جانب من ملتقى الجامع الأزهر
جانب من ملتقى الجامع الأزهر


ملتقى الجامع الأزهر: الأسرة .. اللبنة الأولى وصمام أمان الأوطان

ضياء أبوالصفا

الخميس، 24 أغسطس 2023 - 06:45 م

أكد الدكتور عبد الفتاح العوارى عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الأسرة هى اللبنة الأولى للمجتمع فإذا اعتُنى بها وصح بناؤها سلم المجتمع من التفكك والانهيار، وأوضح أن الإسلام يعنى عناية فائقة بالنواة الأولى فى المجتمع وهى الأسرة، بدءًا من اختيار الأم عند إرادة الخطبة، حيث طالب الشرع الرجل أن يختار الأم الصالحة لأبنائه التى بدورها تستطيع أن تصل بالأسرة إلى بر النجاة.

وأوضح أن الإسلام يوجه أيضا ولى الفتاة إلى ما يحقق لها السعادة والطمأنينة والسكينة والمودة فى بيتها الجديد، فيقول النبى : «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير» أى إن لم تصنعوا هذا الصنيع فى الاختيار تكن فتنة فى الأرض وفساد عريض، مؤكدا أن الإسلام لا يريد من الزوج أن يكون فاحشا أو فظا غليظا مع زوجته وهذا ما وضحه الله سبحانه وتعالى فى كتابه، قال تعالى «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» فالمعروف كل ما هو جميل وحسن وطيب، وأكد ذلك حبيب القلوب محمد  حيث قال (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) وكانت وصيته  ساعة الاحتضار « اتَّقوا اللهَ فى النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله»، مضيفا: كما للرجل حقوق فعليه واجبات وأن لشريعة الإسلام السمحة ميزانًا دقيقًا لو طبقته الأسرة المسلمة لنجت وأصبحت آمنة مستقرة.

وأكد الدكتور جميل تعيلب وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، أن الضمانة الحقيقية للأمن العالمى تكون من خلال أمن الأسرة، فلقد راعى الإسلام ما يجب على الأسرة فعله حتى لا تتشرذم، حيث بيّن العلاقة قبل الزواج باختيار الزوجة الصالحة، وأثناء الزواج بالمعاشرة بالمعروف وتربية الأبناء تربية صحيحة، وعند حدوث الخلاف بالصلح بينهم كما بين الله سبحانه وتعالى فى كتابه حيث قال: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا». وإن خفتم-يا أولياء الزوجين- أن يصل الخلاف بينهما إلى العداوة والتدابر، فابعثوا رجلًا عدلًا من أهل الزوج، ورجلًا عدلًا من أهل الزوجة؛ ليحكما بما فيه المصلحة من التفريق أو التوفيق بينهما، والتوفيق أحب وأولى، فإن أراده الحَكَمان وسلكا الأسلوب الأمثل إليه يوفق الله بين الزوجين، ويرتفع الخلاف بينهما، إن الله لا يخفى عليه شيء من عباده، وهو عليم بدقائق ما يخفونه فى قلوبهم..

وأوضح د. على مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن كثرة حالات الانتحار وكثرة المتاجرين بالمخدرات وكثرة من ينضمون للجماعات الإرهابية نتاج الحصاد المر للتفكك الأسرى والتشرذم بين الزوجين، مبينا أن أكثر حالات الطلاق نجدها تحدث فى الأشهر الأولى للزواج وتزداد حالات الطلاق فى المدن التى يُتصور فى أهلها الثقافة والمدنية والحضارة، وإذا أردنا أن نفتش عن المتهم وراء كثرة حالات الطلاق فسنجدها حتما ولاريب وسائل التواصل الاجتماعى وهتك الأسرار وكشف العورات التى أمر الله تبارك وتعالى بسترها وأيضا من المتهمين الخيانة فى النصيحة وإثارة العداوات بين الأزواج، ولقد رصد لنا الفقه الإسلامى هذه الظاهرة فالنبى  قال «ليس منا من خبب امرأة على زوجها» أى من سَعى فى إفساد امرأة على زوجها، سواء أكان المُفسد رجلا أم امرأة، وذلك بأن يُذكر عندها مساوئ زوجها وسوء أخلاقه حتى تكره زوجها وتتمرد عليه وتسعى إلى التخلص منه بالطلاق أو الخلع، واختتم حديثه قائلا: أُسَرُنَا أمانةٌ تحتاج منا أن نصبر من أجلهم ليتحقق الأمن والأمان فى المجتمع.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة