كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

«يوم القيامة»!

كرم جبر

الجمعة، 08 سبتمبر 2023 - 08:57 م

الأمريكيون أنفسهم أطلقوا على يوم 11 سبتمبر 2001 «يوم القيامة»، فبينما كان الرئيس بوش الابن يزور مدرسة للأطفال فى فلوريدا، شاهد من النافذة طائرة صغيرة لم تلفت انتباهه، وفجأة حدثت المأساة الكبرى فى تاريخ أمريكا.

الصدمة لأن الرئيس كان يقرأ قبلها بيوم واحد تقريراً أعدته أجهزة الاستخبارات يؤكد عدم وجود أى خطر يهدد الدولة .. وبقدر الصدمة كان رد فعل الرئيس: الانتقام الرهيب.

ونزلت الصواعق على منطقة الشرق الأوسط بالذات، التى جاء منها الإرهابيون الذين هددوا الدولة الأعظم بالفناء .. ولكن أفغانستان كانت المحطة الأولى.
وبعد عشرين سنة من الاحتلال الذى بررته أمريكا بإدخال الديمقراطية وإنشاء دولة حديثة فى أفغانستان، قال الرئيس بايدن: نحن لم نذهب إلى أفغانستان من أجل الديمقراطية، ولكن لدرء خطر الإرهاب عن أمريكا، وانسحبت وتركت وراءها الفوضى العارمة.

ثم العراق بعد أن وضع الرئيس صدام حسين نفسه موضع الشبهات، بزعم اقتنائه النووى والكيماوى، ووقف وزير الدفاع الأمريكى الأسبق كولن باول أمام مجلس الأمن، يستعرض خرائط رمال وعليها أشياء صغيرة تتحرك كالنمل، زاعماً أنها الأسلحة المحظورة التى يحتفظ بها صدام فى عربات متنقلة.

وبعد الدمار الشامل للعراق استعرض الكونجرس تقارير استخباراتية تؤكد عدم امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، فرد الرئيس بوش الابن بأنه حتى لو كان يعلم ذلك كان أيضاً سيضرب العراق، وتقارير استخباراتية ثبت عدم صحتها أشارت إلى أن صدام عقد اجتماعات فى البصرة مع قيادات القاعدة الذين شاركوا فى الأحداث. 

ثم كانت موجة الانتقام الثالثة بما سمى «الربيع العربى»، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، إنها ستهب على دول المنطقة حرية وديمقراطية، ولكنها كانت ناراً وانهياراً للدول وتشريداً للشعوب.

جاءت الأحداث بعد تولى الرئيس بوش الابن الحكم بتسعة أشهر، ولم يكن مهتماً فى دعايته الانتخابية بالشرق الأوسط، وكان مؤمناً بأن الخطر سيجيئ من جنوب شرق آسيا الصين وكوريا الشمالية، فأعاد إحياء برنامج حرب النجوم.

وبعد أحداث 11 سبتمبر انقلبت نظريات الأمن القومى الأمريكى رأساً على عقب، «الكهوف» وليس «النجوم»، من الإرهابيين فى الشرق الأوسط الذين وصفهم بوش الابن بأنهم «أعداء البشرية والإنسانية والحضارة والتقدم» وليس من صواريخ الصين وكوريا الشمالية بعيدة المدى.

وكانت الخطة البديلة هى «الفناء الذاتي» بدلاً من التدخل العسكرى المباشر، وتم إيقاظ الجماعات الإرهابية وتحويل الجيوش المستهدفة إلى ميليشيات تحارب بعضها بعضاً، «دعهم يقتلوا أنفسهم».

«حرب النجوم» أو القوة تستيقظ كانت برنامج الرئيس ريجان منذ عام 1983 وخصص له 26 مليار دولار، وتوقفت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، «وحروب الفناء الذاتي» ابتكرها الرئيس بوش الابن واستمر فيها «أوباما».

يقولون: إذا أردت أن تعرف كيف تفكر أمريكا اذهب إلى هوليود .. السينما الأمريكية كانت مشغولة جداً بأفلام غزو الفضاء التى ابتكرها «جورج لوكاس» أستاذ الحيل السينمائية، وتحولت بعد 11 سبتمبر إلى أفلام الإرهاب والإرهابيين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة