الخميس، 31 أغسطس 2023 - 05:20 م

يبقى مهرجان المسرح التجريبى أحد روافد الفنون والتجارب والأساليب والتيارات المسرحية العالمية الجديدة، تأليفًا وتمثيلا وإخراجا، والتى تلهم شباب المسرحيين بأفكار مدهشة وجريئة، بعيدا عن القيود وكل ما هو مألوف وتقليدى، تضعهم فى قلب الحداثة والتطوير ومواكبة التغيرات.

هكذا كنت أرى المهرجان فى سنواته الأولى، كانت الفرق المسرحية من مختلف أنحاء العالم تبدع بعروضها وتثير حالة من النقاش والجدل حولها بثراء تنوعها.

فى دورات لاحقة خفت بريق المهرجان، وتراجع عن أهدافه وتنازل عن طموحاته، حيث كان أحد أهم المهرجانات المسرحية على الخريطة ليس فقط العربية بل والعالمية أيضا وقد سمعت شهادات كثيرة حول مكانته من مخرجين مسرحيين عالميين فى عز نشاطه.

نعم مررنا بمتغيرات مجتمعية وبظروف سياسية واقتصادية صعبة فى فترات، لكن تلك الظروف من وجهة نظرى ليس لها علاقة بذلك الفقر الفكرى الذى نال من استمرار قوة الحدث كما حلمنا به ومعه، وتعاملت إدارته على كونه مهمة وظيفية محددة بتاريخ بداية ونهاية. أتمنى أن يسترد المهرجان بريقه وهو يدخل اليوم دورته الثلاثين تحت رئاسة الدكتور سامح مهران، وهو شخصية مستنيرة، ويملك الإرادة هو وفريق عمله وقد لمست فى كلامه وهو يستعرض ملامح الدورة الجديدة، ومدى إحساسه بأن المهرجان أصابه شىء ما، وبالتالى أقول إنه حان الوقت لعلاج الخلل. الطموحات الكبيرة يلزمها رؤية واعية، وكوادر مبدعة، إمكانيات بشرية ومادية معا، وما ألمسه هذا العام فى خريطة الفعاليات المطروحة يبشر مبدئيا بتقدم، وأننا على مشارف دورة دسمة إلى حد ما نتمنى أن يمتد أثرها الفنى على مدار أيام المهرجان، وأن تشكل العروض والحلقات النقاشية، والورش، والجمهور معا ذلك المشهد الذى نبغاه ونرضى عنه بعودة مهرجان مصر المسرحى الأول والأهم وأحد أقدم المهرجانات العربية الدولية المتخصصة. المهرجان يضم هذا العام فى مسابقته الرسمية 18 مسرحية، منها ثمانية عروض أجنبية من جورجيا، والكونغو ، واليونان ، وايطاليا ، وارمينيا ، وليتوانيا ، وألمانيا ، وثمانية عروض عربية من تونس، والسعودية، والبحرين، وفلسطين، والإمارات، والعراق، والجزائر، بالإضافة إلى عرضين من مصر، وهو رقم معقول إلى حد ما، ونحن فى انتظار وجبة لمشهد مسرحى تجريبى ممتع، ويساهم فى خلق روح جديدة للمبدعين.