جانب من اللقاء
جانب من اللقاء


وزير الأوقاف: الذكاء الاصطناعي ضرورة ولابد من توظيفه ليحقق النفع للإنسانية 

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 01 سبتمبر 2023 - 01:46 ص

عُقدت بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورشة عمل حول: "آلية استخدام الذكاء الاصطناعي في الخطاب الديني"،وذلك تمهيدًا لافتتاح أعمال المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي سيعقد في الفترة من (9 - 10) سبتمبر 2023م برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة".


وعقدت الورشة برئاسة د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وحضور الدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، و المهندس وليد حجاج خبير أمن معلومات صائد الهاكرز وعضو لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، و الدكتور محمد عزام خبير التحول الرقمي عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لإدارة التكنولوجيا عضو المجلس الاستشاري لجامعة النيل، و الدكتور محمد خليف عضو لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، والمهندس هيثم يونس رئيس وحدة التحول الرقمي وزارة الثقافة، والمهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة، و عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور ماجد عياد مدير مركز تطوير أبحاث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (INTAS) عضو لجنة مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب، و المستشار أيمن فؤاد رئيس محكمة الاستئناف العالي رئيس الدائرة الأولى جنايات مستشار المجلس القومي لحقوق الإنسان الأسبق، و المهندس أحمد الليثي استشاري التحول الرقمي.


وفي بداية اللقاء رحب وزير الأوقاف بالحضور جميعًا موجهًا لهم الشكر على تلبية الدعوة، مؤكدًا أهمية هذا اللقاء وتمنياته أن يؤتي ثماره الطيبة المرجوة، مشيرًا إلى أن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق ، فالسكين التي تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها شريطة تجنب مضارها ، والنار التي تحرق لا غنى أيضًا عن منافعها واستخداماتها الرشيدة شريطة تجنب مضارها ، وكذلك صناعة السلاح الذي لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها ، فإنه قد يكون مكمن خطورة إذا وقع في يد الإرهابيين والمتطرفين ومن يسيئون استخدامه ، بل القلم أيضًا قد يكون وسيلة رشاد أو آلة سباب ، كلها أدوات ووسائل يمكن أن توجه للخير أو للشر ، وهذا هو الحال نفسها في سائر وسائل الاتصال الإلكتروني التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم والدعوة والبشرية وتيسير سبل التواصل ، كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما تفعل الجماعات الإرهابية والمتطرفة. 


وقد ضرب لنا نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أعظم المثل في استخدام مهارات التواصل الدعوي بمختلف أنواعها ، حتى وإن لم يسمها بذلك ، أو لم تُعرف في زمانه (صلى الله عليه وسلم) بهذا الاسم ، فقد أداها بما آتاه الله (عز وجل) وعلَّمه إياها من البلاغة والفصاحة والبيان ، وما آتاه من جوامع الكلم وأدواته ووسائله , ومع ذلك كله حرص (صلى الله عليه وسلم) على التنوع في الأسلوب واستخدام سائر مهارات التواصل الدعوي للنفاذ إلى عقل المتلقي وقلبه , وإثارة اهتمامه وانتباهه , وإيقاظ مشاعره , ومن هذه المهارات: استخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة , كتغيير وضع الجسد لإثارة الانتباه ، أو استخدام أسلوب الإشارة كالإشارة إلى القلب أو اللسان أو غيرهما ، واستخدام لغة الأرقام ، والرسم التوضيحي ، وضرب الأمثلة التوضيحية ، كما استخدم (صلى الله عليه وسلم) أسلوب الإلغاز لتنشيط أذهان السامعين.


 وفي تنوع أساليب ووسائل الدعوة ما بين الحديث الشريف ، والخطبة ، والموعظة ، والوصية ، والرسالة ، ما يؤكد حرص نبينا (صلى الله عليه وسلم) على إبلاغ الرسالة وأداء الأمانة ، وإقامة الحجة واضحة وبيِّنة جلية لا لَبْسَ فيها بكل الوسائل والأساليب المتاحة في عصره (صلى الله عليه وسلم) ، وهو ما يُحمِّلنا أمانة الاقتداء به (صلى الله عليه وسلم) في استنفاد وسعنا في استخدام وسائل التواصل الحديثة والعصرية المتاحة في عصرنا لإبلاغ رسالة ديننا بلاغًا مبينًا.
الدعوة الإلكترونية
واهتمامًا منا بالدعوة الإلكترونية أطلقنا عام ٢٠٢٣م عاما للدعوة الإلكترونية، وجعلناها هدفًا محوريًا لنا، فقد اقتحمت الوزارة وبقوة هذا الفضاء من خلال استخدام عدد من الوسائل والتقنيات الإلكترونية الحديثة وعقد العديد من الدورات التدريبية في الاستخدام الرشيد للفضاء الإلكتروني، وتلك الدورات التي كان لها مردود إيجابي واضح على أرض الواقع، إضافة الى التنبيه المستمر من خلال إصداراتنا ومقالاتنا على محاذير الاستخدام الخاطئ للفضاء الإلكتروني، ومن ذلك كتاب حروب وهمية الصادر عن سلسلة (رؤية) للنشء التي تصدرها وزارة الأوقاف ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث يتناول الكتاب مخاطر الاستقطاب الإلكتروني للشباب والأطفال من خلال شبكة الإنترنت، والتنبيه على مخاطر ألعاب الموت، وتلك الألعاب التي تجرف الناشئة جرفًا نحو العنف.
وأكد وزير الأوقاف أن الذكاء الاصطناعي وسيلة وأداة يجب أن نوظفها وبقوة في كل ما يحمل الخير ويحقق النفع للإنسانية جمعاء، وسنبذل وسعنا لتوظيفه في خدمة مشروعنا الدعوي، فلم يعد لدينا أدنى رفاهية أو فسحة من الوقت لاقتحام عالم الفضاء الإلكتروني بشجاعة وتوظيف جميع التقنيات الحديثة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي في خدمة مشروعنا الدعوي العلمي التثقيفي الهادف إلى نشر الفكر الوسطي المستنير الذي يبني ولا يهدم، ويعمر ويصنع الحضارة الإنسانية الشاملة الراقية.


تجديد الخطاب الديني


وخلال كلمته أكد المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة أن قضية تجديد الخطاب الديني أخذت منحى آخر في ظل الفضاء الإلكتروني والوسائل الحديثة، وأن العالم يشهد تطورًا في المحتوى على شبكة الإنترنت وكذلك في المدة الزمنية، وأن تأثير المحتوى الرقمي في الأشخاص قوي وبخاصة المحتوى الديني, مؤكدًا أن الخطاب الديني أصبح له من الأدوات ما يصل به إلى أعلى درجة من التأثير, وأن الذكاء الاصطناعي يعتمد على قواعد البيانات والخوارزميات للوصول إلى النتائج بسرعة فائقة، ولدينا القدرة لإنشاء محتوى ديني إلكتروني قوي.


وخلال كلمته أكد الدكتور محمد عزام خبير التحول الرقمي عضو المجلس الاستشاري لجامعة النيل أن هناك ضرورة تقتضي مناسبة المحتوى الرقمي لواقع المجتمع، مع التركيز على الحوار البسيط، وقد أثبتت وزارة الأوقاف نشاطًا وتفاعلًا كبيرًا حين خاضت تجربة السوشيال ميديا عبر الصفحات المختلفة والمتنوعة والمتخصصة، وأثبتت وجودًا حقيقيًا عبر وسائل التواصل المختلفة، مؤكدًا على ضرورة وجود تعاون إقليمي للاستفادة الأكبر من الذكاء الاصطناعي، ووضع آليات ووسائل للتوعية بأهميته.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة