خالد محمود
خالد محمود


المشهد

«فلسفة مهرجان الموسيقى العربية»

الأخبار

الخميس، 24 أغسطس 2023 - 06:23 م

تبقى دائمًا  خصوصية  مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء إنه مهرجان للجميع ، بحيث يكون حضور حفلاته فى متناول الجميع، وهو ما كانت تحرص عليه دار الأوبرا المصرية، ومن منطلق تلك الفلسفة أتساءل لماذا تغير الموقف لنتعامل معه بمنطق السوق الحر ونتعالى على جمهوره البسيط المستهدف وجعله يشعر بعبء وتوتر بزيادة قيمة التذكرة ، لتقفز من 20 جنيهًا إلى 60 جنيهًا هذا العام. دائمًا أسعد بمشهد الجمهور البسيط  بأعماره المختلفة  ..

أمهات وآباء وأطفال  ..فى ساحة مهرجان  قلعة صلاح الدين  للموسيقى والغناء ، الذى اعتبره أحد روافد البهجة فى مصر وترمومتر حقيقى لمدى التفاف الناس حول تراثهم الغنائى والموسيقى والطرب الأصيل.

وأيضًا يعكس تذوقهم وإعجابهم  بأصوات معاصرة كموسيقى الروك والجاز والمقطوعات الموسيقية التى تمزج بين الآلات الشرقية والغربية.

كنت أجلس وسط هؤلاء البسطاء أترقب كيف يعيشون بوجدانهم مع روحانيات ياسين التهامى وشجون الحجار وصالح والحلو التى تتنفس معهم الحلم وتشعرهم بحياة وتطمئن قلوبهم  عبر أغنيات مثل «بحلم على قدى ، ماشى فى ضلها ، المليونيرات ، النور مكانه فى القلوب ، زى ما هى حبها ، المال والبنون ، تجيش نعيش ، فى قلب الليل ، عارفة،  الليل وآخره، ولما الشتا يدق البيبان، الاولة فى الغرام ،فداكى الروح، عراف، اهيم شوقًا ..

، وكيف تتوحد مشاعرهم مع رومانسية هانى شاكر وهشام عباس وغالية بن على ونادية مصطفى بجانب فرق مثل وسط البلد وكايروكى ومسار إجبارى.
وكيف ينسجمون إبهارًا واجلالًا للموسيقى الكلاسيكية التى تهز أرجاء مسرح المحكى ذلك المكان العتيق وكأنها طقوس لمشهد عظيم مع الاوركسترا السيمفونى وأيضًا عمر خيرت. نعم كلما اقترب الفن من الناس،  تعامل الناس مع واقعهم بشكل مختلف يتقبلون تقلباته بطيب خاطر ونفوس صافية وإرادة تتجاوز المحال. أتذكر قول أفلاطون «لو لم أكن فيزيائياً كان من المحتمل أن أصبح موسيقياً، فإنّى غالباً ما أفكر بالموسيقى، وأحلام اليقظة لدى موسيقى، وأنظر إلى حياتى بدلالات الموسيقى».

أتذكر أيضًا الأديب كمال الدين فى قصيدته عن الموسيقى «شكراً أيتها الموسيقى شكراً لأنكِ تغسلين دمى من هذيانه وروحى من شظاياها..

أرى أن رسالة مهرجان القلعة عظيمة، وعليه ألا يفرط فى هويته ويحافظ على جذب أكبر شريحة من جمهوره، وأن تمتد فعالياته لأسبوعين على الأقل بدلًا من أسبوع واحد، حتى يكون التأثير أكثر وتتاح الفرصة لعدد أكبر ومتنوع من المطربين والفرق الفنية للمشاركة لإرضاء كافة الأذواق .. أسبوع واحد لايكفى.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة