محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

السيسى .. المُخْلِص والمُخَلِّص

الأخبار

الإثنين، 04 سبتمبر 2023 - 08:26 م

محمد درويش

لكل زمان.. دولة ورجال، مقولة مأثورة أُطلقت على كل عصر ظهر فيه رجال تحملوا مسئولية إدارة شئون دولتهم، بعضهم دفع الثمن غاليا، أحيانا  روحه ذاتها أو علة فى صحته أو ترصد أطراف خارجية لم تدعه هو أو دولته فى حالهما.


فى عصرنا الحديث كان محمد على مؤسس مصر الحديثة رجل دولة، عرف كيف تسيس الأمور وآمن أن الأمن القومى المصرى لا يتوقف عند حدوده الجغرافية المحددة بالخرائط ولكن له عمقه جنوبا أو غربا وشرقاً وشمالاً، ربما تكون جهة منه فى حاجة إلى تركيز شديد وقوة ردع قادرة ، ولكن تبقى للجهات الأربع حساباتها بدرجات متفاوتة. لم يشغل محمد على اهتمامه بالأمن القومى عن مشروعه النهضوى والذى بدأه منذ عام ١٨٠٥ حتى وفاته بعد خمسة عقود، وهو المشروع الذى بدأت مصر جنى حصاده طوال النصف الثانى من القرن التاسع عشر وحتى مشارف سبعينيات القرن العشرين .


جرت فى الأنهار مياه كثيرة وكان المشروع الصهيونى لنا بالمرصاد وتبعه حلم القومية العربية فى العهد الناصرى ومهما كانت نتائجه البراقة فى غلافها الخارجى فإن محصلته فى النهاية إننا لا طُلنا بلح الشام ولا عنب اليمن.
جاءت دولة السبعينيات وكانت فى حاجة إلى داهية سياسية مثل أنور السادات الذى تمكن من بث الأمل باستعادة الروح للمصريين بانتصار أكتوبر العظيم، أدى الرجل دوره ودعا للانفتاح الاقتصادى وتفاءل المصريون، وكالعادة كانت آليات التطبيق بأياد كانت هى الرموز ذلك العصر ولكنها كانت قد جبلت على الفكر الاشتراكى والجديد منهم فى موقعه ترك الحبل على الغارب فكان انفتاح السداح مداح كما وصفه الراحل أحمد بهاء الدين.


جاء العصر المباركى فدخلت مصر مرحلة الجمود التى لم تعرف لها مثيلاً، كان الحاكم يطبق مبدأ ليس فى الإمكان أحسن مما كان، فترك الناس يحلون مشاكل السكن والبحث عن لقمة العيش، وصاحب ذلك امتزاج السلطة برأس المال والتمهيد لمشروع التوريث، وبدأ التقزم يعرف طريقه إلى محاور السياسة والاقتصاد حتى طفح الكيل عندما تيقن للشعب أنه أيضا لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن، فكانت ثورة ٢٥ يناير.
كان للخامس والعشرين من يناير تداعياته التى بدت  فى ظاهرها  خلاصا من الجمود الذى استمر ثلاثة عقود ولكن فى باطنها قبع الإخوان واستغلوها للوثوب إلى الحكم بأحلام طائر النهضة «الفنكوش» الذى حاولوا ترويجه بين الناس، وسرعان ما انكشف المستور حيث أيضا لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن.
جاء ٣٠ يونيو ومعه المخلص - من الإخلاص - وأيضا المخلص - من الخلاص - لنا من كابوس الإخوان. الرجل وجد نفسه أمام شبه دولة كما وصفها فى حديث له، ووجد الكثير من الحطام والركام وماهو فى طريقه لأن يكون حطاما أو ركاما فكان القرار لن أدع شيئا منها على حاله ولو اقتحمتها كلها فى وقت واحد.. وقد كان.
بنية أساسية بعضها إعادة وفك وتركيب وأخرى بداية من الألف إلى الياء، مثلا فى الزراعة ولأول مرة تضاف لرقعتها وفى أقل من عشر سنوات ثلاثة أرباع ما هو قائم، فى الصحة مبادرات رئاسية ومشروع للتأمين الصحى بدأ تنفيذه فى عدة محافظات وفى طريقه ليعم زمام المحروسة.
فى مجالات أخرى مثل الغاز والتعدين والثروات المعدنية وضعنا خطواتنا على الطريق وقطعنا مشوارا لا بأس به، حلم إقامة محطة نووية الذى راودنا على مدار ستين عاما يصبح قريبا حقيقة لا خيالا، نقلة حضارية لسكان العشوائيات وقبل أن نوفر لهم المسكن الحضارى نتخلص معها من أمراض اجتماعية كانت كفيلة بتشويه المجتمع.


السطور لا تتسع لسرد إنجازات عشر سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى فهى ماثلة لكل مخلص محب لهذا الوطن يراها بعيون المحايد. نعم فى منتصف المشوار أحاطت بنا أزمات عالمية من أوبئة وحروب وبصبر الشعب والتخطيط الجيد واجهناها ونسعى إلى تجاوزها.


الرجل الذى قاد كل هذه المعارك يستحق منا أن نطالبه بالترشح للرئاسة فى الانتخابات.
وليمسك كل منا ميزان العدل وليضع فى كفة ما تحقق لهذا الوطن من إنجازات فى عقد من الزمان لم تشهده مصر طوال تاريخها ولا أطالب بتنحية السلبيات جانبا رغم أن معظمها لم يكن فى الحسبان وخارج عن إرادتنا. ميزان العدل ستظهر نتيجته أن الأمل قائم مع القائد والزعيم فى أن ينال المصريين بلح الشام وعنب اليمن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة