مرصد الأزهر
مرصد الأزهر


داعش يعلق على أحداث دير الزور السورية بغرض استمالة أهل المنطقة لصفوفه مجددًا 

إيمان عبد الرحمن

الأربعاء، 06 سبتمبر 2023 - 03:33 م

تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الهاشتاج الذي أطلقه تنظيم داعش الإرهابي مؤخرًا تحت عنوان "النظام العالمي يترنح" بعد اندلاع الاقتتال بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية، بمنطقة دير الزور السورية على الحدود مع العراق.

واللافت أن هذا العنوان وحد عددًا من إصدارات التنظيم الإرهابي ما بين مقال رئيس بجريدته الأسبوعية، وبين مقاطع حملت دعوات لأهل المنطقة لاستمالتهم إلى صفوفه، ومن هذه الدعوات: "إلى أهل القبلة الذين يقطنون مناطق شرق الفرات وكل منطقة انحاز منها المجاهدون نقول: إن الأمن والرخاء الذي وعدوكم به بعد انحياز المجاهدين، قد فقدوه تماما وفاقد الشيء لن يعطيه! ولا أمن ولا سعادة للعبد إلا في ظلال الشريعة".

وبالوقوف على هذه الدعوة نجد أنها تحمل ربطًا متعمدًا بين الماضي والحاضر، إذ بها شماتة ظاهرة مما آلت إليه أمور المنطقة التي كانت في السابق تقع تحت سيطرة "داعش" قبل هزيمته وفرار عناصره منها، فكأن لسان حال التنظيم يقول هنا "تركتمونا فماذا وجدتم بعدنا".

اقرأ أيضا | مستشار شيخ الأزهر: الموافقة على عقد معسكر للوافدين بالإسكندرية

كما حصر التنظيم الإرهابي وجود الأمن والسعادة وتطبيق الشريعة في المنطقة على وجوده فقط.

وهذا ما أكده منشور آخر لـ "داعش" جاء فيه: "واقعيًا، أثبتت الأحداث المتلاحقة فشل المعوّلين على "التشكيلات القبلية" و"الحواضن الشعبية "، فهم في كل مرحلة يصرون على أن يقاتلوا حمية وجاهلية وقبلية، ويأبون أن يقاتلوا في سبيل الله تعالى؛ فيدفعون مرارًا وتكرارًا ضريبة الجاهلية التي تفسد دينهم وآخرتهم أضعاف ضريبة الإيمان التي رفضوها تحت حكم الدولة الإسلامية؛ فأبدلهم الله من بعد أمنهم خوفًا، وما وجدنا شبرا خلا من حكم الشريعة وإلا وقد ساد فيه الخوف والخراب، ولا يظلم ربك أحدا".

وبهذه العبارة يدمج التنظيم الإرهابي بين شماتته بأهل المنطقة السورية المحررة من قبضته وبين وصف الجاهلية الذي أسقطه على الأحداث لتبرير تواجده السابق في المنطقة وحاجتها إليه الآن في هذه المرحلة.

ويؤكد المرصد أن وصف الجاهلية المستخدم من قبل "داعش" في خطابه الأخير تعقيبًا على أحداث دير الزور السورية، إنما هو مقتبس من كتاب "في معالم الطريق" لـ "سيد قطب" الذي طالما وصف المجتمع بالجاهلي وهو مرجع أيديولوجي لكثير من التنظيمات الإرهابية.

ولا شك في أن وصف المجتمع بالجاهلي، هو وصف خطير يحمل في طياته تكفير لهذا المجتمع، وهو الأمر الذي استندت عليه التنظيمات المتطرفة في إراقة دماء الكثير من الأبرياء عبر السنوات، وظهر من تحت رايته عدد من التنظيمات التكفيرية التي تعاني المنطقة العربية وغيرها في العالم من أفكارها المتطرفة إلى اليوم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة