فاطمة بدوي

الإثنين، 21 أغسطس 2023 - 10:33 ص

تتسم العلاقات الثنائية بين مصر وبيلاروسيا بالهدوء والاستقرار والودية، حيث يحرص الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية سواء سياسيا أو اقتصاديا أو تجاريا، من خلال عقد جولات مشاورات سياسية رفيعة المستوى بشكل دوري، كما تعد مصر واحدة من  أهم الوجهات  السياحية للمواطن البيلاروسي.

ولمعرفة مزيد من العلاقات بين مصر وبيلا روسيا كان لنا هذا الحوار الصحفى مع سفير بيلاروسيا بمصر سيرجي تيرتنتييف

سعادة السفير.. نريد أن نعرف تقييمك للعلاقات بين مصر وبيلاروسيا الآن ؟

في العام الماضي ، تجاوزنا ثلاثين عامًا في تاريخ العلاقات بين بيلاروسيا ومصر. طوال هذا الوقت ، تطورت العلاقات البيلاروسية المصرية بشكل تدريجي. لقد نجحنا في إرساء أساس متين وضمان مواصلة تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك.

سأقيم العلاقات الحالية بين بلدينا على أنها علاقات ودية وشريكة. ليست لدينا خلافات لا يمكن حلها على الأجندة الثنائية والعالمية. بيلاروسيا مستعدة لدعم مصر في القضايا المهمة.

يعد الحوار الودي والثقة بين رؤساء الدولتين أحد المكونات المهمة للعلاقات البيلاروسية المصرية، وهو ما نقدره تقديراً عالياً من جانبنا.

في عام 2017-2020 ، تبادل رئيسا بيلاروسيا ومصر الزيارات ، والتي أكدت على تكثيف وتطوير التعاون الثنائي في المجالات ذات الصلة وتنفيذ المشاريع المشتركة. تستمر هذه الديناميكية حتى يومنا هذا.

ما آخر مستجدات العلاقات بين مصر وبيلاروسيا على المستوى السياسي؟

نشهد هذا العام توجها إيجابيا في العلاقات الثنائية على الصعيد السياسي. تشترك بلداننا في نهج مشتركة لمعظم القضايا المدرجة على جدول الأعمال السياسي العالمي ، مما يعزز تفاعلنا في المنظمات الدولية. توحد بيلاروسيا ومصر الرغبة في بناء عالم متعدد الأقطاب ، وحماية الحقوق السيادية للدول ، وتوفير الفرص للتنمية المستدامة.

وفي هذا الصدد ، نتطلع إلى عقد الاجتماع الأول للمفوضية رفيعة المستوى للحوار السياسي والعلاقات الثنائية بين جمهورية بيلاروسيا وجمهورية مصر العربية على مستوى وزيري خارجية البلدين في أقرب وقت ممكن. تم إنشاء هذه الآلية السياسية الثنائية وفقًا لقرارات رئيسي بيلاروسيا ومصر خلال المحادثات رفيعة المستوى في 2019-2020.

في المجال السياسي ، يسعدني أن أشير إلى تطور التعاون بين منظمات الشباب في بيلاروسيا ومصر ، ولا سيما بين برلمان الشباب في بيلاروسيا ولجنة التنسيق لقادة الشباب الأحزاب والسياسيين (CPYP) في مصر. لقد عقدوا بالفعل حدثين مشتركين وهم يخططون لسلسلة كاملة من الاجتماعات والمناقشات حول سياسة الشباب والتعليم العالي والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في البلدين و أنا مقتنع بأن مثل هذا الحوار والتواصل المباشر بين القادة السياسيين الشباب في بيلاروسيا ومصر سيساهم بشكل كبير في تعزيز وتكثيف العلاقات السياسية الثنائية بين بلدينا.

ما هو حجم التبادل الاقتصادي والاستثماري بين مصر وبيلاروسيا؟

بشكل عام ، يتطور حجم التجارة بين بلدينا بشكل مطرد. في العام الماضي ، تمكنا من زيادته بشكل كبير ، ونحاول عدم التباطؤ.

لطالما سيطرت الصادرات البيلاروسية إلى مصر على التجارة بين بلدينا.  وأستطيع اليوم أن أشير بارتياح إلى نمو الصادرات المصرية إلى بيلاروسيا. تضاعف في النصف الأول من هذا العام. وهذا يشير إلى وجود إمكانات كبيرة في التجارة بين بلدينا. تنتج مصر منتجات عالية الجودة مطلوبة في بيلاروسيا. وهي ليست مجرد فواكه وخضروات. تحتاج بيلاروسيا إلى المنتجات الصيدلانية والبتروكيماوية المصرية وغيرها من المنتجات. نحن عازمون على مواصلة العمل بنشاط في هذا الاتجاه.

ما هى أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين مصر وبيلاروسيا؟

نحن نهتم بالتعاون مع مصر ، نعطي الأولوية للمشاريع الصناعية المشتركة. تشتهر بيلاروسيا بصناعتها المتطورة للغاية ، يمكننا أن نقدم لزملائنا المصريين العديد من التطورات والتقنيات الحديثة الجديدة في مجال الهندسة الميكانيكية.

حققت بيلاروسيا ومصر بعض الإنجازات في المشروعات الصناعية المشتركة. تم إنشاء إنتاج الشاحنات البيلاروسية في مرافق شركة حلوان للآلات والمعدات. بالنسبة لخمسة طرازات من الشاحنات ، تم تحقيق مستوى توطين بنسبة 40٪ ، مما يجعل من الممكن تصنيف المنتجات المصنعة على أنها مصنوعة في مصر. يتم دراسة إمكانية الإنتاج المشترك للجرارات ومعدات بناء الطرق مع شركات وزارة الإنتاج المصرية. تم تطوير مشروع لإنشاء إنتاج مشترك للحافلات بمحركات الغاز ، وتم إنتاج نموذج أولي للحافلة المشتركة. هناك احتمالات للإنتاج المشترك للآلات الزراعية ، والحافلات الكهربائية ، والورش المتنقلة ، ومخازن الحبوب ، وقطع الغيار ، إلخ.

نوقشت مشروعات التعاون الصناعي خلال اجتماع مجموعة العمل البيلاروسية المصرية للتعاون الصناعي الذي عقد في يوليو من هذا العام في القاهرة.

بشكل عام ، نعتبر التعاون الصناعي أكثر مجالات التفاعل الثنائي طلبًا والواعدة. لقد قلنا مرات عديدة أن مصر هي بوابة أفريقيا. نتطلع إلى توسيع التعاون الصناعي مع مصر للترويج للمنتجات المشتركة في السوق الأفريقية ، والتي تتمتع بإمكانيات كبيرة.

مع الأخذ في الاعتبار المشاكل الملحة المتعلقة بالأمن الغذائي، فإن بيلاروسيا مستعدة للتعاون مع مصر في هذا المجال وتنفيذ مشاريع لإنتاج المنتجات الزراعية والغذائية، وتطبيق التقنيات الخضراء الصديقة للبيئة في هذا المجال. هذا هو الاتجاه الذي ننوي تطوير تعاوننا مع مصر في الوقت الحاضر.

سيتم النظر في مجموعة كاملة من قضايا التعاون الاقتصادي في الاجتماع السابع للجنة التجارة البيلاروسية المصرية المشتركة في القاهرة ، والذي نقوم بإعداده حاليًا.

في مجال السياحة.. هل عادت السياحة البيلاروسية إلى مصر كما كانت في الماضي؟

لدينا ارتياح لتطور التعاون بين بلدينا في مجال السياحة. علاوة على ذلك ، أود أن أؤكد أن تدفق السياح من بيلاروسيا إلى مصر لم يتوقف أبدًا ، بغض النظر عن الظروف الاقتصادية وغيرها.

يعتمد التدفق الكبير للسياح البيلاروسيين إلى مصر تقليديًا على جودة وتكلفة الخدمات المقدمة ، بما في ذلك النقل الجوي وعمل المنظمات السياحية المضيفة والخدمة ومستوى الأمن في البلاد.

تؤكد البيانات الإحصائية التطور الناجح للتعاون في مجال السياحة. منذ بداية هذا العام ، زار مصر أكثر من 45 ألف سائح بيلاروسي.

وفقًا للتقديرات الأولية، إذا تم الحفاظ على هذه الديناميكيات ، فإن العدد الإجمالي للسياح من بيلاروسيا بحلول نهاية العام سيكون قادرًا على مضاعفة أرقام العام الماضي.

مرة أخرى ، لا يسعني إلا أن أشير إلى وجود إمكانية كبيرة لزيادة عدد السياح من بيلاروسيا إلى مصر ، والتي ، للأسف ، لا تزال غير مستخدمة من قبل منظمي الرحلات السياحية في كلا البلدين. نحن نتحدث عن افتتاح مقاصد سياحية جديدة تحظى بشعبية كبيرة أمام السائحين البيلاروسيين في مصر ، مثل القاهرة والإسكندرية والأقصر. نأمل في حوار ناجح بين سلطات الطيران البيلاروسية والمصرية ، بما يؤدي إلى استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين عواصم بلدينا ، وفتح مسارات جديدة.

نريد أن نعرف ما إذا كان هناك تعاون بين البلدين في مجال التعليم؟

بطبيعة الحال ، فإن التعاون بين البلدين في مجال التعليم نشط للغاية. بادئ ذي بدء ، تقدم بيلاروسيا كل عام منحًا وطنية للطلاب الأجانب للدراسة في الجامعات والكليات البيلاروسية. يسعدني أن أشير إلى أنه تم السماح هذا العام لمواطنين مصريين بالحصول على التعليم العالي في بيلاروسيا بتمويل من المنح. في العام الماضي قدموا طلباتهم واجتازوا مقابلة واختبار امتحان. نرحب بالطلاب المصريين الراغبين في الحصول على تعليم عالي في بيلاروسيا.

أما بالنسبة للتعاون بين الجامعات ، فنحن نعمل على تطوير هذا المجال من التعاون. بمساعدة سفارة بيلاروسيا ، أقيمت اتصالات وفرص للتعاون بين جامعة مينسك الحكومية اللغوية وجامعة عين شمس في مجال اللغويات، وجامعة بيلاروسيا الحكومية وجامعة القاهرة في مجال علم الأحياء ، وجامعة بيلاروسيا الحكومية. يتم دراسة المعلوماتية والإلكترونيات الراديوية وجامعة كفر الشيخ وجامعة حلوان في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر والروبوتات والذكاء الاصطناعي وكذلك بين الجامعة التقنية الوطنية البيلاروسية وجامعة بني سويف في مجال الهندسة الزراعية.

بالتأكيد ، فإن تطوير التعاون بين بلدينا في مجال التعليم سوف يسهله الزيارة الرسمية لوزير التعليم العالي بجمهورية مصر العربية إلى بيلاروسيا ، والتي ستتم كما نتوقع في المستقبل القريب.

ما هي آفاق التعاون الثنائي في مجال الطب؟

هناك العديد من الفرص الواعدة للتعاون بين بلدينا في المجال الطبي. تمت إقامة اتصالات بين المؤسسات الطبية الرائدة في البلدين. أود أن أشير إلى أن هناك آفاقًا كبيرة لتطوير التعاون بين مستشفى الهلال الأحمر للعظام  ومؤسسات الرعاية الصحية البيلاروسية ، مثل المركز العلمي والعملي البيلاروسي لطب العظام  وجراحة العظام. اقترح الجانب البيلاروسي مجالات التعاون التالية: جراحة المخ والأعصاب الشوكية. علاج تصحيحي  للتشوهات العظمية للعمود الفقري  أمراض العمود الفقري وإصابات العمود الفقري و العلاج الجراحي لكسور الأطراف السفلية ، العلاج الجراحي لكسور الأطراف. تقويم المفاصل الأساسي للمفاصل الكبيرة ، وإعادة تقويم المفاصل الكبيرة ، وكسور الحوض و تنظير المفصل. تشخيصات ومنهجية العلاج التصحيحي في حالة التشوهات العظمية في العمود الفقري.

يعد التعاون في مجال أمراض القلب واعدًا للغاية وهو محل اهتمام مشترك ، نظرًا لآخر إنجازات بيلاروسيا ومصر في هذا المجال. يجري النظر في إمكانية التعاون والمشاريع المشتركة بين المعهد الوطني المصري لأمراض القلب والمركز العلمي والعملي الجمهوري البيلاروسي «أمراض القلب». باعتبارها أكثر مجالات التعاون شيوعًا والواعدة ، نلاحظ تدريب المتخصصين في مجالات أمراض القلب وجراحة القلب وجراحة الأوعية الدموية بالأشعة السينية ؛ تبادل المتخصصين للتدريب ، فصول الماجستير ؛ توفير جراحة القلب. إن المركز البيلاروسي لأمراض القلب على استعداد لتقديم الرعاية الطبية لمواطني جمهورية مصر العربية ، بما في ذلك زراعة القلب.

هل من المتوقع ان تكون هناك زيارات رسمية قريبا بين الجانبين؟

سيكون عقد الاجتماع السابع للجنة التجارة البيلاروسية المصرية المشتركة في القاهرة حدثًا ذا أولوية عليا بين بلدينا. نتطلع إلى زيارة وزير تنظيم وتجارة مكافحة الاحتكار في جمهورية بيلاروسيا ، رئيس القسم البيلاروسي من هذه اللجنة ، لعقد اجتماع. نأمل أن يحدث هذا قبل نهاية هذا العام.

بالطبع ، نحن نتطلع بشدة لزيارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري إلى بيلاروسيا وفقًا للدعوة الحالية.

إنني على يقين من أن تبادل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى سيتكثف في المستقبل القريب.

ما هو موقف بيلاروسيا من أزمة سد النهضة؟

نأمل في أقرب تسوية ممكنة لجميع التناقضات حول مشروع سد النهضة

نحن مقتنعون بأنه لا يمكن التوصل إلى حل عادل ومقبول للطرفين إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الأطراف المعنية ، على أساس قواعد ومبادئ القانون الدولي.

وفي هذا الصدد، نرحب باستئناف الحوار بين الأطراف المعنية بهدف وضع الاتفاق النهائي الذي سيراعي حقوق ومصالح جميع دول حوض النيل.