جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

«المرونة» المطلوبة فى القمح.. والحرب!!

جلال عارف

الأربعاء، 06 سبتمبر 2023 - 08:35 م

رغم فشل اللقاء بين الرئيس الروسى «بوتين» والرئيس التركى «أردوغان»، فى إنهاء أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، إلا أن «أردوغان» بدا متفائلا بقرب التوصل إلى اتفاق، بينما كان «بوتين»، بعد المباحثات أكثر إصرارا على موقفه الذى يشترط للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود تنفيذ ما سبق الاتفاق عليه لتسهيل صادرات روسيا من القمح والأسمدة دون عوائق وبعيدا عما تفرضه العقوبات الغربية على روسيا.

صادرات روسيا من القمح هى الأكبر فى العالم، وهى تزيد على ضعف صادرات أوكرانيا، وهى مستثناة من العقوبات، ولكن العقوبات تصلها بطريق غير مباشر بسبب منع تقديم الخدمات البحرية للسفن التى تحمل القمح الروسى ومنع التأمين عليها، ومنع التعامل مع البنك الزراعى الذى يتولى كل العمليات البنكية فى القطاع الزراعى بروسيا.

والاتفاق الذى تم فى العام الماضى لتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية. كان له شق ثان يزيل كل العقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة من روسيا.

وعلى مدى عام كامل لم يتم تفعيل هذا الجزء من الاتفاق فقامت روسيا بوقف العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، ولم تنجح الجهود التى بذلت فى الفترة الماضية لإنشاء طرق بديلة وآمنة للحبوب الأوكرانية.

الجديد هنا هو إقرار أردوغان بعد المباحثات بأن الموقف يحتاج إلى «المرونة»، من أوكرانيا، وهو يعرف بالطبع أن القرار فى يد أمريكا والغرب وليس أوكرانيا وحدها ويعرف أيضا أن الرضوخ لشروط بوتين يعنى اختراق جدار العقوبات التى تتشدد أمريكا فى فرضها على روسيا بينما حلفاؤها الأوروبيون يدركون أن العقوبات أضرتهم بأكثر مما أضرت روسيا نفسها.. ويكفى هنا تذكر أن أوروبا أخذت الغاز الطبيعى من أمريكا بأربعة أمثال ما كانت تدفعه فى الغاز الروسى!!

اختراق جدار العقوبات «إذا حدث»، سيكون تطورا هاما.

ليس فقط فى أزمة الحبوب، ولكن فى مجمل الأوضاع بالنسبة للحرب فى أوكرانيا والمرونة.. إذا تحققت فى الموقف الغربى ستكون إشارة إلى تعديل كبير بعد موجة التصعيد وضخ الأسلحة المتطورة والتلويح بالفانتوم والقنابل العنقودية ثم أخيرا قذائف اليورانيوم المنضد، وبعد أن أصبح واضحا أن كل ذلك لن يكون كافيا فى موجهة روسيا، بينما المزيد من التصعيد يعنى خطر المواجهة المباشرة بين الغرب وروسيا.

«المرونة» فى قضية القمح «إذا تحققت»، قد تكون إشارة إلى «مرونة»، أشمل وأوسع توقف التصعيد وتفتح أبواب التفاوض المغلقة حتى الآن!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة