علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

الـ «بريكس» وتحدى الدولار

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 20 سبتمبر 2023 - 09:30 م

ما تمخضت عنه قمة بيريكس فى جنوب أفريقيا مجرد خطوة على طريق طويل وشاق، لكسر همينة الدولار على المشهد العالمى.

الإفراط فى التفاؤل يعنى منح ما يسعى إليه الذين عانوا من تغول الدولار ثقة سابقة لأوانها، والتقييم الصحيح لتوسيع نطاق عضوية بيريكس، يمثل أيضا خطوة مهمة فى سبيل بناء نظام مالى ونقدى واقتصادى دولى أكثر عدالة، وإطلاق عملة جديدة لا يمثل سوى بند واحد، أو مفردة فى هذا السياق، وأحسب أن من يقومون على البنيان المأمول يعوون ذلك تماما.

ولمن ضرب ذاكرته النسيان، يجب أن يتذكر ما صاحب ميلاد اليورو من آمال عريضة، وصلت إلى درجة إطلاق العد التنازلى لليوم الذى يحتل فيه الساحر الأوروبى عرش الدولار، لكن هذا الأخير استطاع أن يمارس دوره فى الهيمنة، وبرع الأمريكيون فى توظيفه كأداة للضغط ليس على الصعيد الاقتصادى فحسب، ولكن على المستوى السياسى أيضا.

وربما كان ذلك بحد ذاته أحد الدوافع القوية وراء التفكير فى بناء البريكس، ثم  التفكير مليا فى توسيع دائرته، بعد ترو وحسابات معقدة، حتى لا يضم فى صفوفه من يلعب دور حصان طروادة لحساب واشنطن ودولارها.

إنها معركة النفس الطويل، والصبر الاستراتيجى الذى يجب على تجمع بريكس أن يتحلى به فى كل نقلاته على رقعة الشطرنج، قبل أى حركة، ربما بالاستفادة من الدروس التى تجلت عبر تجربة اليورو.

لقد اعتبر الذين أرخوا للقرن العشرين أن أحد أهم أحداثه تمثل فى مولد اليورو، لكن النتائج حتى الآن وربما غدا وبعد غد لم ولن تكون بحجم ما كان مأمولاً، ولعل أحد أهم معالم القرن الحادى والعشرين سوف يكون ميلاد البريكس وعملته المرتقبة، وقدرة دوله على الوصول لدرجة من التنسيق العالى، التى تضمن نفوذا وتأثيرا دوليا تجسده عملته التى لم نعرف لها اسما حتى الآن!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة