صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الأهلى.. وسوق السوشيال

صالح الصالحي

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023 - 08:40 م

أخيراً نجح النادى الأهلى فى التعاقد مع المهاجم الفرنسى أنتونى موديست.. هذا المهاجم الذى يبحث عنه الأهلى منذ فترة طويلة وطال انتظاره.. خاصة بعد أن طلب المدرب السويسرى مارسيل كولر تدعيم مركز رأس الحربة بمهاجم بمواصفات حددها هو شخصياً.

المهم أن النادى الأهلى بنجاحه فى ضم المهاجم الفرنسى أغلق باب التكهنات والشائعات والتى لم أرِ لها مثيلاً.. باب السوشيال ميديا.. الكل يتسابق إما باقتراح أسماء لمهاجمين يصلحون للأهلى وأنهم الأجدر بالانضمام إلى صفوف النادى.. أو بطرح أسماء مطالبين النادى بالتفاوض والتعاقد الفورى معهم لأنهم الأصلح، ويستشهدون بفيديوهات لهم..

ويتطرقون إلى قيمتهم المادية وأسلوب التعاقد معهم.. حتى أن البعض يعرض صوراً للاعبين يرتدون قميص النادى أو فى جلسة مفاوضات مع إدارة التسويق بالنادى، ويبدأون فى سرد القصص المختلقة، بأن هناك تفاوضاً مع هذا اللاعب، وأن الفشل كان بسبب سوء تقدير وعدم دراية وحنكة من إدارة التعاقدات بالنادى.

وبالمناسبة هذا ما تشهده الساحة خلال فترة الانتقالات فى كل الأندية أسماء تتعاقد مع أندية ومفاوضات تفشل وأرقام مالية تُطرح لانتقال اللاعبين.. حتى أن بعض اللاعبين لا يعرفون شيئاً عنها.. ويفاجأون بانتقالهم على السوشيال ميديا من هذا النادى إلى غيره.

وبالطبع تحصل الأندية الجماهيرية والكبيرة على النصيب الأكبر من هذه العشوائية.. فهى من تحقق الرواج والمتابعة والترند، ومن ثم الأرباح.

الكل يدلى بدلوه وكأنه مدير فنى أو إدارى أو صاحب قرار أو خبير.. فيقيم هذا اللاعب الجيد وذاك بالصفقة الفاشلة، وغيرها من الأمور التى تشهد لغطاً كبيراً يختلط فيها الحابل بالنابل.. فقد يصيب ويكون صاحب المبادرة أو يخطئ وليس عليه ملامة.

والغريب أنهم يتدخلون فى عمل المتخصصين والخبراء فى هذا المجال، صحيح هناك من المتخصصين من يقيمون اللاعب أو الصفقة وفقاً لميولهم ورغباتهم الشخصية دون الالتزام بالأسس وقواعد التقييم الصحيحة التى تعتمد على تحليل البيانات والإحصاءات وتستند لقواعدٍ علمية.

وأمام هذا العبث لم يكن أمامى سوى خيارٍ واحدٍ وهو عدم متابعة موسم الانتقالات وما يحدث فيه من أخبارٍ معظمها كاذب ترتقى للشائعات.. وأنتظر حتى إعلان النادى أو اللاعب عن ذلك رسمياً.. وبهذه المناسبة تابعت حديثاً طويلاً بين مؤيدٍ ومعارضٍ لاستقدام الأهلى للاعب يبلغ عمره «٣٥ عاماً».. وهذا الأمر تفوق عن الحديث حول إمكانيات وقدرات اللاعب ومهارته فى إحراز الأهداف.

وأنا لا أرى أن السن هذه الأيام تحول دون تفوق اللاعب واستمراره فى العطاء بشكل جيد.. خاصة مع تقدم النظم التدريبية وتطور الأجهزة والأدوات المساعدة ، بالإضافة إلى أسلوب التغذية، وكلها أمور تحفظ للاعب لياقته ومهاراته وتزيد من عطائه.

الأهلى كعادته دائماً كان سباقاً وأخذ الدورى المصرى فى منطقة أخرى، باستقدامه لاعباً أوروبياً خالصاً سواء من ناحية الجنسية أو الأندية التى لعب لها.. ليكون حديث الصحف ووسائل الإعلام المهتمة بالرياضة فى أوروبا والعالم.. وبذلك يزداد انتشار اسم الأهلى ويتردد فى الأوساط والمحافل الرياضية العالمية، ويعطى أيضاً أهمية ومردوداً إيجابياً للدورى المصرى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة