صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الاتجاه إلى توشكى

صالح الصالحي

الأربعاء، 30 أغسطس 2023 - 09:47 م

المشروعات التنموية الكبرى التى تمت على أرض مصر خلال العشر سنوات الماضية عديدة ومتنوعة، والإنجاز فيها يصل إلى حد الإعجاز.. هذه المشروعات سوف يتوقف عندها التاريخ طويلا لدراسة كيف تمت فى هذا الوقت وفقا للمواصفات القياسية العالمية.

 هذه المشروعات التى غطت ربوع الدولة المصرية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها لا ينكرها إلا جاحد أو حاقد.. مشروعات يحتاج الحديث عنها صفحات وصفحات ولا أذكى أحدها على الآخر فجميعها مهمة وكانت أحلاماً، وجميعها تشكل جزء كبير من الجمهورية الجديدة، ولكن أختص مشروع توشكى ذلك المشروع القومى العظيم الذى يساهم فى توفير الأمن الغذائى للمصريين..  والذى طالما حلمنا به على مدار سنوات وفقدنا الأمل فى تحقيقه، تحول أخيراً إلى حقيقة بعد عناء وجهد وعمل وتخطيط وإصرار وعزيمة المقاتلين.

هذا المشروع ومشواره الطويل الذى امتد لأكثر من ثلاثة عقود وما شهده من إخفاقات وعراقيل تحقق أخيرا بفضل الجهد والعرق المبذول فيه وأصبح واقع نراه ونلمسه بزراعة آلاف الأفدنة بالقمح والذرة والنخيل وأنواع مختلفة من المحاصيل والفاكهة.. وتحويل منطقة توشكى من مجرد صحراء تكسوها الرمال والجبال الصخرية إلى منطقة زراعية خضراء وصناعية مقام عليها المصانع التى تقوم على هذه الزراعات.. وهو ما يساهم فى توفير حياة أفضل للمواطنين بتغطية متطلبات المصريين من القمح والذرة كأولوية رئيسية.

هذا المشروع العملاق بدأ بالفعل بزراعة مليون ونصف المليون نخلة وزراعة ٣٠٠ ألف فدان قمح، ومن المستهدف زيادتها إلى ٢٫٣ مليون نخلة و٦٥٠ ألف فدان قمح لحصاد مليون طن قمح فى شتاء عام ٢٠٢٣، وهو ما يساهم فى سد الفجوة الغذائية بحلول عام ٢٠٢٤.

هذا المشروع العملاق جاء ليمسح على قلب كل مصرى، ويقدم له الخير وسط أزمة اقتصادية عالمية طاحنة.. ويطلق بريق الأمل فى نفوس المصريين، ويفتح طريقاً جديداً لنهضة زراعية طالما حلمنا بها على مدار عشرات السنين تلبى طموح المصريين بتوفير ملايين من فرص العمل فى استثمارات متاحة للجميع وخاصة الشباب فى هذه المنطقة الواعدة.. مشروع يؤكد أنه لا مستحيل مع الإيمان بقدراتنا مهما كانت المعوقات فى ظل قيادة سياسية قبلت التحدى للنهوض بالدولة المصرية.

هذا المشروع يقدم نموذجاً رائعاً لأحد المشروعات الزراعية الضخمة التى تتضمن منظومة عالية الجودة، حيث بلغت جملة الأراضى المستصلحة ٤٦٠ ألف فدان، وذلك دون التأثير على حصة مصر المائية من مياه النيل، والاستفادة بكل نقطة مياه باستخدام الأساليب الحديثة فى الرى، ليستمر العمل فى زيادة الرقعة الزراعية وتعظيم العائد من إنتاجية الفدان.

هذه المشروعات التى تمت فى توشكى وشرق العوينات والفرافرة ومستقبل مصر وسيناء وغيرها خطوة من مئات الخطوات التى تخطوها الدولة المصرية نحو التنمية للنهوض بحياة المواطن البسيط، واستثمار كل نقطة مياه متاحة فى إنتاج زراعى يلبى احتياجات المصريين.. هو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة