الشيخ رمضان عبد المطلب
الشيخ رمضان عبد المطلب


فى اليوم العالمى لمحو الأمية| تحصيل علوم الدين والدنيا «واجب شرعى»

ضياء أبوالصفا

الخميس، 07 سبتمبر 2023 - 07:02 م

يوافق يوم ١٢سبتمبر من كل عام الاحتفال باليوم العالمى لمحو الأمية وهو عمل طيب اهتدى إليه الإنسان مؤخراً فى الوقت الحاضر كما أنه مصطلح يدعو إلى الفخر والاعتزاز بإرادته لمحو الأمية ومحاربة الجهل والتخلف ،وفى وقتنا الحاضر لم يعد مفهوم الأمية مقصورا على الجهل بالقراءة والكتابة فحسب، بل تعداه إلى عدم معرفة العلوم العصرية ووسائل الاتصالات والإعلام المسموعة والمرئية والتكنولوجيا الحديثة ..

والإسلام اهتم اهتماما شديدا بمحو الأمية ودعا إلى معرفة كل العلوم والمعارف ..وفى السطور القادمة يوضح لنا الشيخ رمضان عبد المطلب من علماء الأزهر الشريف عناية الإسلام بمحو الأمية ووسائله وتشجيع المسلم على تحصيل العلوم الدنيوية والدينية النافعة.

يقول: فى الواقع لا توجد شريعة من الشرائع ولا رسالة من الرسالات اهتمت بالعمل على محو الأمية مثل شريعة الإسلام، التى حثت المسلمين على السعى فى طلب العلم وتحصيله واعتبرته أمراً واجباً عليهم فإن أول آية نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم تدعو إلى العلم قال تعالي: (اقرأ باسم ربك الذى خلق) وأيضا آية :(اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)

وحديث النبى صلى الله عليه وسلم:» طلب العلم فريضة على كل مسلم»، وحديث:» اطلبوا العلم ولو فى الصين» وقد بينت لنا السيرة العطرة أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل فداء أسرى غزوة بدر هو تعليم المسلمين القراءة والكتابة.

وليس هذا فقط بل إن الإسلام أكد على تعلم كل أنواع العلوم والفنون وشجع على البحث عن المعرفة ،التى تخدم الإنسانية أينما كانت وحيثما وجدت؛ لأن الحضارة الحقيقية هى التى تعتمد على العلم والعمل الإيجابى  فالمسلمون الأوائل أقاموا دولتهم على العلوم العربية والدينية والإنسانية ولم يهمل جانبا على حساب جانب، وقد كانت اللغة العربية من أهم مقومات الحضارة الإسلامية فى سجلها الزاخر وتراثها الشامل الذى يميزها عن بقية الشعوب والأمم وهذه اللغة تحتاج إلى مقومات منها الاهتمام بالقراءة والكتابة الواضحة والتحدث والخطابة ولا ينكر أحد أن العرب هم أصحاب البيان والفصاحة فى الجاهلية وفى الإسلام وقد عرفوا القراءة والكتابة وقد نزل القرآن الكريم بلغتهم حتى يدركوا فصاحته وبلاغته وأنه من عند الله عز وجل وليس بقول بشر قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ).
ويؤكد : من الحقائق الثابتة أن الإنسان يولد فى الحياة وليس له علم ولا معرفة بأى شيء ثم يبدأ فى النمو شيئا فشيئا ويبدأ معه الادراك والمعرفة قال تعالي: ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ).

حيث أنعم الله بالحواس والأفئدة التى تساعد على تحصيل العلم ومعرفة القراءة والكتابة فبالعلم تحيى القلوب والعقول، وقد تفوق المسلمون فى علوم الدين والدنيا ونبغوا فى علوم الحياة فكان منهم نوابغ العرب فى الطب والهندسة والفلك فأكدوا للعالم أن علوم المسلمين أساس الحضارة والتقدم ومن العصر الإسلامى الأول حتى خلافة الخليفة المنصور والحركة العلمية فى تطور وازدهار.

حيث أطلع علماء المسلمين على ما فى الحضارات الأخرى وترجموا كل ما وصل إلى أيديهم وتفوقوا واخترعوا ولم يشغلهم العلم التجريبى عن العبادة والإيمان بالله عز وجل حتى أصبحوا أساتذة العالم فى شتى المعارف الإنسانية والطبيعية، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد ابن النفيس وابن الهيثم والكندى وابن سينا والظواهرى وعلماء الجغرافيا مثل الإدريسى وعلماء التاريخ وغيرهم وانبه أن مفهوم الأمية يطلق الآن عن الجهل بالتكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال والمسلم مأمور بتعلمها ليواكب العصر ويستخدمها ولا يسمع لصيحات المدعين الذين يحرمونه ويطلقون عليها بدع .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة