تطبيقات المراهنات
تطبيقات المراهنات


تطبيقات «المراهنات» على الإنترنت إدمان وخراب بيوت

أخبار الحوادث

الأحد، 20 أغسطس 2023 - 01:37 م

في العدد رقم 1603 بتاريخ 15 ديسمبر 2022؛ عرضت "أخبار الحوادث"   تقريرا بعنوان "احذر.. قبل أن يتحول منزلك لصالة قمار" كشفنا فيه ما يحدث على السوشيال ميديا من ألعاب القمار الالكتروني وحذرنا الآباء والأمهات من أن هذه الألعاب التي هي خراب للبيوت، ورغم ذلك إلا أننا مازلنا كل يوم نشاهد ونطالع العاب الكترونية جديدة، كل فكرتها هي المراهنة على الانترنت وأنت جالس وسط اسرتك بمنزلك أو في عملك من أجل ربح المال، تفاصيل أكثر سوف نسردها لكم في السطور التالية.

دائمًا كنا نسمع عن إدمان المخدرات لكن في حقيقة الأمر ومع التقدم التكنولوجي فوجئنا بظهور نوع آخر من الإدمان لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات؛ وهو الرهانات أو بمعنى أدق المقامرة الإلكترونية التي هي نزيف للأموال، وكلها تستتر تحت شعار ألعاب الحظ الإلكترونية.

الحقيقة التي لا يعلمها خبراء الإنترنت أن الشركات المتخصصة في مجال الألعاب الإلكترونية تقوم بتصنيع ألعاب إلكترونية تشبه القمار، وهي بإثارتها تقود الشباب إلى الإدمان؛ فأصبح الابن أو الابنة تمارس هذه الألعاب وهو في وسط اسرته أو عمله إن كان يعمل، أو على كافيه، الغريب أن من يمارس هذه الألعاب يعلم جيدا أنها غير كونها مضيعة للوقت؛ تستولي على ما في جيبك من أموال؛ حبث تحتوي على مستويات كثيرة تغريك بالمكسب المادي حتى تصل لمرحلة إدمانها.

في حقيقة الأمر أننا الآن أمام جريمة بكل المقاييس جريمة تستهدف الشباب، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغض النظر عنها أو نتهاون في التعامل معها خاصة بعدما أصبح الامر يتعلق بأولادنا وشبابنا وبناتنا بحجة أنها مجرد ألعاب إلكترونية لن تضرهم بشيء، رغم أن فيها الكثير من ألعاب القمار التي تحفزك بدفع الأموال والرهان بها لمجرد الفوز بمكسب أكبر لكن ينتهي بك المطاف بالخاسرة والإدمان.

العاب المراهنات

السؤال الذي يتبادر في الذهن الأن؛ ما هي ألعاب المراهنات أو المقامرات؟!، منها العاب جني الأموال؛ حيث يمكن للمستخدمين تحميل التطبيق والبدء في الحصول على نقاط مجانية يوميًا بدون القيام بأي عمل، كما يمكن للمستخدم الحصول على 100 نقطة بشكل يومي، وعند جمع 1030 نقطة يمكنه سحب 10 دولار مرة واحدة، وجمع 3090 نقطة للحصول على 30 دولار مرة واحدة، وبمجرد جمع 5500 نقطة، يمكن للمستخدم سحب 50 دولار غير محدود، فقط تشترط عليك اللعبه تسجيل الدخول والتحقق من هوية المستخدم وإتمام عملية التسجيل برقم الهاتف فقط، كما أنه من الممكن أيضًا ربط حساب المستخدم بمحفظة الكترونية لأغراض الدفع والسحب منها.

"حرب الملوك": من ضمن الألعاب التي تعتمد على فكرة المراهنات، لأنها تمثل مصدر لمكاسب الكثير من الأطفال والمراهقين وكذلك لخسارتهم؛ تبدأ اللعبة بإنشاء حساب للاعب عن طريق إدخال جميع بياناته الشخصية، ومن ثم يكون له جيوش قوية يحصل على الذهب وهو الهدف المشترك في ألعاب القمار او الراهنات؛ ففكرة اللعبة تقوم على التنافس للوصول إلى مستويات أعلى من شراء الذهب عن طريق أشخاص غير معروفين في اللعبة ومن يحقق ذلك يكون هو الرابح ويحصل على تحويل أموال بكروت شحن وغيرها من الطرق.

وهناك لعبة الكترونية شهيرة هي لعبة تتيح لك اللعب أون لاين مع أشخاص حقيقيين، فبمجرد دخولك للعبة تحصل على 20000 نقطة ذهبية للبدء، مع إمكانية شحن اللعبة إذا خسرت عن طريق إحدى شركات الاتصال بطريقة الدفع الكاش، أما إذا ربحت أموالًا منها وهذا شبه مستحيل يمكن استخدامها في عملية شحن رصيد الهاتف أو تحويل تلك الأموال إلى محفظة إحدى شركات الاتصالات، فكل 500 نقطة تساوي 50 قرشا أي كل 10000 نقطة ذهبية تعادل 10 جنيه مصري، بالإضافة إلى الإرباح المجانية اليومية بمجرد دخولك للعبة.

 من الألعاب الإلكترونية المفتقدة لكثير من الضوابط، وبها العديد من المخالفات وتعتمد على رصيد وهمي من النقود على شكل نقاط؛ فهنا يقوم التطبيق بإنشاء حساب خاص لصاحبه على الموقع الخاص باللعبة ويبدأ اللاعب في جمع الذهب الذي يعتبر رصيد وهمي على شكل نقاط ويلعب فيها أكثر من شخص في الوقت ذاته، ويبدأ الرهان والمقامرة بهذه النقاط ويربحون أو يخسرون، وقد يتمكنون من الحصول على الملايين داخل اللعبة، ثم يقومون بالدخول على خانة "البوكر" وهي صالات القمار، ويتم اللعب بها بنظام المراهنات بالذهب الذي قاموا بجمعه من اللعبة، ويتمكن المحترفون فيها من جمع الكثير من الذهب وبيعه للآخرين مرة أخرى وقد يصل حصيلة مكسبهم لآلاف الجنيهات في بعض الأحيان.

"وهناك لعبة اخرى" تبدأ جولة اللعبة بمجرد تفعيل حساب على اللعبة ومن بعدها بمجرد دخولك للحظة التي تقلع فيها الطائرة حدد المبلغ الذي ترغب في المراهنة به ويكون الحد الادنى 10 سنت وبالتزامن مع ارتفاعها يزيد معدل الفوز، فكلما ارتفعت الطائرة يزداد معدل الرهان بضعف المبلغ في كل ثانية أثناء الرحلة إلى أن يصل الى الحد الاقصى وهو 100 دولار، وعندما يناسبك الرهان وترغب في سحب أرباحك يجب عليك سحبه بحرص قبل هبوطها فجأة والذي اذا حدث ستخسر كل أموالك، كما لديك الفرصة إذا كنت ترغب في المراهنة أكثر في جولة واحدة ، فيمكنك وضع رهانتين في وقت واحد.

سؤال للإفتاء

المثير أنه ورغم أن الإجابة بديهية؛ ورد سؤال لدار الإفتاء يسأل صاحبه: أن بعض الألعاب المنتشرة على الإنترنت تكون بين مجموعة من اللاعبين، يأخذ كل متسابق في بداية اللعبة عددًا من العملات الخاصة باللعبة، فإذا خسر قل عدد هذه العملات، وإذا تقدم في اللعبة زاد عددها، كما إن اللاعب عند وصوله إلى مستوى معين يكون قد جمع الكثير من هذه العملات ولا يكون في حاجة إليها، فيبيعها لغيره بأموال حقيقية، عن طريق تحويلها إلى حساب الشخص الآخر في اللعبة، أو يبيع حساب اللعبة بالكامل، بأن يعطي اسم الحساب والرقم السري للمشتري فما حكم ذلك شرعًا؟!

ردت دار الإفتاء قائلة: أنه يجوز شرعًا بيع وشراء المراكز أو عملة اللعبة "الكوينز" التي يحرزها اللاعب المشترك في الألعاب الإلكترونية لغيره في مقابل شيء من المال، كما يجوز بيع وشراء حساب اللعبة "الأكونت"، إلا أن لذلك ضوابط يجب مراعاتها ومنها: ألا يكون اللعب هو دأب اللاعب بحيث يصير ذلك إدمانًا يعود على صاحبه بالضرر الصحي والنفسي والإرهاق الذهني، ويشغله عن أعماله وواجباته وإنجازاته النافعة له؛ كالعمل أو الدراسة أو نحو ذلك، ألا تتضمن هذه الألعاب على محاذير شرعية؛ كالميسر أو القمار، أو تصوير العورات، وألا تشتمل على طقوس تعبدية تخالف ثوابت عقيدة المسلمين، وألا يشتمل اللعب على عنف، وألا يكون مؤديًا إلى النزاع والخصومة والبغضاء بين اللاعبين، وألا تكون اللعبة من ألعاب التجسس الممنوعة محليًا أو دوليًا، وألا يؤدي اللعب إلى تضييع حقوق الله على المكلف من عبادات وصلوات ونحوها، وتضييع حقوق العباد عليه، وفي مقدمتهم الأهل ممن يعولهم ويقوم على رعايتهم، كما نصحت دار الإفتاء المصرية الآباء أن يقوموا بمراقبة أولادهم وتوجيههم وإرشادهم إلى الألعاب التي فيها منفعة لهم، ويختارون لهم منها ما يناسب طبيعتهم ويفيد في بنائهم وتربيتهم الأخلاقية والنفسية، ويساعدهم في تنمية الملكات وتوسعة قدراتهم الذهنية، ويكون ذلك في بعض الأوقات لا في جميعها، حتى لا ينشغلوا بها عن أداء واجباتهم الشرعية والحياتية، أو تؤثِّر في صحتهم العقلية وإدراكاتهم الذهنية.

نص صريح

وبالتواصل مع إسلام محمد المحامي بدأ حديثه قائلاً: القانون عرف المقامرة بأنها عقد شفهي يتعهد به كل مقامر أن يدفع إذا خسر المقامرة للمقامر الذي كسبها مبلغًا من النقود أو أي شيء آخر يتفق عليه، ومثال ذلك أن يتفق المتبارون في ألعاب الورق كالبوكر على أن من يكسب اللعب منهم يأخذ من الخاسرين مقدارًا معينًا من المال، ولم يكتفِ القانون المدني بمنع إجبار من خسر في مقامرة أو رهان على أداء التزامه، بل أجاز له أيضًا استرداد ما أداه من خسارة ولو أداها اختيارًيا، بل ولو كان هناك اتفاق يقضي بعدم جواز الاسترداد، وإن كل مواطن أو شاب تعرض للخسارة في المقامرة بإمكانه استرداد المبالغ التي خسرها وفق إجراءات قانونية وقضائية معقدة نوعا ما.

لسيتكمل قائلاً: قانون العقوبات جرم القمار بالمادة ٣٥٢ نصًا: "كل من أعد مكانًا لألعاب القمار وهيأه لدخول الناس فيه يعاقب هو وصيارف المحل بالحبس وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه، وتضبط جميع النقود والأمتعة في المحلات التي تم اللعب بها، على النقيض جاء قانون المنشآت السياحية والفندقية بإباحة القمار للأجانب مقابل نصف المبالغ، كما نصت المادة ٣٥٣ من الفصل الخاص بأحكام ألعاب القمار والنصيب بقانون العقوبات رقم ٧٣ لسنة ١٩٥٧ أنه يعاقب بهذه العقوبات أيضًا كل من وضع للبيع شيئًا في النمرة المعروفة باللوتيري دون إذن الحكومة، وتضبط أيضا لصالح الحكومة جميع النقود والأمتعة الموضوعة في النمرة، ويقصد بهذه العقوبات الحبس وغرامة لا تجاوز ألف جنيه.

ليختم حديثه قائلاً: مع التقدم التكنولوجي ظهر نوع آخر من المقامرة الإلكترونية أو "كازينوهات" الأون لاين، ومنها ألعاب المراهنات والكازينوهات أون لاين وغيرها من الألعاب، التي انتشرت بشكل كبير؛ فلم يضع القانون نصًا واضحًا لتجريم المقامرة الإلكترونية.

مكسب سريع!

لتستكمل الدكتورة أمال السيد أستاذة علم الاجتماع قائلة: إن الألعاب الالكترونية أو القمار الالكتروني يعتبرها بعض الشباب نوعا من التسلية وفوق أنها مسلية فيها مكسب مادي، وأصبح الكثير فى المجتمع يبحث عن المكسب السريع بلا تعب، بالإضافة انه يوجد الكثير من هؤلاء الشباب ليس لديه الوعي الديني الكافي الذي يجعله يفرق بين الحلال والحرام، كما يجب الحرص والوعي من الأهالي ومعرفة ما يفعله أولادهم، كما أن على الدولة غلق هذه المواقع الخطيرة ومعاقبة من يلجأ إليها.

اقرأ أيضًا :

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة