محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

سالوسة والشاذلى.. ونحن وهو

الأخبار

الثلاثاء، 05 سبتمبر 2023 - 06:28 م

هو واحد ابن حلال «مشيها ابن حلال» لجأ إلى فبركة حوار  بين الممثلة القديرة أنعام سالوسة والمذيعة المتألقة منى الشاذلى وبثه على صفحته.

حمدت الله على أنه لم يلجأ الى تطبيق الذكاء الإصطناعى ليظهر الإثنان بشخصيهما صوتا وصورة وتركيب الحوار.

ولمن لا يعرف بعد قدرات الذكاء الاصطناعى وإمكانياته التى فاقت الخيال، والتى مثلها مثل أى ابتكار، له جوانبه الحميدة وأيضا الجوانب الكارثية. لك أن تبحث على اليوتيوب عن حديث للراحل اسماعيل ياسين لتضرب أخماساً فى أسداس، وأنت تكاد تصدق أن «سُمعة» عاد للحياة، أو أنه يتحدث لنا عن الدار الآخرة، يقص علينا حياته كلها وحتى عقب موته بنبرات صوته التى لاتخطئها الأذن.

هو.. ابن الحلال قام  بفبركة حوار بين الممثلة والمذيعة ومنه اندهاشها عندما علمت أنها مسلمة فتعقب قائلة: كنت أظن من زمان أنك مسيحية وردت عليها الممثلة وده كان ح يقلل معاك فى حبك لىّ.

طبعاً بعد دقائق من بث المنشور الذى لم يتمكن أحد حتى الآن من تحديد مصدره الأصلى ، ساد الهرج والمرج مواقع صفحات التواصل الاجتماعى جميعها. دخل من نحسبهم من الصفوة والنخبة مع البسطاء من رواد هذه المواقع وهات يانقرظة وتعليقات وصلت إلى حد التنمر بالمذيعة ذائعة الصيت. تعامل هؤلاء مع الحدث كتعاملهم مع الاشاعات والاكاذيب التى تطلقها اللجان الالكترونية.

وألف باء التعامل فضائيا أن تفكر قبل أن تشيّر، أى تشارك فى بث الاشاعة والخبر الكاذب. من المفترض أن تلجأ إلى محرك البحث جوجل، وكلمتان فقط من عنوان الحدث كفيلتان بأن تتأكد من حقيقة ما تقرأ أو تشاهد.

لا يفكر أحد فى هذا الحل ولكنه كما وصفه الكاتب القدير الصديق عبدالله عبدالسلام مدير تحرير الأهرام فى عموده اليومى «أفق جديد» أن أمثال هؤلاء على استعداد لتصديق كل شىء يتمنون حدوثة ولا يعيرون التفاتا للحقيقة.

الاستاذ عبدالله أشار الى دراسة لجامعة أجنبية بينت أن ثمانين بالمائة من متلقى الأخبار لم يميزوا بين الأخبار الممولة والحقيقية  وهم مايثبت مدى قدرة التلاعب بالأخبار على استقطاب الأغلبية من الرأى العام.

القديره أنعام سالوسة كتبت على صفحتها على الفيس بوك تنفى أنها التقت أساساً بالمذيعة منى الشاذلى ورغم أن النفى تداولته معظم المواقع الاخبارية التى لها اعتبارها، إلا أنه - ويا للغرابة - لم يحظ بإقبال من رواد المواقع كما حظى الحوار المفبرك.

الخلاصة.. فليكن تعاملنا مع أمثال هذه الأخبار وفى زمن الذكاء الاصطناعى انطلاقا من الحديث الشريف «لا يكن أحدكم إمعة يقول: أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن لاتظلموا».

وفى الختام دعوت أنا وعبدالله عبدالسلام أن يلطف الله بنا فى عصر  الفيس بوك والذكاء الاصطناعى وألا تزيد النسبة التى تصدق ما يحلو لها عن ثمانين فى المائة وياخوفنا أن تصل إلى مائة بالمائة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة