محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

العلمين الجديدة.. والهروب من الفخ !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 21 أغسطس 2023 - 07:46 م

«بابا إنت ليه حجزت لنا هناك؟ إحنا عايزين نرجع الساحل الشمالي»، هذه العبارة قالتها إحدى بنات رجل الأعمال الذى اصطحب أسرته هناك فى إجازة صيفية، لم يصدق الرجل ما سمع، وناقش بناته فى الفارق بين الساحل ومدن سياحية أسيوية، بل وعرض عليهن الانتقال إلى أى مدينة أوروبية يخترنها على أن يعودوا بعد الإجازة للساحل، وجاءت الإجابات كلها فى صالح الساحل خاصة العلمين الجديدة، ولم يتردد الرجل فى قطع إجازته استجابة لبناته والعودة للعلمين للاستمتاع بكافة أجوائها.


هذا الكلام رواه لى الأب وهو صديق عزيز، ولم أتعجب ولم أكن بحاجة لأى تبرير للقرار، فحقاً ما يحدث بالعلمين قصة نجاح على كل المستويات، وما أدل على هذا النجاح من إقبال الأشقاء العرب على العلمين للإقامة وشراء منازل بها، بجانب ما أعلنته هيئة تنشيط السياحة عن وصول طيران مباشر ولأول مرة إلى العلمين، ووصول أفواج سياحية من إيطاليا ورومانيا والتشيك وكازاخستان، وهذه نقطة مهمة.
وهنا لا نتحدث عن نقطة واحدة لتميز العلمين، إنما منظومة نجاح متكاملة، بدءًا من التطور الكبير للبنية التحتية من طرق عالمية وخدمات حديثة وعدة محاور أرضية تربطها بالقاهرة، وسهولة السفر منها جواً لأى مدينة سياحية أخرى سواء بالبحر الأحمر وجنوب سيناء والصعيد، ناهيك عن وجود أجمل شواطئ البحر الأبيض ومجموعة من الفنادق عالية المستوى والجودة، والمهرجانات والفعاليات العديدة التى تقام بالعلمين خاصة مهرجان «العالم علمين»، كل هذا وغيره جعل منها منتجا سياحيا قويا ومتفردا يسهل ترويجه وتنشيط السياحة إليه باعتباره وبحق واحدا من أجمل المقاصد السياحية بالبحر الأبيض.
هنا نتوقف عند فخ يجب أن نفطن له ونهرب منه بكافة السبل، وهذه مسئولية الحكومة وأيضا القطاع الخاص ورجال الأعمال وغيرهم، فهو نفسه الفخ الذى سقط به الساحل القديم أو الطيب كما يسمونه وحتى الإسكندرية عروس البحر الجميلة، أن يصبح هذا الزخم والرواج موسميا مرتبطا بالصيف فقط ولمدة لا تتجاوز أربعة أشهر على أقصى تقدير، ثم يغلق أبوابه باقى العام، وتلك مشكلة لو تعلمون عظيمة !، وأعتقد أن الجميع يتذكر الهدف الذى أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى بداية إطلاق التنمية بالعلمين، وتحويلها لمدينة تعج بالحياة والإستثمار والتدفق طوال العام، وتمت ترجمة هذا الهدف عمليا فى مخططات تنمية الساحل الشمالي، والتى لا تعتمد فقط على السياحة إنما تضم أنماطا تنموية أخرى من صناعة وزراعة وتعليم وموانئ وغيرها الكثير.


وقد يقول البعض إن طبيعة المنطقة صيفية فقط، ولا تحتمل الإمتداد للشتاء، قول باطل يراد به باطل أيضا، ولنراجع خريطة المدن السياحية وغيرها بسواحل البحر الأبيض المتوسط، من جنوب أوروبا إلى شمال إفريقيا لغرب آسيا، لنتأكد من كذب هذا الإدعاء، فكم من مدن سياحية بجنوب فرنسا وإسبانيا وإيطاليا تعج بالسائحين «شتاء» مثل «صيفا»، وبأرقام فلكية، مع العلم أن تلك المدن ليست فى دفء وروعة وجمال ساحلنا الشمالي.


العلمين الجديدة تشهد بداية قوية ومبشرة للغاية، تلزم الجميع بالهروب من الفخ السابق، أما كيف الهروب من الفخ، فهذا موضوع مقال قادم بإذن الله.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة