الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023 - 07:17 م

من 16عاما تم إعلان منطقة جنوب الاقصربصعيد مصرمحمية طبيعية، وهى من أندرالمناطق محليا وعالميا، ومساحتها تبلغ واحد كيلومترمربع. ورغم وجود عصرى الباليوسين والإيوسين فى أماكن كثيرة بالعالم إلا ان التتابع بينهما لدينا مكتمل، وتاريخ الحياة بهما لم ينقطع.

محمية الدبابية بالقرب من مدينة إسنا قيمةعلمية، وقصة مكتملة تساعدنا فى كشف أسرارالحياة على سطح الأرض، التى شهدتها منذ 55 مليون سنة، وموت معظم الأحياء لارتفاع درجة الحرارة لأعلى معدل.

وقرية الدبابية تمثل قطاعا جيولوجيا نموذجيا، ومقياسا زمنيا لأكمل القطاعات الطبقية بالعالم، والتى شهدت البداية الفعلية للأحياء الحديثة فى الكرة الأرضية، وتحديد عمر الأرض بدقة، من خلال التتابعات الرسوبية البحرية وظروف ترسيبها، والأحياء المميزة لها. وقام وفد جيولوجى دولى بدراسات فى المحمية باعتبارها أفضل موقع من بين 29موقعا حول العالم، لاكتشاف سر انقراض معظم الأحياء القاعية من على سطح الأرض، وأعتبرت المقياس العالمى لهذه الحقبة الزمنية والتتابع الرسوبى النموذجى للفترة الزمنية الانتقالية بين عصرى الباليوسين والأيوسين، والتى بدأت بارتفاع حاد فى درجة حرارة البحار والمحيطات، وانطلاق كمية ضخمة من غاز ثانى أكسيد الكربون، واختلال دورة الاكسجين، مما أدى الى موت الأحياء البحرية والأرضية وتحللها، وأطلق العلماء على ما حدث «الاحترار العالمى».

وكان سببها انبثاق الحمم البركانية فى قيعان البحار.. ثم بدأت الحرارة فى الانخفاض، وعاد الأكسجين إلى مستوياته الطبيعية، وبدأت الحياة الحديثة التى نعيشها الآن، وظهورأسلاف الثدييات والزواحف والطيور.

جاء اكتشاف التتابع النموذجى لهذه الفترة الزمنية بجنوب مصر، ليضع حدا للجدل حول المدى الجغرافى والزمنى للتغيرات المناخية التى تعرضت لها الأرض، وعرفنا من تلك التتابعات والترسيبات أن أول أو أقدم العصور الجيولوجية هو»الكامبرى»، الذى بدأ منذ 545 مليون سنة، واستمر50مليون عام، وسمى بهذا الاسم لأن صخوره عرفت لأول مرة بإنجلترا فى منطقة كامبريا، التى عاشت بها قبيلة بهذا الاسم فى القرون القديمة، ولم يعثرعلى حفريات واضحة داخل الصخور قبل ذلك، غير بعض آثار للحيوانات وحيدة الخلية من 2500 مليون سنة.

لقد سألت سؤالاً لأحد خبراء البيئة عن مدى أهمية معرفتى لذلك؟. فأبتسم قائلا: يوجد الوقود الاحفورى، ومنه البترول داخل صخور «السيلورى» الأعلى الموجود من 428 مليون سنة، بعد زيادة المياه بالبحاروالمحيطات لذوبان الثلوج بالعصرالأوردوفيسى الأعلى، والسيلورى الأسفل، وانتشارحيوانات صغيرة تعرف باسم «الجرابتوليت»، نتج عن موتها وسقوطها بأعداد لا حصرلها، تكوين موادعضوية أدت لمخزون ضخم من البترول فى باطن الارض، ووجد بوفرة فى بعض المناطق ومنها الجزيرة العربية، والسؤال الذى يتبادر لذهنى الآن: ما صدق هذا الكلام؟ .. وللحديث بقية.