أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

مصر الكبيرة بمواقفها

أسامة شلش

الخميس، 14 سبتمبر 2023 - 08:33 م

مصر الأم، هى دى مصر، بلدى الكبيرة، مصر المواقف، وكما يقول المثل: «الكبير كبير بأفعاله».

عندما يقف رئيس الدولة بنفسه ليتابع اصطفاف القوات المسلحة بمعداتها وعتادها وهى تستعد بل وذهبت طلائعها إلى الشقيقة الجارة ليبيا مع أول صورة تنقل عبر الشاشات للمساعدة فى عمليات الإغاثة ورفع آثار الإعصار المدمر «دانيال» فمليون تحية لهذا البلد الذى لا يتأخر عن مد يد العون للأشقاء فى السراء والضراء فما بالكم بليبيا ولنا فيها صهر ونسب وعلاقات دم.

المشاهد التى نقلتها الفضائيات لآثار الاعصار تدمى القلوب قرى واحياء اختفت تحت وطأة قوته واثارة الكارثية وعشرات الالاف سقطوا ما بين قتيل ومصاب بينهم المئات من ابناء مصر العاملين هناك دمعت العيون لفراقهم وهى تشيعهم فى جنازات مهيبة، وآلاف أخرى لازالوا مفقودين ندعو الله ان يعيدهم لذويهم، موقف مصر منذ اللحظات الاولى «للهجوم «الاعصارى المفاجئ كان وضع كل الامكانيات تحت تصرف الاشقاء فى كل ما يحتاجون من معدات او مساعدات او أطقم إغاثة أو فرق طبية او حتى المساعدات العينية.

استنفار كامل لعناصر القوات المسلحة بل واجهزة الدولة كلها وعندما يأمر الرئيس عبد الفتاح السيسى بوضع حاملة الطائرات المسترال لتعمل أمام السواحل الليبية كمستشفى ميدانى فذلك ينبع من دور مصر باعتبارها الزعيمة والأم لأمتها العربية، بل أمر كذلك بإرسال ٣ طائرات تحمل المساعدات الطبية والغذائية والخيام لإيواء المنكوبين.

الحمد لله أن نجى الله مصر الغالية من الإعصار وكان الله بها رحيمًا فكانت إثارة بسيطة انكسرت شوكته على أبوابها الغربية ولكن مصر تحزن لحزن ليبيا وتتألم لألمها فمصابها مصابنا.

ما فعلته مصر مع ليبيا هو موقفها مع أى شقيقة تتعرض للكوارث وكانت من قبل الإعصار على تواصل مع الاشقاء فى المغرب بعد كارثة الزلزال الذى دمر قرى كاملة هناك على جبال الأطلسى، بادرت مصر بالمساعدات، ووضعت إمكانياتها لخدمة عمليات الإنقاذ وما زالت.

التاريخ يؤكد أن مصر لم تتأخر مرة واحدة فى أى موقف أو كارثة أو حادث جلل لأى من الأشقاء، بل حتى على مستوى دول العالم كله، مدت الأيادى وسارعت للمساعدة بروح الشهامة والأخوة والمسئولية الإنسانية والمجتمعية.

أقسى الكوارث ما تنتجه الطبيعة وأخطرها، لأنك لا تعرف الوقت ولا الآثار التى يمكن أن تترتب على ما ينتج عن معطياتها الكارثية، تمامًا كما شاهدنا ما أحدثه دانيال فى ليبيا وما أحدثه قبله الزلزال فى المغرب.

كل التحية لمصر بلدى أم المواقف وتحية لجيش بلادى الذى له فى قلوبنا كل الحب والتقدير لمواقفه لحماية الوطن ومساعدة من يستجير.
اللهم اكفنا شر الكوارث والنكبات وما تخفيه الأقدار لنا.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة