حرب أوكرانيا جعلت قضايا تغيّر المناخ الأكثر تهميشًا
حرب أوكرانيا جعلت قضايا تغيّر المناخ الأكثر تهميشًا


القمة الـ 18 لمجموعة الـعشرين.. فرصة لمواجهة التحديات

القادة يبحثون عن حل للخلاف بشأن «أوكرانيا وأزمة المناخ»

الأخبار

السبت، 09 سبتمبر 2023 - 06:13 م

كتب: آمـال المغربى  مروى حسن حسين - سميحة شتا

انطلقت أمس القمة الثامنة عشرة لمجموعة العشرين 2023 فى نيودلهى بالهند، تحت عنوان «أرض واحدة، وعائلة واحدة، ومستقبل واحد»، وتشارك مصر فى القمة بدعوة من الرئاسة الهندية، وذلك فى ظل الروابط التاريخية بين البلدين قيادة وحكومةً وشعبًا، وتأكيدًا لمكانة مصر على الساحتين الإقليمية والدولية. 

مجموعة العشرين من التجمعات الاقتصادية المهمة على مستوى العالم، حيث تضم فى عضويتها كلاً من: الولايات المتحدة الأمريكية، والأرجنتين، والبرازيل، وأستراليا، وكندا، والمكسيك، وتركيا، وإندونيسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، والصين، وألمانيا، وبريطانيا، والهند، والمملكة العربية السعودية، وجنوب أفريقيا، وإيطاليا، وفرسنا، وروسيا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبى.

تعد قمة مجموعة العشرين تتويجًا لجميع عمليات مجموعة العشرين واجتماعاتها التى تم عقدها على مدار العام بين الوزراء وكبار المسئولين والمجتمعات المدنية، وفى ختام قمة مجموعة العشرين، يتم اعتماد إعلان قادة مجموعة العشرين والذى ينص على التزام القادة بالأولويات التى تمت مناقشتها والاتفاق عليها خلال الاجتماعات الوزارية واجتماعات مجموعات العمل المعنية.

تتمثل أهمية مجموعة العشرين فى كونها تضم نحو 65% من سكان العالم، وتمثل 84% من الناتج المحلى الإجمالى للاقتصاد العالمى، و79% من حجم التجارة العالمية، وفى هذا الإطار فإن دول المجموعة مسئولة عن نحو 79% من الانبعاثات الكربونية العالمية.

بدأ زعماء دول مجموعة الـ20 الوصول إلى نيودلهى اعتبارًا من يوم أول أمس الجمعة، فيما يأمل مضيفهم رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى فى إظهار النفوذ الدبلوماسى المتنامى لبلاده وتسهيل الحوار فى شأن أوكرانيا وتغيّر المناخ فى غياب الرئيسين الصينى شى جين بينغ والروسى فلاديمير بوتين.

وخلال القمة التى تستمر يومين بدءاً من أمس السبت، ستناقش الكثير من القضايا الخلافية مثل الحرب الروسية على أوكرانيا وإعادة هيكلة الديون، مما قد يصعب إصدار إعلان ختامى اليوم.

وقالت أربعة مصادر حكومية هندية لـ«رويترز» إن مفاوضى مجموعة الـ20 حققوا تقدماً فى معظم القضايا لكن النقطة الشائكة الرئيسة هى صياغة إعلان الزعماء فى شأن الحرب، إذ تريد الدول الغربية إدانة قوية للهجوم الروسى كشرط للموافقة على إعلان نيودلهى، بينما اقترحت الهند بجانب إدانة المعاناة التى تسبب فيها الهجوم الروسى أن يعكس أيضاً وجهة نظر موسكو وبكين عن أن هذه القمة ليست مكاناً للقضايا الجيوسياسية. وأضافوا أن هناك أيضاً بعض الخلافات التى تتعلق بالتعاون فى مجال تغيّر المناخ.

وانقسمت المجموعة فى شأن التزامات الاستغناء التدرجى عن استخدام الوقود الأحفورى وزيادة أهداف الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى.
ووصل رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك المنحدر من أصول هندية، الجمعة إلى نيودلهى ترافقه زوجته أكشاتا مورتى، ابنة أحد كبار أثرياء الهند، بدوره وصل وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إلى العاصمة الهندية.

وأكدت وزارته فى بيان العمل «بشكل وثيق مع كل دول مجموعة الـ20.. لمواجهة المحاولات لتفسير كل المشكلات الإنسانية والاقتصادية فى العالم حصراً من خلال النزاع فى أوكرانيا».

ووصل ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، إلى نيودلهى للمشاركة فى القمة ويُرتقب أن يوقع بن سلمان اتفاقاً مبدئياً مع الولايات المتحدة والإمارات والاتحاد الأوروبى وشركاء آخرين فى المجموعة، يتعلق بالتنفيذ المحتمل لمشروع كبير للنقل عن طريق البحر والسكك الحديدية، يهدف إلى ربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط.

ويقوم ولى العهد السعودى بزيارة رسمية إلى الهند لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعقد اجتماع مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودى - الهندى، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس».

كما وصل الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى نيودلهى أول أمس الجمعة للمشاركة فى قمة زعماء مجموعة الـ20.

وبعد نزوله من طائرة «إير فورس وان» الرئاسية وحضوره مراسم استقبال وجيزة مبتسماً، توجه بايدن إلى مقر إقامة رئيس الوزراء الهندى الذى استقبله بعيداً عن الصحفيين الذين يرافقونه.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز علاقاتها مع الهند للتصدى للصين، فى حين تحاول نيودلهى ترسيخ دور رائد على الساحة الدولية، وذلك على رغم خلافاتهما فى شأن روسيا، إذ لم تنضم الهند إلى الدول التى فرضت عقوبات على موسكو بعد الهجوم على أوكرانيا، كما فى شأن احترام حقوق الإنسان. وسيرأس لافروف الوفد الروسى، فيما يرأس رئيس الوزراء الصينى لى تشيانغ الوفد الصينى، ويتوقع وصوله لاحقاً.

وتأتى زيارة الرئيس الأمريكى (80 سنة) فى لحظة حاسمة في لعبة التحالفات على خلفية حرب أوكرانيا، فى وقت يتصاعد نفوذ الصين التى تتحدى على نحو متزايد الهيمنة الأمريكية.

وتبدو مجموعة الـ20 منقسمة حول الهجوم الروسى على أوكرانيا، إذ إن الكثير من الدول النامية تهتم بأسعار الحبوب أكثر من الإدانات الدبلوماسية لموسكو.

وخلال الاجتماعات الوزارية التى سبقت القمة، فشلت جهود مودى فى دفع زعماء مجموعة الـ20 إلى تجنب انقساماتهم لمعالجة قضايا عالمية حاسمة، بما فيها إعادة هيكلة الديون العالمية وارتفاع أسعار السلع الأساسية عقب هجوم روسيا على أوكرانيا.

وفى هذا الصدد، قال رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل للصحفيين فى نيودلهى الجمعة إنه «من المخزى أن تقوم روسيا، بعد الانسحاب من مبادرة تصدير الحبوب فى البحر الأسود، بمهاجمة الموانئ الأوكرانية».

ورحّب ميشيل بتوسيع الكتلة «بضم الاتحاد الأفريقى كعضو دائم» وقال:«يسعدنى أن أرحب بالاتحاد الأفريقى كعضو دائم فى مجموعة الـ20، وأنا فخور بأن الاتحاد الأوروبى تفاعل بشكل إيجابى لدعم هذا الترشيح»، قبل أن يضيف «لننتظر القرار، لكن هناك شيئًا واحدًا واضحًا، وهو أن الاتحاد الأوروبي يدعم عضوية أفريقيا في مجموعة الـ20».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة