مشروع بركة غليون للاستزراع السمكي
مشروع بركة غليون للاستزراع السمكي


«غليون» خير وبركة| أجود أنواع الجمبري والبوري.. وتوفير أكثر من 35 ألف فرصة عمل

مصطفى علي

الثلاثاء، 29 أغسطس 2023 - 06:45 م

الثروة السمكية.. على «شط الاكــــــتفاء»| 2 مليون طن إنتاج سنوى.. ومصر الأولى أفريقيًا والسادسة عالميًا فـى الاستزراع

خلال السنوات الماضية كان ملف تنمية الثروة السمكية أحد أهم الملفات التى حظيت باهتمام كبير، إذ إنه تم العمل فى عدد من المشروعات القومية بهدف زيادة الإنتاج المحلى من الأسماك، وبالفعل بلغ إجمالى الإنتاج السنوى فى مصر من الأسماك حوالى 2 مليون طن بنسبة اكتفاء ذاتى تصل إلى حوالى 85 %، فضلاً عن أن مصر تحتل المركز الأول أفريقيًا والسادس عالميًا فى الاستزراع السمكى، كما أنها تحتل أيضاً المركز الثالث فى إنتاج السمك البلطى، ومن المتوقع أن تزيد نسبة الاكتفاء الذاتى وفوائض للتصدير مع دخول كل المشروعات القومية الإنتاج بكامل طاقتها، كما بلغ حجم الواردات السمكية ٢٣٦ ألف طن تقريبًا بنسبة ١٦٪ من الإنتاج العام.

الأمر لم يقتصر على ذلك فحسب، بل تم إنشاء جهاز حماية تنمية البحيرات والثروة السمكية، والذى تضمن عدداً من الضوابط والتيسيرات لدعم هذا النشاط، حيث وافقت الحكومة على تحمل الدولة لتكاليف أجهزة التتبع بمراكب الصيد، والتى قد تصل قيمتها إلى ٣٠ ألف جنيه لكل مركب، وهو ما تتم متابعة تنفيذه حالياً.. وفى إطار دعم الصيادين تم إطلاق مبادرة «بر أمان» كأداة من أدوات دعم الدولة للصيادين، استفاد منها حوالى 42 ألف صياد من خلال توفير مستلزمات الصيد، ومساعدتهم على القيام بعملهم ومواجهة مخاطر المهنة.

كما تم إنشاء العديد من مفرخات زريعة الأسماك البحرية والجمبرى والتى لم تكن موجودة من قبل، مع اتخاذ إجراءات لمنع صيد الزريعة من البواغيز لزيادة الثروة السمكية فى البحيرات، ومنها مفرخ الكيلو 21 بالإسكندرية، أشتوم الجميل ببورسعيد، المحاريات بالإسماعيلية، وجارٍ أيضاً تدعيم وتطوير مفرخات جرف حسين، توشكى، صحارى، أبو سمبل، لإنتاج من 80 إلى 100 مليون زريعة أسماك مياه عذبة لتغذية بحيرة السد العالى لزيادة إنتاجيتها وزيادة إنتاجية باقى مفرخات المياه العذبة لتوفير الزريعة المطلوبة لنهر النيل وفروعه لتدعيم دخول صغار الصيادين ورفع مستواهم المعيشى.. كما تمت الموافقة على طرح 21 منطقة بحرية أمام المستثمرين من بينها 9 مناطق بالبحر الأحمر، و12 منطقة بالبحر المتوسط، مع إنشاء مناطق لوجيستية على الساحل بمساحة لا تقل عن 1 كم لإنشاء الأقفاص البحرية، وبالفعل تم وضع هذه المواقع على الخريطة الاستثمارية للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وذلك لطرحها للمستثمرين، وتم أيضاً تنفيذ مشروعات عملاقة فى الثروة السمكية من بينها بركة غليون، الفيروز، وقناة السويس، الديبة، كما تم إطلاق المشروع القومى لتنمية البحيرات فى المنزلة، البرلس، إدكو، والبردويل، وإزالة التعديات عليها والتوسع فى المشروعات المرتبطة بالثروة السمكية والمفرخات وغيرها.

الاهتمام بتطوير وتنمية الثروة السمكية كان ملفاً أساسياً فى اهتمامات القيادة السياسية، والبداية كانت مع مشروع بركة غليون وهى أكبر مزرعة سمكية فى الشرق الأوسط بتكلفة وصلت إلى ١٤ مليار جنيه، وتضم عدة مصانع، بالإضافة لمفرخ للأسماك والجمبرى، ووحدات زراعة مكثفة.

ويهدف المشروع فى المقام الأول إلى سد الفجوة الغذائية فى قطاع الأسماك، كما أسهم بنسبة كبيرة فى الحد من الهجرة غير الشرعية، خاصة أن محافظة كفر الشيخ كانت تتصدّر محافظات مصر فى أعداد المهاجرين غير الشرعيين من الشباب، إذ يعمل فى المشروع ٥ آلاف من أبناء محافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة، بالإضافة إلى عمالة غير مباشرة تصل إلى ٣٠ ألف عامل.

جودة عالية

المشروع يقوم بإنتاج أنواع عالية الجودة من أسماك الجمبرى والبورى لتحقيق الاكتفاء الذاتى محليًّا وتصدير الفائض، مع وضع حد لمشكلات الصيد الجائر فى البحار، ومحاربة صيد الزريعة ببحيرة البرلس، بالإضافة إلى خلق منطقة إنتاجية متميزة للأسماك من أجل الاستهلاك المحلى والتصدير، تكون مخصصة لاستزراع الأسماك البحرية ذات الجدوى الاقتصادية العالية والقيمة الغذائية المرتفعة لابتعادها عن أى مصادر تلوث بحيث تصل إلى المستويات العالمية.

ونجح المشروع فى رفع القيمة الإنتاجية للاستزراع السمكى، حيث وصل الإنتاج إلى ٣ آلاف طن سمك للفدان الواحد فى الدورة الواحدة التى تستغرق ١٨ شهرًا، كما وصل إنتاج الجمبرى إلى ٢٠٠٠ طن فى الدورة الواحدة التى لا تستغرق أكثر من ٦ أشهر؛ حيث لا يمكن تربية الجمبرى سوى فى فصل الصيف فقط. 

أما أنواع الأسماك التى يتم استزراعها هى البورى، الوقار، الدنيس، والقاروص، ويتم طرح الإنتاج فى السوق المحلى وتصدير الفائض.

وبلغ عدد الأحواض التى تم تنفيذها فى المرحلة الأولى نحو ١٣٥٩ حوضًا، ويضم المشروع ٤٦٦ حوضًا لتربية الأسماك وتسمينها بطاقة إنتاجية تتجاوز ٣٠٠٠ طن سنويًّا، مساحة الحوض الواحد «٥٠ مترًا × ١٥٠ مترًا»، ٨٣ حوضًا من المياه العذبة لأسماك البلطى والبورى على مساحة ٥٠٠ فدان لتلبى كافة احتياجات المواطنين، و٦٥٥ حوضًا للجمبرى بطاقة إنتاجية ٢٠٠٠ طن بالدورة الواحدة التى لا تستغرق أكثر من ٦ أشهر، بالإضافة إلى ١٠ ورش لتربية اليرقات والجمبرى، كما يوجد أيضًا ١٥٥ حضانًا لتحصين الزريعة ورعاية الأسماك تخدم هذه الأحواض.

معامل مركزية

ويضم المشروع مركزًا للأبحاث والتدريب والتطوير، وهو معمل مركزى لقياس الجودة والحفاظ على المواصفات القياسية لجميع المنتجات، ومركز أبحاث وتطوير وتدريب العاملين، ويقع المركز داخل مشروع الاستزراع السمكى على مساحة ٧٠٠ متر، ويشمل المعمل المركزى، ومعمل جودة المياه، ومعمل الغذاء الحى، ووحدة الإرشاد والتدريب، ومعمل بيولوجية الأسماك، ومعمل صحة وأمراض الأسماك، بالإضافة إلى معمل تركيب جودة الأعلاف داخل مشروع «بركة غليون». 

كما يضم المشروع وحدة تفريخ لإنتاج «الزريعة» للأسماك والجمبرى، وتُعَد هذه الوحدة المفرخ البحرى الأكبر فى الشرق الأوسط، وقد أُقيمت على مساحة ١٧ فدانًا، وتتكون من ٥٤٦ حوضًا لإعداد الأمهات لعمليات التفريخ، وذلك لإنتاج ٢٠ مليون إصباعية زريعة من فصيلة الأسماك البحرية تنتجها مفرخات الأسماك، بالإضافة إلى ٢ مليار حبة زريعة من الجمبرى تنتجها مفرخات الجمبرى سنويًّا، تراعى معايير الدقة وشروط البيئة من خلال مراكز أبحاث المفرخات؛ ليكون للمزرعة اكتفاء ذاتى من احتياجاتها بهدف وضع حد لمشكلات الصيد الجائر فى البحار ومحاربة صيد الزريعة.

مراقبة العمل

كما يضم أيضًا مركز تحكم بالكمبيوتر لمراقبة العمل والتحكم فيه بكل منشآت المشروع ومتابعة سير العمل بها، ولضمان عدم حدوث أى أخطاء بالمشروع، بالإضافة إلى أربعة مصانع هى مصنع الفوم الذى بُنيَ على مساحة ١٤٠٠ متر مربع داخل المدينة الصناعية، ويعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى ١٥٠٠ كجم فوم فى اليوم، ويهدف المصنع إلى تحقيق تكامل لإنتاج عبوات الفوم؛ لأنها ذات قابلية عالية لحفظ البرودة ومحكمة الغلق، بحيث تصل الأسماك إلى يد المستهلك فى حالة طازجة، مصنع الثلج الذى يقع على مساحة ١٩٠٠ متر، ويعمل المصنع فى مجال حفظ الأعلاف وتخزينها، وحفظ الأسماك أثناء النقل والتداول بطاقة إنتاجية ٤٠ طن ثلج مبشور فى اليوم، و٢٠ طن ثلج ألواح فى اليوم.. ويضم المشروع أيضا مصنع بروسسينج والذى يُعَد أول مصنع فى الشرق الأوسط لإنتاج الأسماك وتجهيزها وتعبئتها، ويقع على مساحة ٢٠ ألف متر مربع داخل المدينة الصناعية، وتبلغ طاقته الإنتاجية نحو ١٠٠ طن يوميًّا، بواقع ٧٠ طن أسماك و٣٠ طن جمبرى، والمصنع مُعقّم بالكامل، يمتاز بأقسامه المتطورة ومراحله الدقيقة، وينقسم المصنع إلى شقين: أحدهما لإنتاج الأسماك وتجهيزها وتغليفها، والآخر للجمبرى، ويعد أكبر مصنع لإنتاج الأسماك، حيث ينتج نحو ٢٠ ألف مسطح، ويدخل السمك به ثم يخرج مُعبّأً جاهزًا للأكل، وقد تم تشغيل المصنع بالكامل ليضاهى أكبر المصانع العالمية فى تصنيع الأسماك وتعبئتها؛ إذ يستخدم أحدث النظم والإمكانات ويضم أحدث المعدات فى الشرق الأوسط.
كما يضم المشروع أيضًا وحدة أعلاف متخصصة للأسماك البحرية والجمبرى بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ نحو ١٨٠ ألف طن سنويًّا، وتضم وحدة أعلاف الأسماك البحرية بطاقة إنتاجية تبلغ نحو ١٢٠ ألف طن سنويًّا، ووحدة أعلاف الجمبرى بطاقة إنتاجية تبلغ نحو ٦٠ ألف طن سنويًّا.

محطات المياه

كما يضم المشروع ٣ محطات مياه عملاقة تتسم بالإتقان والضخامة وطاقتها الاستيعابية الكبيرة، منها محطتان لتزويد الأحواض السمكية بالمياه العذبة والمالحة، ومحطة ثالثة لصرف المياه، وتتكون المحطة الخاصة بتزويد المزرعة بالمياه المالحة من ١٢ «طلمبة» بقدرة ٧٢ ألف متر مكعب فى الساعة، فى حين تتكون محطة التزويد بالمياه العذبة من ٥ «طلمبات» بقدرة ٣٠ ألف متر مكعب فى الساعة، أما محطة الصرف - التى تعد الأضخم بين المحطات الثلاثة - فتتكون من ١٥ «طلمبة» بقدرة ٩٠ ألف متر مكعب فى الساعة مهمتها التخلص من المياه الزائدة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة