الأب
الأب


بعد ايام .. الأب مات حزنًا على رحيل طفليه التوأم

أخبار الحوادث

الإثنين، 11 سبتمبر 2023 - 02:32 م

الغربية‭ ‬:‭ ‬محمد‭ ‬عوف

 بعد رحلة طويلة من العلاج والتردد على عيادات الأطباء سعيًا للإنجاب أخيرًا تحقق حلم الشاب حمادة ورزقه الله بطفلين توأم، لكن فرحته لم تكتمل فقد توفى الطفلان الرضيعان بعد أيام من الولادة لتتحول فرحته إلى حالة من الحزن ولم يتحمل الصدمة فيلحق بهما بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، وتسود حالة من الحزن بمدينة كفر الزيات حزنًا على وفاة الشاب بعد ساعات من وفاة طفليه التوأم داخل الحضانة حزنا عليهما، ويتم دفنه معهما بالمقابر.

كأي شاب صغير كان حلم حمادة يسري خليل، أن يتزوج ويرزقه الله بالأولاد حتى تستقر حياته وهو ما سعى إليه حينما تقدم لخطبة إحدى الفتيات بمدينة كفر الزيات، ووافقت أسرتها عليه وبعد شهور تمت الزيجة، وكأي زوجين لن تكتمل سعادتهما إلا بالإنجاب فهذه سنة الحياة، لكن تمضي الشهور دون حدوث حمل وكلما مضى الوقت دون حدوث جديد يحاول الزوج طمأنة زوجته لتمر سنة وراء الأخرى فبدأت حالة القلق تظهر عليهما خاصة أن الأطباء لم يجدوا تفسيرًا واضحًا لعدم الإنجاب.

ظل الحلم يراود الزوجين لذا لم يفقدا الأمل وكلما ذهبا إلى طبيب لإيجاد حل لهذه المشكلة يصف لهما العلاج لكن بلا جدوى، حتى ذهبا إلى أحد الأطباء الكبار والذي نصحهما بإجراء عملية حقن مجهري، هذا هو الحل الوحيد لحالتهما، وبعد تفكير عميق وافق حمادة وزوجته على إجراء هذه العملية طمعًا في الإنجاب، وتم تحديد الموعد في إحدى المستشفيات الخاصة وبعد صبر وعناء أخيرًا بشرهما الطبيب بطفلين توأم، وفور الولادة تم وضع الطفلين في الحضانة لمتابعة حالتهما الصحية.

لم يصدق حمادة نفسه فقد أصبح أبًا لتوأم مرة واحدة، بعد أن فقد الأمل في طفل واحد، وبدأ يتلقى التهاني من هنا وهناك، وقرر أن يسمي أحدهما أحمد والآخر يسري على اسم والده، وبدأ يستعد لاستخراج شهادتي الميلاد وتجهيز احتفالية وإقامة وليمة كبيرة فرحًا بقدوم التوأم، وبدأ يعد لذلك، لكن لم تدم فرحته طويلاً فقد أبلغه الطبيب بتدهور حالة الطفلين الصحية ولم تمض ساعات حتى فارقا الحياة بعد أن قَدُما إليها كالزوار لبضعة أيام فقط.

نزل الخبر كالصاعقة على الأب الذي لم يهنأ بطفليه التوأم وسقط مغشيًا عليه من هول الصدمة، حاول الأهل والأقارب إفاقته والتهوين عليه، وحاول الصمود أمام الجميع والشيء المحزن الذي لم يتحمله حينما ذهب لمكتب الصحة لاستلام شهادة الوفاة تذكر قدومه لنفس المكان منذ أيام بسيطة لاستلام شهادتي الميلاد ولم يكن يعلم أنها مجرد أيام.

استلم حمادة تصريح الدفن وأرفقه بشهادتي الميلاد ودخل في نوبة بكاء هستيري وبعد إنهاء إجراءات دفنهما توجه الجميع لموارتهما الثرى في مقابر الأسرة بمدينة كفر الزيات، وعاد الأب منكسرًا بعد أن ضاع حلمه الذي طالما يحلم به سنوات وحينما تحقق شاء القدر ألا يستمرا في الحياة.

عاد الأب الشاب إلى المنزل وحالته النفسية سيئة للغاية ويتجمع حوله الجميع في محاولة لإخراجه من هذه الحالة لكنه ظل على هذه الحالة حتى تدهورت حالته وأصيب بأزمة قلبية مفاجئة وسقط مغشياً عليه، ويسرع البعض لإحضار طبيب للكشف عليه ومحاولة إنقاذه لكنه لم يستطع فعل شيء فقد فاضت روحه ليلحق بطفليه التوأم وسط ذهول الجميع.

في منزل الأسرة

«أخبار الحوادث» انتقلت لمنزل الأسرة وفي البداية أكد إبراهيم السيد، أحد أقارب المتوفى؛ أن الشاب حمادة يسري خليل، يبلغ من العمر 32 عاما، ومقيم بشارع الخشب بمدينة كفر الزيات، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته بأزمة قلبية مفاجئة، وهبوط حاد في الدورة الدموية، وذلك بعد دخوله في حالة نفسية سيئة، عقب وفاة طفليه التوأم أمس داخل الحضانة بإحدى المستشفيات.

أضاف؛ أن المتوفى متزوج منذ سنوات طويلة، لكنه لم يرزق بأطفال، حتى قرر أن يلجأ هو وزجته إلى الحقن المجهري، وبعد نجاح العملية، كان في حالة فرحة شديدة، وبعد انتهاء فترة الحمل والولادة، رزق بطفلين توأم، وجرى إدخالهما الحضانة لأن حالتهما الصحية كانت غير مستقرة، لكنهما توفيا.

يضيف مؤمن عادل، أحد أهالي المنطقة؛ أنه تم استخراج تصريح الدفن للمتوفى، وتشييع جثمانه عقب أداء صلاة الجنازة عليه بالمسجد الكبير، وتم دفنه بمقابر العائلة، مشيرًا أن فرحة الأب لم تدم طويلا بسبب وفاتهما داخل الحضانة، ما جعله يدخل في نوبة حزن شديدة فارق الحياة على إثرها.

وأوضح أنه تم تشييع جثمانه بعد الانتهاء من صلاة العصر وأداء صلاة الجنازة عليه بالمسجد الكبير بمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، فيما تحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء، ونعى الأهالي الشاب المتوفى بعبارات الحزن الشديد، داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة.

تفسير طبي 

يؤكد الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية؛ أنه من الممكن فعلاً أن يموت الإنسان بسبب انكسار القلب، فقد كشفت دراسة حديثة كيف أن الحزن الشديد على فقدان شخص عزيز يمكن أن يوهن قدرة الجسم على مكافحة الأمراض المعدية.

كما أن هناك دراسة جديدة عن أن الحزن الشديد وكسرة القلب الناجمة عن فقدان ووفاة الزوج أو الزوجة أو شخص عزيز يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية كبيرة وحتى الموت.

وأشار إلى أن سيكولوجية الحزن هو استجابة عاطفية طبيعية لتزامن الأحداث، ولكن المشكلة في تتابع الأحزان ولا يوجد فواصل زمنية طويلة المدى، مؤكدًا أن تراكم الحزن داخل الإنسان يجعله فاقدا للأمل في الحياة وتوقع الأسوأ دائمًا.

وأضاف استشاري الصحة النفسية؛ أن الحزن يسبب مشكلات وأضرارًا خطيرة على الإنسان منها مستويات التوتر والاكتئاب المتزايدة التي يسببها الحزن يمكن أن تتدخل في وظيفة نوع من خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم «الخلايا العَدِلة»، وأكثر أنواع كريات الدم البيضاء غزارة بالإنسان وتشكل قسما رئيسيًا من الجهاز المناعي المسؤولة عن مكافحة الأمراض البكتيرية المعدية مثل الالتهاب الرئوي.

ويضيف؛ أن الحزن الشديد يسبب مشكلات في القلب حيث أظهرت دراسة أن احتمال إصابة الشخص بنوبة قلبية يزيد بنسبة 21 مرة في الساعات الـ24 الأولى بعد وفاة شخص مقرب، بعد أسبوع واحد، كان الخطر لا يزال 6 مرات تقريبًا، قد يكون التأثير أكبر بين الأفراد المعرضين لخطر كبير في القلب والأوعية الدموية.

كما أن الحزن يسبب الاكتئاب ووجدت دراسة أن حوالي 1 من بين كل 4 أرامل من الرجال يعانون من اكتئاب سريري خلال السنة الأولى بعد وفاة زوجاتهن، كما يصبح لديه مشكلة في تنفيذ الروتين العادي الخاص به، ولم يعد يرغب بعدها في المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، ويشعر بالاكتئاب أو الحزن العميق، وكذلك إلقاء اللوم على نفسه أو شعوره بالذنب، معتقدا أنه فعل شيئًا خاطئًا أو يمكن أن يمنع الموت، ويشعر وكأنه فقد شعوره بالهدف في الحياة، وبأن الحياة لا تستحق العيش بعد الآن، ويتمنى لو كان قد توفي أيضا.

وأوضح؛ أنه يمكن للحزن المعقد أن يؤثر على الحالة البدنية والنفسية والاجتماعية، ودون العلاج المناسب، يمكن أن تزيد المضاعفات، مثل أفكار أو سلوكيات انتحارية تنتابه، هذا غير اضطرابات كثيرة بالنوم، وزيادة خطورة المرض البدني، مثل مرض القلب أو السرطان أو ارتفاع ضغط الدم، والصعوبة طويلة الأجل في مباشرة الحياة اليومية أو العلاقات أو الأنشطة الخاصة بالعمل، وإدمان الكحوليات أو النيكوتين أو المخدرات.    

اقرأ أيضًا : اليوم | استكمال نظر دعوى نسب طفل للاعب شهير

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة