وتنشط أنظمة التوتّر.

ومن بين الشروط للحصول على نوم عميق، خفض درجة حرارة الجسم.

وتقول رانسياك "في ظل جوّ حار جداً، يكون تمدد الأوعية الدموية في البشرة أقل فاعلية، ويتقلّص فقدان الحرارة، مما يؤخر النوم".

وتتسبب درجات الحرارة المرتفعة ليلاً في زيادة احتمال الاستيقاظ وجعل النوم العميق مسألة صعبة.

وتوضح الباحثة أن "الفرد يميل في نهاية دورة إلى الاستيقاظ ومواجهة صعوبة في معاودة النوم"، لأن الجسم يسعى إلى "إيقاف مرحلة خطر حراري".

وبينما لا يحتاج الجميع إلى القدر نفسه من النوم يومياً، إذ تختلف هذه الحاجة بحسب العمر، تراوح حاجة معظم البشر بين سبع ساعات وتسع.

وبينت دراسة نشرت عام 2022 أن البشر خسروا خلال العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين ما معدله 44 ساعة من النوم سنوياً مقارنة بالفترات السابقة.

وفي ظل الارتفاع في درجات الحرارة الناجم عن التغير المناخي، قد يصل "العجز" في ساعات النوم لكل فرد إلى 50 وحتى 58 ساعة سنوياً بحلول نهاية القرن، بحسب الدراسة التي أدارها كيلتون مينور من جامعة كوبنهاغن وتستند إلى بيانات أكثر من 47 ألف شخص من أربع قارات زُوّدوا أساور ذكية.

ومن شأن قلة النوم المفرطة بالمقارنة مع حاجة الفرد في هذا المجال أن تؤثر سلباً في قدرة الجسم على استعادة نشاطه.

وتشير رانسياك إلى أن "النوم ليس ترفاً، بل إن توازنه مسألة حساسة جداً وافتقار الجسم له يتسبب بآثار ضارة".

 

ومن الأمثلة على ذلك أخذ حمام بارد لكن ليس كثيراً، وممارسة الرياضة ليس في وقت متأخر لعدم رفع درجة الحرارة كثيراً، والحد من شرب السوائل التي تؤثر سلباً على النوم كالقهوة، والحد من شرب الكحول.

وتقول عالمة الأعصاب إنّ "الكحول هي بمثابة صديق زائف: فهي تساعد في الاسترخاء مما يحفّز النوم، لكنها ترفع درجة حرارة الجسم قليلاً، وهو ما يؤدي إلى النوم بشكل متقطّع".

وللفراش دور أيضاً في عملية النوم، لأنّ بعض الفرش تراكم الحرارة بشكل متزايد، بحسب سوفيه.

وللتخفيف من نقص النوم ليلاً، يقترح الطبيب أخذ "قيلولات قصيرة لحوالى 30 دقيقة".

اقرأ أيضا|دراسة.. صاحب اللغتين أقوى ذاكرة من الآخرين

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة