كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: كان يوم سبت

كرم جبر

الجمعة، 22 سبتمبر 2023 - 09:02 م

كان يوم سبت 6 أكتوبر 1973 "عشرة رمضان" والمصريون صائمون، وعندما فتحت الراديو للاستماع لنشرة الساعة الثانية والنصف ظهراً، جاءت البشرى
بسم الله الرحمن الرحيم

قام العدو الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم بمهاجمة قواتنا بمنطقتى الزعفرانة والسخنة بخليج السويس بواسطة تشكيلات من قواته الجوية عندما كانت بعض من زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربى للخليج، وتقوم قواتنا حاليًا بالتصدى للقوات المغيرة.

وتوالت البيانات وقواتنا المسلحة العظيمة تقوم بالرد على إسرائيل والهجوم على مواقعها الحصينة فى سيناء.

"الله أكبر" كانت كلمة السر.. الله سبحانه وتعالى كافأ الشعب الصابر بالنصر العظيم، وكانت إرادته فوق إرادة العدو، الذى حصن خط بارليف وجعل اقتحامه مستحيلاً حتى بقنبلة ذرية.

وتذكرت يوم هزيمة 5 يونيو، يوم وقف الشعب المصرى مناشداً الرئيس جمال عبد الناصر أن يرجع عن استقالته، وأن يستكمل بناء القوات المسلحة لتحقيق الانتصار، وبعد ساعات من الهزيمة لقن ابطالنا القوات الاسرائيلية درسا فى معركة رأس العش.. وتذكرت المعجزة التى حققها بطل الحرب والسلام الرئيس السادات.

هل يعرف شباب اليوم معجزات صنعها شباب الجيش فى ذلك الوقت لقهر المستحيل؟، عن "مدافع المياه" التى أذابت خط بارليف وقصة حياة المهندسين الذين اخترعوها وكيف نجحوا فى تصنيعها فى ألمانيا، بحجة إطفاء حرائق البترول الهائلة؟.. وكانت إسرائيل تزعم أنه لن يتم تحطيمه ولو بقنبلة ذرية.

هل يعرفون شيئاً عن صائد الدبابات "عبد العاطي" و"محمد" الذى رفع أول علم فوق سيناء، وبقية أبطال الصاعقة الذين تم إنزالهم خلف خطوط العدو؟، استطاعوا أن يقهروا الدبابات والمدرعات الإسرائيلية، بمدافع الهاون التى تحملوها فوق أكتافهم، وغيروا الفكر العسكرى التقليدى فى حروب الصحراء.

هل يعرف شبابنا شيئاً عن خطة الخداع الاستراتيجى التى ضللت العدو فتصور أن الحرب مستحيلة، ولم يتخيل أن هناك حرباً قد بدأت رغم أن قواتنا كانت تعبر القناة بالفعل؟.. وكان السادات عظيماً فى الخطط الخداعية، والحرب خدعة.

هل يعرفون شيئاً عن أعظم خطة فى التاريخ لإتلاف خزانات النابالم الرهيبة التى كان من الممكن أن تحوّل القناة إلى بحيرة من جهنم، إذا حاولت القوات المصرية عبورها؟، فذهب إليها أبطال الصاعقة فى الضفة الشرقية وقطعوا المواسير الموصلة للقناة.

هل يعرفون شيئاً عن الثغرة، بعد تسلل القوات الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة، وكيف دخل العدو المصيدة بعد أن خطط لإدخال الجيش الثالث المصرى فى المصيدة؟

وتجسدت عبقرية السادات فى فهمه الواعى لموازين القوى فى عصره، فأمريكا تريد أن تحسِّن صورتها فى المنطقة، وإسرائيل تسعى للسلام مدفوع الثمن بعد حرب أكتوبر، والاتحاد السوفيتى على وشك ان يتفكك ويتحول إلى جمهوريات مستقلة وزعماء دول الرفض أسرى شعارات النضال بالخطب دون أن يقدموا أى تضحيات.

اختار السادات حرب الكرامة وسلام الشجعان، والدرس المستفاد: قوتك فى ذاتك وليست فيما يريده الآخرون، أو كما يقول جبران خليل جبران "الحق يحتاج إلى رجلين، أحدهما ينطق به والآخر يفهمه".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة