عبد الصبور بدر
عبد الصبور بدر


قصـة اغنية

على قد الشوق

الأخبار

الخميس، 14 سبتمبر 2023 - 06:52 م

إذا كان قلبك من زجاج فلا تحب «طوبة»، وكان قلب كمال الطويل هشاً، والطوبة التى وقع فى غرامها، بنت إسكندرانية «تقول للقمر قوم وأنا أقعد مطرحك»، والنتيجة أنها كسرت قلبه الرقيق، لتفيض عيناه وتختلط دموعه بمياه البحر وتضيع، كما ضاع صاحبها من قبل على الشاطئ!

أحزان كمال الطويل على حبه الفاشل تسربت إلى ألحانه فى تلك الفترة، وبينما يدندن على العود بجانب عبد الحليم حافظ وهما يجلسان على «البلاج»، مرت فتاته بالصدفة من أمامه، فظل يحدق فيها ويتعلق بها على أمل أن تمنحه نظرة ترمم قلبه المفتت، ولكنها تجاهلته كأنها تسير أمام مقعد فارغ!

 لم ييأس كمال، ودندن بصوت عال:»على قد الشوق اللى فى عيونى ياجميل سلّم»، كان يظن أن الكلمات واللحن قادران على إقناعها بالعودة إليه، وتألم وهو يراها تسرع في خطوتها لتختفي من أمامه، وتتخلص من إلحاحه!

بكى الطويل فى ذلك اليوم وشاهد عبد الحليم دموع صاحبه تسقط على الرمال، وفى اليوم التالىي قال له العندليب إن الجملة واللحن تصلحان مطلعا لأغنية!

 أما الجملة فقد ذهبت إلى الشاعر محمد على أحمد ليستكمل «الغنوة»، وأما اللحن فلم يستطع كمال الطويل أن ينجزه إلا بعد ثلاث سنوات حين هدأت روحه وأصبح قادرًا على إعلان خسارته أمام نفسه، أو ربما اعتبرها محاولة أخيرة لتعود إليه.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة