السيد النجار
السيد النجار


يوميات الاخبار

الذهب الأخضر

الأخبار

الأحد، 03 سبتمبر 2023 - 09:25 م

السيد النجار

مع الصراع الدائم حفاظاً على المصالح.. تتأرجح الثروات الطبيعية ما بين النعمة والنقمة للدول والمناطق التى تظهر بها.. وكثيراً ما تجرها إلى صراعات وحروب.

قالوا عنه.. الذهب الأخضر.. طاقة المستقبل.. النفط الجديد.. وقود الحداثة.. الذهب الأبيض.. قاهر البترول.. كلها مسميات عنوانها «بطل الطاقة القادم».. هو الأغلى من الذهب.. سيعيد رسم مناطق النفوذ الاقتصادى والسياسى فى العالم السنوات القادمة.. وحيثما توجد مصالح النفوذ تكون المنافسات الشرسة.. التى قد تصل إلى صراعات عسكرية.. هو قصة منافسة الشركات وصراع الدول الكبرى.. والذى بدأ خفياً خافتاً منذ سنوات.. وأصبح معلنا عنيفاً هذه الأيام.. وتزداد شراسته يوماً بعد يوم.


الليثيوم.. المعدن النفيس فى قيمته المادية.. والأكثر قيمة لمستقبل الثورة الصناعية الجديدة.. سيرفع دولا فقيرة إلى مصاف الدول الغنية.. ومعه ستتراجع قدرات دول النفط التقليدية.. حيثما سيظهر ستجرى وراءه القوى العالمية.. المنافسة تحتدم بين الصين وأمريكا.. وأقحمت إسرائيل نفسها كعادتها مع ظهوره فى ايران.. مراكز الأبحاث العالمية والشركات العملاقة وضعوا البرامج وخصصوا الأموال للوصول إلى الإجابة عن التساؤلات المصرية.. كيف يمكن انتاجه بكثافة، وبأقل تكلفة.. وبحد أدنى من الأضرار البيئية وهى القضية الأهم.. لأن انتاجه حاليا يؤدى إلى مخاطر بيئية كبرى.. وهو أمر من المفارقات الغريبة.. قوة الليثيوم طفت على السطح كطاقة بديلة نظيفة مع تزايد مخاطر تغير المناخ.. وهو فى حد ذاته طاقة نظيفة للاستخدام.. ولكنه ضار بالبيئة فى عملية الإنتاج.


لماذا الليثيوم الآن؟ ببساطة.. قيمة الشىء تعلو وتهبط حسب الحاجة إليه وهو ما حدث مع الليثيوم.. عرفه العالم منذ أكثر من مائتى عام بعد اكتشافه فى البرازيل وانجلترا.. حينها كان العالم يعيش الثورة الصناعية الأولى مع ظهور الآلة البخارية.. وبالطبع آلة تدار بالفحم. فماذا سيفيد معها الليثيوم.. ظل الأمر هكذا.. معدنا مهملا لا يستحق عناء البحث عنه، حتى تم تصنيع أول بطارية سيارة تعمل بالليثيوم عام ١٩٧١.. تتلاحق التطورات، حتى أصبح أساس تصنيع بطارية السيارة الكهربائية.. وبدأ صراع شركات السيارات الكبرى فى العالم لتأمين احتياجاتها بسيارة المستقبل صديقة البيئة.. خلال سنوات قليلة ستكون سيارة البنزين والسولار قد تخطاها الزمن.. ومن الشركات إلى الدول التى اشتد صراعها مع توسع استخدامات الليثيوم.. لم يعد بطارية سيارة فقط، وإنما امتد لما هو أهم الصناعات العسكرية والنووية والفضائية وتوليد الطاقة من الشمس والرياح.. وغيرها كثير بما فيها التليفونات والكمبيوتر.


وكما هو الحال.. مع نظرية الصراع الدائم للحفاظ على المصالح.. تتأرجح دائما قيمة الثروات الطبيعية ما بين النعمة والنقمة للدول التى تظهر بها.. وكثيراً ما تجرها إلى حروب وصراعات عسكرية.. ضحيتها البشر.. قبل أن ينعموا بهبة الله لأوطانهم.. بوليفيا.. الأولى عالميا فى الاحتياطى من الليثيوم وتكوّن مع شيلى والارجنتين مثلث الذهب الأخضر فى العالم.. ثلثى الاحتياطى العالمى.. وتأتى افغانستان أكثر الدول فقراً فى الترتيب الثانى عالميا.. اكتشفه الامريكان خلال فترة الاحتلال وقالت وزارة الدفاع الأمريكية حينها إن افغانستان سعودية الليثيوم!! وتسعى الصين حاليا لجنى ثمار ما اكتشفته أمريكا لدى الأفغان خاصة مع استحواذها حاليا على ٧٥٪ من احتياجات العالم حاليا لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.. ومع سعيها لأن تكون القائد عالميا فى الطاقة الجديدة.
على مدى الـ٣٠ عاما القادمة.. يتوارى البترول تدريجيا.. ليطفو الليثيوم مكانه.. هكذا.. دورة الحياة.. من القوة والضعف.. والفقر والثراء.. والهيمنة والانكسار.. ترقبوا.. مناطق ستصبح على هامش الاهتمام العالمى.. وأخرى.. يلوح فى الأفق نجمها الصاعد ومعه نذر الصراع!

نصير الفتيات
كثير من الكتب.. أهوى إعادة قراءتها، رغم كثرة أرفف الكتب التى تنتظر القراءة. والتى لم يعد يكفيها أربع ساعات يوميا، حتى لو طال العمر.. من بين هذه الكتب التى أعيد قراءتها كتاب «أئمة الإسلام التسعة» للراحل عبدالرحمن الشرقاوى الكتاب المختصر الشامل.. بسلاسة وأسلوب أدبى جميل لتسعة من علماء المسلمين.. ليس فقهيا فقط، وإنما آراؤهم السياسية والاجتماعية وجميع مناحى اهتمامات الناس، فى كتابته عن الإمام أبى حنيفة.. تلاحظ أنه انفرد دون غيره من أئمة الإسلام بآرائه المناصرة للمرأة.. والفتيات تحديدا، وكل من تزوج استمع إلى الجملة الأشهر «على مذهب الإمام أبى حنيفة» خلال عقد القران!! أرجو أن تكون ذكراها سعيدة.. هى نص  ثابت فى عقد الزواج.. وإن كان الزواج صحيحا بالطبع بدونها. ونادرا ما يسأل أحد نفسه: لماذا على مذهب أبى حنيفة..؟.. وفى اختصار غير مخل.. هو الرجل الذى ينتصر دائما للمرأة، ويقدم الإسلام فى صورته الصحيحة من جميع قضايا المرأة قبل كل دعوات المساواة وحقوق وحرية المرأة. ولأن مصر بالفعل أمة تناصر المرأة، عملت بمذهبه فى الزواج منذ دخلها مذهب أبى حنيفة على يد أحد تلاميذه عام ١٤٦ هجرية. وصارت نصوص مذهبه مرجعية صياغة قوانين الأحوال الشخصية رغم وجود مذاهب دينية أخرى فى مصر مثل الشافعى.
مذهب «أبى حنيفة» الضامن لجميع حقوق الفتاة عند الزواج.. وأهمها الرضا والقبول.. يرى أبو حنيفة أن اساءة الفتاة فى اختيار زوجها أخف ضررا من قهرها على الزواج من رجل لا ترضاه، كما يجيز حق الفتاة فى تزويج نفسها، أو اختيار أى وكيل عنها دون شرط أن يكون أباها، ومزايا عديدة فى المذهب تضمن وتحافظ على كامل حقوق الزوجة إلى درجة اتباع مذهب أبى حنيفة فى الزواج لدى اتباع المذاهب الأخرى فى مصر وكثير من العالم الإسلامى.

على الشرقاوى
الشاب ده من بلدى.. المصرى الأسمر.. ابن مصرى.. يجرى فى عروقه دم فرعونى.. فقير.. أرزقى.. عامل قمامة.. مش مهم لونه ولا شغلته.. ولا غناه أو فقره.. المهم جواه.. غاوى النحت فى الصخور.. حتى لو كان أكل عيشه جامع قمامة وسط أكوام الزبالة.. على الشرقاوى... ابن طنطا.. تحدى نفسه.. قبل الظروف.. وقال: أنا أقدر.. وبجنيهات قليلة يعيش وينفق على أسرته وعلى تدريب رياضته المحببة، حتى أصبح بطلا فى كمال الأجسام.. عرفت قصته من أربعة شهور.. وحرصت على متابعتها لعلى أصادف اهتماما من اتحاد كمال الأجسام.. أو وزارة الشباب.. أو حتى جمعية أهلية أو رجل أعمال.. لتبنى هوايته ورعاية بطولته التى تحتاج إلى نفقات لا يقدر عليها.. فى لقاء له مع صحيفة المصرى اليوم... قال إن بعض الدول عرضت عليه جنسيتها.. تتبناه ويلعب باسمها.. ولكنه رفض.. فرحته أن يحقق بطولات عالمية لبلده. ويقدم تجربة كفاح وقصة نجاح لكل شاب.. لا تيأس.. تحمل المصاعب والمشاق لتحقيق هدفك.
ظاهرة غريبة فى مصر.. إهمال كل الرياضات الفردية.. رغم انها التى تحقق بطولات عالمية.. توقعت أن هذه الظاهرة ستختفى بعد توجيه الرئيس بالبحث عن المواهب الرياضية فى كل بقاع مصر.. اكتشافهم ورعايتهم.. ولكن يبدو أن البعض لا يعرفون أن فى مصر محافظات غير القاهرة.. ورياضات غير الكرة!

مقال فى جملة
التحديات الخارجية توحدنا.. والتحديات الداخلية تغرقنا.
التشاؤم المثبط للهمة وكسر الإرادة هو العدو الأساسى لأى أمة.
نيكسون ـ الرئيس الأمريكى الأسبق
دعوة للتأمل
نوعان من الغباء: الذين يشكون فى كل شىء.. والذين لا يشكون فى أى شىء.
وليم شكسبير
إذا تعلمت التجاهل.. فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة.
جبران خليل جبران
 أفدح الخسارة وأحمقها.. عندما يموت الحب الكبير فى مزايدات تافهة.
 لم نعد نتبادل الكلام مع من نحب.. لكن ذلك ليس بصمت.
أحلام مستغانمى
 معلومة مفاجئة لى.. الطالب الأمريكى إذا كان فى بعثة تعليمية خارج أمريكا.. وحان سن تجنيده.. لا يترك بعثته ولا يقضى فترة التجنيد.. السبب أنهم يرونه فى هذه الحالة جندى علم وتعليم.. وأنه يقدم لبلده خدمة وطنية، مثل الجندى فى أى سلاح أمريكى.. هنا أدركنا سر التقدم العلمى والسيادة الأمريكية للعالم.. فعلا الرؤية الصح نصف النجاح.

همس النفس
 من يسكننا لا يرحل.. لا سلطان على قلب عاشق.. قبلك لم أدر ما العشق ولا عرف قلبى الهوى.. قد تهوى شد الرحال.. ولكن قلبى دائما ينشد معك الوصال.. يا ليتنى أيام كان الحب زاهرا.. لم أنسَ أن طبع الزمان غادر.. أصابنى الدهر، فلا أحسب أن تكون حسناء الحى هى الأخرى ظالمى.. يا حبيبا أحرقنى لومه، أظن أن مكنون النفس والقلب لك اليوم بائن.

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة