جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

من عدم الانحياز.. إلى «البريكس»

جلال عارف

الجمعة، 25 أغسطس 2023 - 09:53 م

فى عالم يتغير بسرعة، وبعد سقوط نظام عالمى ساد منذ الحرب العالمية الثانية وثبت للجميع أنه لم يكن عادلاً ولا منصفاً لمعظم شعوب العالم.. لم يكن ممكناً أن تترك الأمور للصدفة، أو للأقوياء الذين يريدون أن يسود منطق الحرب الباردة لكى يستطيع النظام الاقتصادى والسياسى الذى ساد لعقود، وكرس هيمنة القطب الواحد، أن يعيد إنتاج نفسه من جديد!!

قبل خمسة عشر عاماً كانت بداية انطلاق مجموعة «البريكس» التى ضمت أولاً روسيا والصين والبرازيل والهند، ثم انضمت لها جنوب إفريقيا.

كانت هذه الدول تمثل تجارب واعدة فى التنمية والبناء، واليوم أصبحت رقماً يحسب حسابه فى الاقتصاد العالمي، ويزداد طموحاً مع انضمام مصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا والأرجنتين وإيران. ومع ما يقرب من ٤٥٪ من سكان العالم، ونحو ٣٠٪ من حجم الاقتصاد العالمى.

واضح من قائمة الأعضاء الجدد «ومنهم ثلاث دول عربية» الرغبة فى الابتعاد عن الاستقطاب الدولى. 

وفى اجتماع «جوهانسبرج» الأخير لتكتل «بريكس» كان الرئيس الصينى حاسماً فى التأكيد على أن المجموعة «لاتستهدف الطلب من الدول اختيار طرف ضد آخر أو خلق مواجهة جماعية، بل توسيع نطاق هندسة السلام والتنمية».

ومن جانبها.. قالت الولايات المتحدة-  على لسان مستشار الأمن القومى سوليفان- إن واشنطن لاترى فى «بريكس» تحدياً سياسياً، لأن التجمع يضم دولاً تختلف وجهات نظرها وتوجهاتها فى العديد من القضايا الأساسية، والعديد من المؤسسين اصدقاء للولايات المتحدة وعلى رأسهم الهند التى مازال بينها وبين الصين نقاط خلاف على الحدود!!

ومصر جاهزة تماماً لهذا التعاون. المشروعات قائمة بالفعل مع كل من الصين والهند وروسيا فى مختلف المجالات. ومنطقة قناة السويس تحتضن مشروعات صناعية كبرى تعمل على الاستفادة من موقع مصر الفريد لبناء قواعد صناعية ومراكز تجميع تخدم كل دول إفريقيا ودول الجوار فى آسيا وأوربا.. والتعاون مع جنوب افريقيا سوف يضمن ربط القارة السمراء من أقصاها لأقصاها.

والأهم من كل ذلك أن نكون مستعدين لتكثيف التعاون مع دول المجموعة فى المجالات الحديثة التى تتصل بالذكاء الاصطناعى والثورة السيبرانية التى ستحدد مستقبل العالم.

تبقى الإشارة إلى أن التعامل مع دول المجموعة بالعملات المحلية قد يخفف ضغط الحاجة للعملة الصعبة «وخاصة الدولار».. لكن سيبقى الهدف الأساسى دائماً هو أن نضاعف الإنتاج، وأن ننهض بالصناعة الوطنية بمعدلات أسرع، وأن نمتلك القدرة على مضاعفة صادراتنا من الصناعات ومن المعرفة، وبأعلى مستوى ينافس فى العالم كله.

بروح «عدم الانحياز» التاريخية، ننضم إلى تجمع «البريكس» لدينا الكثير لنقدمه لشركائنا، ولديهم ما يفيدنا.. والقادم أفضل بكل تأكيد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة