د. إبراهيم منصور: أم كلثوم الأيديولوجيا والشعر والغناء
د. إبراهيم منصور: أم كلثوم الأيديولوجيا والشعر والغناء


د. إبراهيم منصور: أم كلثوم الأيديولوجيا والشعر والغناء

أخبار الأدب

السبت، 23 سبتمبر 2023 - 12:30 م

فى شهر يونيو الماضى أهدانى الدكتور أحمد يوسف على نسخة من كتابه «أم كلثوم: الشعر والغناء» فوجدت فيه إضافة جديدة لتلك الكنوز التى زخرت بها المكتبة العربية حول هذه الفنانة المبدعة. 
أما المؤلف الدكتور أحمد يوسف على فقد عرّف بنفسه فى آخر الكتاب، بأنه ناقد وصحفى وأستاذ للنقد والبلاغة فى جامعة الزقازيق، كما أنه نشر عددا وفيرا من الكتب الأكاديمية منها: «نظرية الشعر: رؤية لناقد قديم» و «قراءة النص: دراسة فى الموروث النقدى» و الاستعارة المرفوضة فى الموروث البلاغى والنقدى» وقد تُوّجت جهود الدكتور أحمد يوسف بحصوله على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب ٢٠٢٣.

اقرأ ايضاً |د. محمد عبد القادر :ضحكت تانى: حين يضىء الموت ظلام الزوايا المعتمة

كتاب «أم كلثوم الشعر والغناء» صادر عن «مركز أبو ظبى للغة العربية» (٢٠٢٣) وهو مجلد أنيق، معتنى بإخراجه، وورقه، وطباعته، وغلافه عناية فائقة، ويقع فى ٣٠٠ صفحة من القطع المتوسط.

قسم المؤلف كتابه إلى بضعة أقسام سماها مباحث، سبقها بتصدير قصير للصحفى المصرى المخضرم الأستاذ رأفت السويركى، أما فصول الكتاب فهى خمسة: الشعر والغناء، غناء القصائد، شوقيات أم كلثوم بين التلقى وتاريخ الأدب، أم كلثوم تؤلف الأطلال، الخطاب الشعرى والأيديولوجيا، وأخيرا مسرد المصادر والمراجع، وقد وضع فيه المؤلف ١٩ كتابا.

الشعر والغناء
أما الجانب الذى يعالجه كتاب “أم كلثوم الشعر والغناء” فهو جانب الغناء الذى يرتبط بالشعر القديم والشعر الحديث، وأغراض الغناء هنا ثلاثة:
١-الغناء للوطن
٢-الغناء للعاطفة الفردية
٣- الغناء للعاطفة الدينية

والشعر هنا هو القصيدة والمقطوعة المكتوبة ب اللغة الفصحى، الملتزم بنظام الشعر الموزون المقفى أو الوزن الخليلى، وقد نوّه المؤلف بكتاب صدر قبل كتابه هو «أم كلثوم فى الشعر العربى، دراسة فى علاقة الشاعر العربى بالغناء» للدكتور إبراهيم عبد العزيز زيد (القاهرة ٢٠١٣).

ويقول المؤلف «حين غنت أم كلثوم للشعراء كان لديها أشكال غنائية معروفة وهى: الدور والطقطوقة، والموال، والموشح، والمنولوج، والقصيدة الشعرية، وقد غنت فى هذه القوالب ولكنها انحازت منذ البداية للقصيدة، حيث ينقل عنها قولها «أعتقد أن أهم ما يكتب عنى بعد موتى، أننى نقلت الجمهور من الإسفاف الذى كان يعيشه إلى مستوى «إن حالى فى هواكِ عَجَب» و«الصّبُّ تفضحُه عيونه» و رباعيات الخيام» (ص ٤٧).

ربما يكون أول إسهام فى معالجة علاقة الشاعر الحديث بالغناء هو القسم السادس الواقع فى الجزء الثانى من كتاب «الشوقيات المجهولة» (١٩٦١) الذى كتبه المؤرخ المصرى الدكتور محمد صبرى (السوربونى) وفى هذا الفصل رصْدٌ لشعر الغناء عند شوقي، فذكر جميع القصائد التى كتبت بالعامية والفصحى للمطربة مَلَك، ول عبده الحامولى ول محمد عبد الوهاب، كما ذكر نص أغنية «سلوا كؤوس الطلا» التى غنتها أم كلثوم، وقال «هذه القصيدة نُظمتْ خصيصا لأم كلثوم». 

أما أول كتاب عالج موضوع الشعر والغناء عند أم كلثوم، فهو كتاب «حنفى المحلاوى» وعنوانه «شعراء أم كلثوم» (القاهرة ٢٠٠٠) وهو كتاب يعالج جميع الأغنيات التى شدَت بها أم كلثوم، فقسم كتابه إلى بابين: الباب الأول- شعراء الفصحى، شعراء من التراث : (أبو فراس الحمداني- ابن النبيه المصري- الشريف الرضى- عمر الخيام- العباس بن الأحنف- بكر بن النطاح- صفى الدين الحلي)  و شعراء معاصرون من البلاد العربية الإسلامية ، هم: (الأمير الثانى من شعراء الفصحى هم شعراء معاصرون من البلاد العربية الإسلامية وعددهم سبعة هم: (الأمير عبد الله الفيصل (السعودية) نزار قبانى (سوريا) الهادى آدم (السودان) على أحمد باكثير (اليمن) أحمد العدوانى (الكويت) جورج جرداق (لبنان) محمد إقبال (باكستان).

القصائد
فى كتاب الدكتور أحمد يوسف على «أم كلثوم الشعر والغناء» يرصد المؤلف جميع النصوص التى غنتها أم كلثوم وعددها ٣١٠ أغنيات، ويحدد المؤلف عدد النصوص الشعرية (قصائد ومقطعات) فيقول إنها تبلغ ٩١ نصا، نصيب أحمد رامى منها ٢٨ قصيدة ومقطوعة ونشيداً، أولها «الصبُّ تفضحه عيونه» (١٩٢٤) وآخرها «أقبل الليل» (١٩٦٩) (ص٥٢).

اشتغل المؤلف بالإحصاء وبالتاريخ لعمل أم كلثوم واختيارها للشعر، لكنه أيضا اشتغل بتحليل النصوص، فقرأ المؤلف القصائد فى سياق تلحينها وغنائها، كما فعل فى تحليله لقصيدة “جورج جرداق” (هذه ليلتي) المكونة من ١٦ بيتا، وقد غنتها أم كلثوم عام ١٩٦٨، بعد الهزيمة:
هذه ليلتى وحُلْمُ حياتى        بين ماضٍ من الزمان وآتِ.
الهوى أنتَ كله والأمانى      فاملأ الكأسَ بالغرام وهاتِ.

وقد أبدع عبد الوهاب لحنا راقصا، ناسب الغزل الجرىء، ثم يقول المؤلف، إن أم كلثوم قد استدعت من تاريخها العريق صورة الفتاة الريفية الفقيرة التى غزت القاهرة ولم تنكسر فى بداية عشرينيات القرن العشرين، فكان من استحضار تجربة الانتصار الشخصى استحضارا لتجربة الصمود الوطنى وواجب الدفاع عن الأرض والعرض (ص. ٦٢- ٦٤).


قسم المؤلف القصائد التى غنتها أم كلثوم إلى أربعة أقسام: ( قصائد طويلة – قصائد متوسطة – قصائد قصيرة – مقطوعات) وهو تقسيم يراعى القسمة العربية الشائعة عند نقاد الشعر القديم، فالقصيدة غير المقطوعة وغير الرَّجَز، والقصيدة هى ما زاد على سبعة أبيات، أما ما كان أقل من ذلك فهو مقطوعة، والمؤلف قسم القصائد ثلاثة أقسام قصيرة ومتوسطة وطويلة.

لقد غنت أم كلثوم لخمسين شاعرا من العرب والمصريين والمسلمين (محمد إقبال وعمر الخيام)  وقد رتب المؤلف الشعراء العرب القدماء على العصور الأدبية كما يعرفها أساتذة الأدب العربي، مع أن هذا قد لا يوافق ذهنية القارئ العام، الذى يمكن له أن يدرك تتابع القرون لا العصور الأدبية.

شوقيات أم كلثوم
يطرح المؤلف سؤالا ويجيب عنه، والسؤال هو: ما شوقيات أم كلثوم؟ ولماذا لم تغنِ أم كلثوم لشوقى فى حياته مثلما غنى محمد عبد الوهاب؟ 
لقد بدأت أم كلثوم فى غناء القصائد مبكرا، فغنت من تلحين أستاذها «أبو العلا محمد» الذى لحن لها قصائد لـ«صفى الدين الحلى» ولـ«ابن النبيه المصرى» وغيرهما فى بداية مشوارها  (ص. ١٠٠- ١٠١).

أما شعر أحمد شوقى (١٨٦٨- ١٩٣٢) فقد غنت منه أم كلثوم تسع قصائد هى:
١-المُلك بين يديك إقباله (١٩٣٦)
٢-سلوا قلبى (١٩٤٦)
٣-سلوا كؤوس الطلا (١٩٤٦ )
٤-ريم على القاع (نهج البردة ١٩٤٦)
٥-نجا وتماثل رُبَّانها (السودان ١٩٤٦)
٦-ولد الهدى (الهمزية النبوية ١٩٤٦)
٧-النيل (١٩٤٩)
٨-بأبى روحى والناعمات الغيد (١٩٥٤)
٩- إلى عرفات الله (١٩٦٥)

يعرض المؤلف فى قسم معتبر من الكتاب (ص. ١٠٤- ١٧٦) تلك القصائد التسع التى غنتها أم كلثوم، تحت عنوان “شوقيات أم كلثوم بين التلقى وتاريخ الأدب” وفى هذا القسم من الكتاب يحاول المؤلف الربط بين النصوص وسياق إنشائها فى حياة شوقي، ثم فى سياق تلحينها وغنائها كما فعلت أم كلثوم، وقد أعطى المؤلف للنص الشعرى أغلب عنايته من التحليل.

ثم خصص الكاتب الصفحات من ١٧٧- ٢٨٨ لتسجيل النصوص كاملة تحت عنوان “شوقيات أم كلثوم.. شوقيات شوقي” فيقوم أولا بوضع نص الأغنية، ثم يضع بعدها النص الكامل للقصيدة المأخوذة منها الأغنية. لكن هذا القسم ينقصه أمران يتعلقان بإخراج النص وإخراج الكتاب، فقد وردت الأبيات فى الأغنية وفى القصيدة جميعا بدون ترقيم، ولجأ المؤلف إلى مقارنة المقاطع، مما أربك القارئ، فأم كلثوم لا تلتزم باختيار مقاطع وإنما تختار أبياتا من القصيدة، والطريقة التى اتبعها المؤلف هنا هى طريقة حنفى المحلاوى قبله.

ولم تكن طريقة سهلة ولا مفيدة للقارئ لكى يقارن الأغنية بالقصيدة بدون معاناة. بل إن الدكتور محمد صبرى - وهو أسبق من حنفى المحلاوى ومن د. أحمد يوسف- قد أثبت فى كتابه الشوقيات المجهولة الاختلافات بين نص الأغنية ونص القصيدة على نحو أكثر وضوحا، وخاصة أنه حقق الأمر بالرجوع للمطربة مَلَك ولأحمد رامي، وذِكْر أحمد رامى هنا مهم جدا لأن الدكتور صبرى السربونى ذكر أن رامى تدخل بنفسه فى تعديل كلمات قصيدة «سلوا كؤوس الطلا».

أم كلثوم تؤلف الأطلال
خصص المؤلف فصلا كاملا بعنوان «أم كلثوم تؤلف الأطلال» (ص.٢٢٩- ٢٦٨) وقد نجح المؤلف فى الوقوف على التعديلات التى أجريت على قصيدة الأطلال كما غنتها أم كلثوم (١٩٦٦) فقصيدة الأطلال الأصلية كتبها إبراهيم ناجى (١٨٩٨- ١٩٥٣) ونشرها فى ديوانه «ليالى القاهرة» وتقع فى ١٣٤ بيتا، مقسمة إلى مقاطع تتغير فيها القافية وحرف الرَّويّ من مقطع إلى آخر، لكن المؤلف تجاهل أيضا ترقيم الأبيات سواء فى الأغنية أو فى القصيدة، فصعّب على القارئ تتبع التغييرات والفروق بين القصيدة الأصلية والأغنية، وقد انشغل المؤلف كثيرا بمقارنة المقاطع مع أن أم كلثوم لا تختار مقاطع كاملة كما قلنا، وقد أراد المؤلف الوقوف على التغييرات التى أجريت على نص إبراهيم ناجى الأصلي، حيث اقتبست أم كلثوم سبعة أبيات من قصيدة أخرى للشاعر هى قصيدة “العودة” المنشورة فى ديوان “وراء الغمام” وهذا التغيير الكبير فى الأغنية لم يتوصل إليه حنفى المحلاوى فى كتابه. فالأطلال الأغنية تقع فى ٣٢ بيتا، والأبيات السبعة المأخوذة  من قصيدة “العودة” هي:

هل رأى الحب سكارى مثلنا 
كم بنينا من خيال حولنا
ومشينا فى طريق مقمر      
تثب الفرحة فيه مثلنا
وضحكنا ضحك طفلين معا 
وعدونا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعدما زال الرحيق 
فأفقنا ليت أنا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى  
وتولى الليل والليل صديق
وإذا النور نذير طالع  
وإذا الفجر مطل كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها 
وإذا الأحباب كل فى طريق 
هذه الأبيات وضعت بين أبيات الأطلال فى الترتيب ١٩ -٢٥. بين أبيات الأغنية ال٣٢. 
يجب هنا أن نقر المؤلف على أمر فعله، ولا نقره على أمر لم يفعله، إن تأكيد المؤلف على قوة شخصية أم كلثوم وقدرتها على الاختيار، هو أمر مسلم به وقد زعم المؤلف أن أم كلثوم صارت مؤلفة فى جميع ما غنت من قصائد وخاصة لكل من شوقى وإبراهيم ناجي.

أما الأمر الذى تجاهله المؤلف فهو دور الشاعر “أحمد رامي” (١٨٩٢- ١٩٨١) الذى كان بجوار أم كلثوم طوال الوقت، وإن تغيير كلمة “الشاعر” إلى كلمة “السَّاهر” فى الأطلال وكذلك تغيير “مشيئة الحظ” إلى “مشيئة الحق” قد توافق فعلا عقل أم كلثوم لا عقل الشاعر، لكن هذا يختلف عن اختيار الأبيات، هذا فعل يقوم به شاعر، وقد قام من قبل بتغيير لفظ فى بيت شوقى «ألقت إلى الليل سَحَرَا نافرا ورمت» فى سلوا كؤوس الطلا إلى: «ألقت إلى الليل جِيدا نافرا ورمت»

 لذلك كان لابد من الاعتراف بدور أحمد رامى فى العمل الذى كانت أم كلثوم تقوم به مع الموسيقيين وأهمهم  رياض السنباطى (١٩٠٦-١٩٨١)

الغناء والأيديولوجيا
الفصل الأخير من كتاب «أم كلثوم الشعر والغناء» عنوانه الأيديولوجيا والنص الشعرى (ص.٢٧١-٢٩٥) حاول فيه المؤلف أن يحلل ويربط بين النصوص المختارة للغناء وأيديولوجيا المغنية وهى أم كلثوم، واستخدم المؤلف مصطلحات كثيرة من حقل «علم لغة النص» مثل: نظام النص، والانسجام، وإنتاج النص، والسبك اللغوى، السياق المقامى ..إلخ، والمؤلف يرى أن أيديولوجية أم كلثوم هى المحدد لاختياراتها، التى قد تختلف عن أيديولوجيا الشاعر، فهى تختار من قصيدة «سلوا قلبى» المتعددة الموضوعات أبياتا تناسب فكرتها هى عن شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) (ص ٢٨٠) ويرى المؤلف أن أم كلثوم كانت فى فترة المد القومى قد حسمت أمرها فى رؤيتها للعالم، وهى رؤية لا تميل نحو الفرعونية، كما دعا لها محمد حسين هيكل، ولا للبحر المتوسط كما دعا لها طه حسين، ثم يقول «النصوص التى قدمتها أم كلثوم كانت نصوصا تمثل نموذجية الشعر الكلاسيكى، ومع ذلك لا تقدم صورة للعالم مستدعاة من الماضى، ولا تشير إلى فردوس مفقود، يحن إليه الحاضر، ويبكى على أطلاله، ولكنها تستدعى التاريخ بما فيه من نماذج الشخصيات والمواقف، تدعيما للواقع الاجتماعى الموازى» (ص٢٨٤).

وما دمنا نتحدث هنا عن الفكر وعلاقته بالغناء ورأى المؤلف الذى أكده بقوله «رسخت هذه النصوص التى غنتها أم كلثوم، وما زالت، كل هذه المفردات الثقافية والوجدانية والفكرية عند المصريين، وعند غيرهم ممن يتحدثون العربية؛ رسخت أن مصر أم الدنيا، وأنها مبتدأ التاريخ ومهد الحضارة... إلخ. (ص ٢٩٥) ولكن هذه المفاهيم عينها هى التى دفعت كثيرين من الباحثين والمعلقين لأن يتهموا أم كلثوم بجَرّ المصريين والعرب إلى لون من الاستنامة والترهل العاطفى، حتى جعل الكاتب اللبنانى «سليم نصيب» روايته الخيالية عن أم كلثوم بعنوان « أمّ OUM » أى أنه من طرف خفى أراد أن يشير إلى هذه الأبوية وتلك الأمومة التى تمتعت بها شخصية جمال عبد الناصر (١٩١٨ – ١٩٧٠) من ناحية وأم كلثوم نفسها من ناحية أخرى، لذلك وجدنا الشاعر اللبنانى بسام حجّار يترجم الرواية بعنوان «كان صرحا من خيال (أم كلثوم) ليشير إلى هذا الحلم الذى تهاوى كما يتهاوى صرح من رمال.

نظرية التأثير  
إن التأثير الذى مارسته أم كلثوم دفع الباحثة الأمريكية «فرجينيا دانيلسون» فى كتابها «صوت مصر، أم كلثوم» أن تبحث فى قوة التأثير الذى مارسته أم كلثوم على المجتمع المصرى فى إطار «الأنثروبولوجيا الثقافية» أو «نظرية الممارسة» وهو تأثير لا يضاهيه إلا تأثير جمال عبد الناصر، وإن كانت صورة عبد الناصر تُستدعى كثيرا بعد موته، فإن أم كلثوم حاضرة بصوتها وأدائها فى وجدان الشعب العربى حضورا دائما، وقد انتقدت عالمة الاجتماع اللبنانية «دلال البزرى» التأثير السلبى للثقافة المصرية فى كتاب اتخذت من عبارة تغنيها أم كلثوم عنوانا له «مصر التى فى خاطرى» هدمت فيه الصورة المثالية التى ورثتها وأحبتها عن مصر والمصريين، وذلك بسبب ما جرى فى مصر زمن حسنى مبارك (١٩٨١- ٢٠١١) 

سيبقى التأريخ لمائة وخمسين عاما من الثقافة المصرية والعربية منذ عاد رفاعة الطهطاوى من فرنسا (١٨٣٠) وحتى حرب أكتوبر، أو  موت طه حسين (أكتوبر١٩٧٣) مجالا للكتابة والبحث، وفى جانب من هذا البحث يحتل الشعر والغناء مكانة بارزة، وأم كلثوم هى سيدة هذا المجال، فهى “صوت مصر” لذلك كان من حق الدكتور أحمد يوسف علينا أن نشكره على كتابه، وأن نحث القراء للاطلاع عليه لما فيه من فائدة ومتعة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة