د. محمد شعيرة
د. محمد شعيرة


رئيس لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات..لا يجوز لنقابة المهندسين مقارنة نظام الدراسة القديم بكليات الهندسة

رفعت فياض

الجمعة، 01 سبتمبر 2023 - 08:38 م

كان د.محمد شعيرة رئيس لجنة قطاع الدراسات الهندسية ب المجلس الأعلى للجامعات قد أصدر بيانًا رسمياً ردًا على  نقابة المهندسين حول تقليص مدة الدراسة فى كلية الهندسة جامعة القاهرة إلى 4 سنوات، سيخلق جيلًا دون المستوى لأن الطالب يحتاج إلى فترات طويلة من التدريب والتأهيل والدراسة ليصبح مؤهلًا للعمل، وأوضح النبراوى أن الطلاب فى جامعة القاهرة سيكون لهم ميزة غير موجودة فى جامعات أخرى وأنه يرى أن الطالب مهما كانت درجة تميزه، فهو يحتاج لفترة ليتم إعداده بشكل جيد، إذ يحتاج للوقت والخبرة وأكد أننا لن نساوى بين طالب هندسة درس 4 سنوات وآخر درس خمس سنوات مما يعنى عدم اعتراف النقابة بالشهادة التى ستصدرها كلية الهندسة جامعة القاهرة وأنها لن تكون مسوغًا للقيد بالنقابة.


لا مجال للمقارنة 
وأوضح د.شعيرة فى رده أن التطوير الذى يحدث فى كليات الهندسة مقارنة نظام دراسى سابق (نظام الفصول الدراسية الثابت) بنظام دراسى متطور (نظام الساعات المعتمدة) حيث يتم فى نظام الدراسة المبنى على الفصول الدراسية (استمر لسنوات طويلة فى مصر)، نقل الطالب من فرقة دراسية الى التى تليها بعد نجاحه فى المقررات الدراسية للفرقة والتى هى موحدة لجميع طلاب الفرق، ويحصل الطالب على درجة البكالوريوس بعد قضاء خمس سنوات كاملة فى الدراسة، لكن فى نظام الساعات المعتمدة (والذى أقره المجلس الأعلى للجامعات ليصبح هو النظام الرئيس للدراسة) يتم مطالبة الطالب بالانتهاء من دراسة عدد محدد من الساعات المعتمدة واستكمال كافة متطلبات الحصول على الدرجة ولم تحدد له سنوات محددة قاطعة للقيام بذلك، حيث يمكن ان ينتهى الطالب من الدراسة فى عدد سنوات يعتمد على قدراته فى التحصيل.


لذا والحديث مازال على لسان د.محمد شعيرة رئيس لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات لا يجوز مقارنة ما يتم تدريسه للطلاب حاليا بما كان يدرس للطلاب فى سنوات سابقة لأن التطور الديناميكى الهائل فى التكنولوجيا يفرض علينا تطوير المناهج بشكل مستمر، وهذا ما دفع لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات، مطالبة كافة المؤسسات التعليمية التى تمنح درجة بكالوريوس الهندسة سواء كانت كليات جامعية او معاهد عليا هندسة، بتعديل لوائحها وتطويرها كل خمس سنوات على أقصى تقدير. ونحن نطالب السادة المهندسين بمقارنة ما قاموا بدراسته لتخرجهم، بما يتم تدريسه فى الوقت الحالى وملاحظة التطوير الذى يحدث سنويا على المناهج والمفاهيم الهندسية والتكنولوجية لذا لابد أن يكون ملاحظًا ان التطور فى المناهج لا يهمل دور العلوم الأساسية (الرياضيات والفيزياء والكيمياء والميكانيكا ...) والتى تعتبر أساس فهم الهندسة، حيث إن الهندسة بكافة فروعها ما هى إلا تطبيق للعلوم الأساسية.


تطوير مدروس للوائح 
وأكد د.شعيرة أن تطوير لوائح كليات الهندسة يخضع لأطر مرجعية متطورة كما أن لجنة قطاع الدراسات الهندسية قد وضعت منذ عشرات السنين، أطرًا مرجعية لوضع لوائح الدراسة، وتطورها بشكل دائم، وآخر هذه الأطر تم العمل به منذ منتصف عام 2022، وهو متاح على شبكة المعلومات، ولا تستطيع أى كلية او معهد هندسى إعداد لائحة دراسية دون التقيد بالقواعد والاسس الموجودة فى هذه الأطر، وكذلك المواصفات المرجعية لهيئة ضمان الجودة والاعتماد المصرية. وتعتمد هذه الأطر المرجعية على متطلبات سوق العمل وزيادة الجرعة التعليمية المهارية المتطورة بشكل مستمر، وقد كانت هذه الأطر تعتمد أولا على نظام الفصول الدراسية الثابتة، والتى وجد المجلس الأعلى للجامعات انها غير مناسبة للعصر، لذلك بدأ العمل على الانتقال التدريجى منها الى نظم الساعات المعتمدة، وتمت المقارنة بين ما يتم تدريسه فى جامعاتنا فى خمس سنوات بما يتم تدريسه فى كثير من الجامعات الدولية، ووجدنا ان المادة العلمية فى مجملها متشابهة، ولكن أسلوب التدريس يختلف بشكل جذري.


التلقين لم يعد مفيدا 
وعن تطور طرق التدريس وخصوصا فى التعليم الهندسى أكد رئيس لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات أن التلقين لم يعد هو الأسلوب المعتمد فى التدريس بشكل عام، ولكن العملية التعليمية تحولت من التعليم الى التعلم. كما أن التطور الهائل فى توفر المواد التعليمية على شبكات المعلومات، أدى الى ان يكون الطالب قادرا على جمع مادة تعليمية ضخمة فى زمن يقل تدريجيا سنة بعد الأخرى، كما أصبح الطالب هو محور العملية التعليمية وليس الأستاذ، وهو قادر على جمع المعلومات التى يوجهه الأستاذ لتحصيلها، وبمعنى اخر تحول الطالب الى باحث عن المعلومة، ونحن فى عصر متطور، لو توقف الخريج عن ملاحقة ما يحدث فى تخصصه من تطور فسيصبح خارج متطلبات سوق العمل. كما أصبحت المهارات المكتسبة معادلة للمعلومات المحصلة، ولهذا فإن طرق التدريس تعتمد على تنمية مهارات الطالب طبقا لمتطلبات سوق العمل الحالية والمتوقعة مستقبلا وأصبح أحد متطلبات الحصول على البكالوريوس، هو رفع قدرة الطالب على ان يظل، بعد تخرجه، مطلعا على ما يحدث من تطور للتكنولوجيا ليظل مطلوبا فى سوق العمل.


المستفيدون 5% فقط 
وينتقل رئيس لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات إلى تناول عدد الساعات المعتمدة المطلوبة فى الإطار المرجعى الحالى وعلاقتها بسنوات الدراسة فيوضح أن الحد الأدنى المطلوب (فى الإطار المرجعى الحالي) لعدد الساعات المعتمدة لأى برنامج دراسى هو 144 ساعة معتمدة، وقد يصل العدد الى 165 ساعة معتمدة. وتعتمد عدد الفصول الدراسية التى يدرسها الطالب لتحقيق متطلبات التخرج، الى حد كبير، على قدراته وتميزه، فلديه فصلان دراسيان للدراسة هما الخريف والربيع وفصل صيفى اختياري، كما أن كل طالب له الحق فى اختيار المقررات الدراسية التى يرغب فى دراستها (تحت اشراف مرشد أكاديمي)، وتعتمد على قدراته فى محاولته للحصول على اعلى تقدير بغض النظر عن عدد السنوات التى يقوم بالدارسة بها ولا يمكن تحقيق متطلبات التخرج فى أربع سنوات سوى لعدد قليل من الطلاب قد لا يصل الى 5% منهم على اقصى تقدير، ونحن لا نجبر الطالب على البقاء فى الدراسة لمدة خمس سنوات (كما فى نظام الفصول الدراسية الثابتة) وهو قادر على انهاء المتطلبات فى زمن أقل.. هذا هو مفهوم نظام الساعات المعتمدة.


المجادلون لم يطلعوا
وردا على الجدل المثار حاليا من جانب البعض الذين لم يطلعوا على لائحة الدراسة المعنية فأكد د.محمد شعيرة أن لائحة الدراسة لهندسة القاهرة وجميع لوائح الدراسة لجميع الكليات والمعاهد تصدر بقرارات وزارية من وزير التعليم العالى والبحث العلمى تحدد بدء العمل بها، وهذا أصلا مبنى على توصية من لجنة القطاع المعنية كما تقوم لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات، بفحص دقيق وتحليل لوائح الدراسة قبل التوصية باعتمادها، كما تشتمل لائحة الدراسة لكلية الهندسة جامعة القاهرة على كل المواد التعليمية الهادفة ليتخرج الطالب بالقدر الكافى من المعلومات والمهارات المكتسبة اللازمة لسوق العمل وكنا نأمل ان يطلب المجادلون توضيحا لمعنى أن تصبح الدراسة أربع سنوات بدلا من خمس سنوات فى كليات الهندسة لأن الحقيقة غير ذلك ومن سيستطيع الاستفادة من اللائحة الجديدة ويقدم على دراسة جادة لأكبر عدد من الساعات المعتمدة والتقدم لاستكمالها فى الفصول الصيفية التى تتيحها هذه اللائحة الجديدة الممتازة لفهم واستوعب بشكل صحيح ماحدث من تطوير وتأكد أنه لايستطيع سوى 5% من الطلاب المتميزين الحصول على بكالوريوس خلال أربع سنوات وسيكون هذا حقهم تماما وقد يكونون أكثر تميزا من أقرانهم بنفس الكلية الذين سيحصلون على بكالوريوس الهندسة فى خمس سنوات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة