الخميس، 07 سبتمبر 2023 - 08:12 م

كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى حول المشكلة السكانية دقت ناقوس الخطر الحادق بنا باعتبارها من أخطر القضايا التى تواجه خطط التنمية والتطوير، الرئيس أوضح فى مداخلة خلال افتتاح المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية بالعاصمة الإدارية الجديدة، أن الإنجاب وإن كان حرية شخصية فى الحقيقة، لكن عدم تنظيم تلك الحرية قد يتسبب فى كارثة لا يعرف مداها وتؤثر على التنمية وهذا ما نعانى منه فى مصر الآن، إن الإنجاب بلا وعى قطعاً يكون من أشخاص لا يدركون حجم التحدى الذى تواجهه مصر وهى التى تدفع ثمنة فى النهاية كدولة ومجتمع وفى ظل-كما اوضح الرئيس- حجم الموارد المتاحة التى لا تلبى الاحتياجات حتى الضرورية بسبب الظروف الخاصة الطاحنة الخارجة عن إرادتنا خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة التى واجهنا فيها كل صنوف الإرهاب بكل أشكاله مع عجز الموارد رغم التنمية التى تتم على أرض مصر ولا يمكن إنكارها.

الرئيس دلل فى كلمته أن الفجوة بين موارد الدولة والسكان فى الخمسينيات من القرن الماضى كانت لا تتعدى ١٠ أو ١٢% وأن عدد السكان لم يكن يزيد على ٢٠ مليوناً وتلك كانت فجوة صغيرة مقارنة بحجم السكان الهائل الآن وهى مع تراكمات ٧٥ سنة انعكست على الخدمات خاصة التعليم والصحة.
الأمر يحتاج إلى الحلول الناجزة المدروسة خاصة بعد تجربة الـ٦٠ سنة الماضية التى فشلنا فى إيجاد الحلول خلالها .

الاستقرار والأمن اللذان تتمتع بهما مصر الآن يجب أن يكونا عاملاً مؤثراً فى حل مشكلة الزيادة السكانية.. الأمر يحتاج إلى وعى المواطن نفسه، يجب أن تتوافر الإرادة لديه للمساهمة فى حل المشكلة وليدرك حجم المشكلة وتأثيرها المباشر على أسرته وعلى المجتمع ككل، وجميل أن يعود الإشراف على المجلس القومى للسكان مباشرة لرئيس الوزراء بما يؤكد أن الدولة تدرك حجم المشكلة وأنها لا تعنى وزارة واحدة أو عدة وزارات ولكنها تخص الدولة كلها مجتمعة بكل أجهزتها فالقضية مسؤولية مشتركة بين الحكومة والشعب..

نحتاج لزيادة الوعى بحجم المشكلة وبطرق العلاج والإصلاح والمواجهة والمشاركة الإيجابية وذلك فى المساجد والكنائس والساحات والنوادى والمؤتمرات، لا أتخيل ما هو حال من ينجب أكثر من طفلين؟ كيف يوفر لهما سبل الحياة؟ وكيف لا يدرك حجم المشاكل التى يسببها بكثرة الإنجاب للدولة والمجتمع لعدم إدراكه أن هناك مشكلة أساساً.

طفلان أستطيع توفير الحياة الكريمة لهما من تعليم وصحة أفضل على ميزانيتى وظروفى من«قرطة»عيال لا أعرفهم من كثرتهم يعانون «قلة الحيلة» لعدم وعى من أنجبهم.