حشود اليهود الحسيديم على الحدود بين بيلا روسيا وأوكرانيا العام الماضى
حشود اليهود الحسيديم على الحدود بين بيلا روسيا وأوكرانيا العام الماضى


من قلب إسرائيل

نتانياهو يمتص الـ«حريديم» بلعبة مزدوجة مع روسيا وأوكرانيا

محمد نعيم

السبت، 16 سبتمبر 2023 - 08:48 م

اضطر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لممارسة «لعبة مزدوجة»، يمتص بها صداع الـ«حريديم» «المتشددين دينيًا»، الذى حرضه على حتمية تحسين العلاقات مع أوكرانيا، وتمكين طائفة الـ«حسيديم» «الأتقياء» من زيارة ضريح الحبر نحمان بريسلوڤ فى مدينة «أومان» الأوكرانية، تزامنًا مع الاحتفال بأعياد رأس السنة اليهودية المقررة أكتوبر المقبل. فى المقابل اضطر نتانياهو أيضًا للحفاظ على «شعرة معاوية» مع روسيا، لتأمين مصالح اقتصادية وسياسية وأمنية فى عدد ليس بالقليل من الملفات، لاسيما التنسيقات العسكرية بين الجانبين فى سوريا. 

ونظرًا لِما يحظى به القبر اليهودي وقاطنه من قدسية كبيرة لدى الطائفة المحسوبة على تيار اليهودية الصوفية «الكبالا»، عرقلت كييڤ زيارات يهود إسرائيل من هذا النوع، ومنعت منح الإسرائيليين تأشيرة دخول أراضيها، واعتبرت الخطوة ردًا على «استقبال تل أبيب غير اللائق» للاجئين الأوكرانيين، والذى وصل حد طرد بعضهم من إسرائيل. وتضامنًا مع أوكرانيا، علَّقت دول مثل مولدوڤا دخول الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى أوكرانيا عبر مجالها الجوى، ورهنت إعادة فتح المجال بموافقة كييڤ.

ولتحييد الـ «حريديم»، وتفادى ردود الأفعال الساخطة داخل الائتلاف الحكومى وخارجه، أجرى نتانياهو اتصالًا هاتفيًا هو الأول من نوعه منذ 9 أشهر بالرئيس الأوكرانى ڤلوديمير زلينسكى، وتعهدت إسرائيل خلال اجتماعات سرِّية استبقت الاتصال بالتجاوب مع مطالب أوكرانيا وفى طليعتها «التعامل اللائق مع المواطنين الأوكرانيين داخل إسرائيل، وتمديد صلاحية تأشيرات الأوكرانيين المقيمين فى إسرائيل حتى 31 يناير المقبل، والسماح للشريحة ذاتها بالحصول على تصاريح عمل حتى نهاية تاريخ تمديد التأشيرات»، حسب قرار مفاجئ لوزير الداخلية موشى أربيل.

قبل الاتصال الذى أنهى قطيعة نتانياهو وزلينسكى، كان الأول قد تلقى رسالة سريَّة من الوزير المعنى بتنظيم رحلات الـ«حسيديم» إلى أوكرانيا مئير باروش، أوضح فيها أنه «دون تدخل شخصى وسريع من نتانياهو، فمن غير المستبعد اندلاع أزمة على حدود أوكرانيا»، لاسيما فى ظل الحشدود اليهودية الهائلة، المقرر تدفقها على مدينة «أومان» فى رأس السنة اليهودية.

رغم اتصال نتانياهو بزلينسكى، والتسهيلات المقرر منحها للأوكرانيين فى إسرائيل، لم تعلن كييڤ أو حتى حليفتها مولدوڤا صراحة تغيير موقفهما السابق من إسرائيل، لكن نتانياهو لم يكترث بانتظار الإعلان واعتبره تحصيل حاصل، وتفرغ فقط لاستكمال لعبته المزدوجة،فبينما يفرض الغرب وفى مقدمته الولايات المتحدة عقوبات مؤلمة على موسكو، قررت حكومة تل أبيب انفتاحًا مفاجئًا على روسيا، ووقعت معها دون سابق إنذار پروتوكولات اتفاق ثقافى، يسمح للجانبين بالتعاون فى إنتاج أفلام سينمائية مشتركة.

ولم يتمكن نتانياهو من إخفاء مآربه من الاتفاق الثقافى المفاجئ مع موسكو، خاصة وأن الأخيرة سعت منذ 15 عامًا إلى تمريره دون تجاوب،لكن تل أبيب التى تخشى إثارة الدب الروسى بعد استئناف الانفتاح على زلينسكى، بادرت هى بعرض توقيع الاتفاق فى هذه المرة، واعتبرته ضمانًا لاستمرار استقرار العلاقات بين الجانبين، حسب تقرير نشرته «يديعوت أحرونوت» للكاتب إيتمار آيخنر. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة