زينب إسماعيل
زينب إسماعيل


أحوالنا

أين ومتى وكيف؟

بوابة أخبار اليوم

السبت، 16 سبتمبر 2023 - 12:28 م

بقلم: زينب اسماعيل


تسببت العاصفة دانيال في خسائر بشرية ومادية في اليونان وليبيا ووصلت إلى مصر، ونتيجة لقوتها وبعد وصولها إلى السواحل الليبية وزيادة سرعة الرياح إلى 75 كيلو متر/ساعة، وسقوط أمطار غزيرة وفيضانات أدت لغرق شوارع بأكملها وأحياء كان سكانها آمنين مطمئنين! اختفت الشوارع والأحياء بما فيها ومن فيها! اللهم أحفظنا من غضب الطبيعة وكوارثها وارحم أموات هذه العاصفة..

التدمير والقتل والغرق حدث في لمح البصر دون إنذار أو تدبير أو حتى فسحة للتدبر!  الأحداث مريرة فجرت أسئلة بسيطة في معناها عظيمة مثلا نسأل أنفسنا كم يوما أو الساعة متبقية من عمري؟ وأنك إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، اليوم فحسب هو حياتك، فلا الأمس الذي ذهب بخيره وشره هو عمرك، ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن، عمرك هو اليوم الذي أظلتك شمسه، وأدركك نهاره هو يومك فحسب هو الآن.. عمرك يوم واحد! نعم يوم واحد! فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ليومك ، الآن فقط اصرف فيه تركيزك واهتمامك وإبداعك ، احرص أن تكون (مخموم القلب) من الآن، «قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان"، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"».. عش لحظاتك وكأنها الاخيرة ، فلا تندم على لحظات اسعدت بها احداً ، حتى وإن لم يكن يستحق ،، كن شيئا جميلاً في حياة من يعرفك ، و كفى أن لنا ربّاً ، يجازينا بالإحسان إحسانا . واعلم بأن زرعان يحبهما الله: زرع الشجر وزرع الأثر.. فإن زرعت الشجر؛ ربحت ظل وثمر .. وإن زرعت طيب الأثر ؛ حصدت محبة الله ثم البشر  "إِلَيهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ"، وكما قال الشاعر : غدا توفى النفوس ما كسبت ... و يحصد الزارعون ما زرعوا .. إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم .. وإن أساءوا فبئس ما صنعوا!! 

الموت هو الحالة التي لا نعرف أين ومتي وكيف سيكون ؟ ربنا لا تجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . قولوا آمين .

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة