الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط،


أبو الغيط: الحروب المتواصلة في المنطقة والعالم تلقي بظلالها السلبية على الأمن الغذائي العربي

أ ش أ

الثلاثاء، 05 سبتمبر 2023 - 07:41 م

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الحروب المتواصلة، في المنطقة وفي العالم، تلقي بظلالها السلبية على الأمن الغذائي للشعوب العربية، وهو تحدٍ خطير ينطوي على تهديدٍ لاستقرار المجتمعات والدول، داعيا إلى تضافر الجهود الدولية لمجابهته للتعامل الفعَّال مع التداعيات السلبية الخطيرة للحرب في أوكرانيا، لاسيما على الدول المستوردة للحبوب.


جاء ذلك في كلمة أبو الغيط مساء اليوم /الثلاثاء/ بالجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي - الياباني بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، برئاسة سامح شكري وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وهاياشي يوشيماسا وزير خارجية اليابان.


وقال أبو الغيط إن انعقاد اجتماعنا يأتي في وقت يموج فيه العالم بالتحديات والتطورات المتسارعة أمنياً وسياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً وبيئياً، مما يقتضي مواصلة التنسيق والتشاور حول السبل المثلى لمواجهة تلك التحديات التي تلقي بظلالها على العالم أجمع وعلى المنطقة العربية على وجه الخصوص، ولذلك نتطلع إلى مداولاتنا خلال هذا الاجتماع بما يمثله من فرصة مهمة للحوار والعمل لخدمة مصالحنا المشتركة، وصياغة أجندات إيجابية تخاطب المستقبل وهمومه.
وأكد أن تعاظم التحديات الدولية وتشابكها لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن قضايا أمتنا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي كانت وستظل، مهما طال الزمن وكثرت الأزمات، القضية المركزية للأمة العربية، وسنواصل العمل مع شركائنا الدوليين من أجل الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشاد أبو الغيط، في هذا الإطار، بدعم اليابان المالي والاقتصادي والإنساني للشعب الفلسطيني سواء تلك المساعدات التي تقدمها لوكالة "الأونروا" أو بما طرحته من مبادرات، مثل مبادرة "ممر السلام والازدهار" ومؤتمر "تعزيز التعاون الشرق آسيوي من أجل تنمية فلسطين"، معربا عن تطلعه إلى مواصلة هذا الدعم المالي والتنموي للشعب الفلسطيني، كما نأمل من أصدقائنا وشركائنا التحرك السياسي لحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، بما في ذلك دعم مطلب دولة فلسطين العادل بالحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وتابع أبو الغيط: "نتطلع من اليابان أن تحذو حذو الكثير من الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وهو ما يندرج في إطار حل الدولتين المتوافق عليه دولياً، كما نتطلع إلى دور اليابان الحيوي في هذا الشأن من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن".
وجدد أبو الغيط إيمانه الراسخ بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وفقا لما أقرته قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية التي مر عليها أكثر من عشرين سنة من دون أن تجد استجابة من القوة القائمة بالاحتلال، مؤكدا أن الحوار والتفاوض من أجل إيجاد حلول سياسية للأزمات الإقليمية يظل السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، والازدهار لكافة دولها وشعوبها.
وعلى صعيد آخر، قال أبو الغيط "إننا ندعم الجهود المبذولة في مجال نزع السلاح وعدم الانتشار النووي، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، ونؤكد على إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، كما نؤيد كذلك الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب، ونزعات التطرف والإسلاموفوبيا".
ودعا أبو الغيط مجددا إلى العمل على تعزيز الحوار بين الثقافات وبين أتباع الديانات المختلفة، بما يحافظ على التعايش السلمي بين الشعوب. 
وأكد أن ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية متلاحقة يستدعي عملاً دولياً متضافراً من أجل التعامل مع ما يُثار حول مخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل البشر، والإسهام في توظيف هذا التقدم التكنولوجي غير المسبوق لخدمة الإنسان والكوكب، لاسيما في ظل المعاناة المستمرة من الأوبئة والتغيرات المناخية التي لا تستثني أحداً. 
وأشار إلى أن عقد فعاليات الدورة الثالثة للاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي الياباني، يصادف مرور عشرة أعوام على مذكرة التفاهم الموقعة بين الجامعة العربية واليابان (عام 2013) لإقامة هذا الحوار السياسي المهم، مما أسهم من دون شك في إرساء الأساس للتشاور والحوار العربي الجماعي مع اليابان، وذلك بالتوازي مع علاقات الصداقة الثنائية الوثيقة التي تربط هذا البلد الصديق مع الدول العربية.
وقال إن هذا العام يصادف مرور 14 عاما على بدء أولى آليات التعاون العربي الجماعي مع اليابان، والمتمثلة في المنتدى الاقتصادي العربي - الياباني الذي تأسس عام 2009 في طوكيو، مؤكدا أن الحوار والتواصل يسهم في تعزيز الثقة المتبادلة وفي تنمية أواصر الصداقة والتعاون بين الدول.


وأكد أبو الغيط، ثقته بأن الشراكة ذات المنفعة المتبادلة من شأنها أن توفر المزيد من الفرص للسلام والتنمية، مشيرا إلى أن التعاون مع اليابان يشهد نمواً ملحوظاً في مختلف المجالات وحققنا نتائج طيبة ونتطلع إلى المزيد.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية واليابان بلغ نحو 114 مليار دولار عام 2022، وتعد اليابان الشريك التجاري الثالث لعدد من الدول العربية، كما أنها تُصنف ضمن أهم الدول المستثمرة في المنطقة العربية، ويحظى العالم العربي بحصة الأسد في واردات اليابان من النفط والغاز الطبيعي، بنسبة تقدر بنحو 80% من إجمالي هذه الواردات. 


وعلى صعيد التعاون الثقافي والعلمي والتنموي، قال أبو الغيط إن العمل يتواصل على بناء القدرات وتبادل الخبرات التي تتيح للجانب العربي الاستفادة من الخبرات اليابانية المتقدمة في هذه المجالات، بما في ذلك من خلال تبادل البعثات الطلابية والأكاديمية، وإنشاء الجامعات والكراسي العلمية، وإدخال نظم التعليم اليابانية إلى مدارس عربية، وتبادل الزيارات الدراسية، وتنظيم الدورات التدريبية، مشيرا في هذا الصدد إلى آلية الشراكة الثلاثية التي أقامتها جامعة الدول العربية مع كل من اليابان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والتي تجسدت في عقد سلسلة من الموائد المستديرة للخبراء العرب واليابانيين حول تنفيذ أنشطة ومشروعات ثقافية وتعليمية وتنموية.


وجدد أبو الغيط، في ختام كلمته، تأكيد العزم على مواصلة العمل والتشاور مع أصدقائنا اليابانيين في مختلف مجالات التعاون، معربا عن أمله في أن يتكلل الاجتماع بالنجاح والتوفيق.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة