وزيرة الثقافة خلال حوارها مع «الأخبار»
وزيرة الثقافة خلال حوارها مع «الأخبار»


نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة: نعمل على اكتشاف المواهب وتنميتها لأبناء القرى

أسماء حجاج

السبت، 23 سبتمبر 2023 - 08:52 م

إدخال النشاط الفنى فى المدارس يُسهم فى اكتشاف المزيد من المبدعين

أكدت نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة أن فيلم «أقنعة وكنوز» الذى سيتم عرضه قريبا هو تعاون ثقافى مهم بين مصر والصين، وأضافت -فى حوار مع «الأخبار» خلال مشاركتها فى منتدى بكين للثقافة- أن الفيلم يستعرض أوجه التشابك العميق بين الحضارتين المصرية والصينية، وشددت الكيلانى على أن الوزارة لها خطة لتحقيق العدالة الثقافية فى جميع محافظات مصر ولا يتم التركيز فقط على العاصمة، وأشارت إلى أن هناك اهتماما كبيرا بمسرح الدولة.. وإلى نص الحوار.

 بداية.. حدثينا عن زيارتك للصين والمشاركة فى منتدى بكين للثقافة.
أولا أشكركم على الاهتمام، ثانيا مشاركة مصر فى منتدى بكين الثقافى تأتى فى إطار اتفاقيات التبادل الثقافى بين مصر والصين وكان هناك العديد من الفعاليات الثقافية الممتدة بدأت مع توقيع اتفاقية التبادل الثقافى أو بمعنى أدق تجديد الاتفاقية لأنه بالطبع التبادل الثقافى بين البلدين بدأ منذ عام 1958. فى 2014 وبعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للصين وأعقبها زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى مصر بدأت الفعاليات الثقافية الممتدة والتى كان آخرها هذا المنتدى الثقافى الذى نشارك فيه.
 يتم الآن الاستعداد لعرض فيلم «أقنعة وكنوز» وهو انتاج ضخم. ما دوره فى تعزيز العلاقات بين مصر والصين؟
السينما دائما هى أداة من أدوات التواصل الإنسانى فى المجالات الثقافية بمعنى أن الفيلم يمكن أن يوصل رسالة أو أن يعرف شعوبا على حياة شعوب أخرى، لدينا أفلام قوية غيرت أمورا كثيرة فى الحياة وغيرت قوانين مثل فيلم «أريد حلا».
فيلم «أقنعة وكنوز» فيه رسالة ثقافية وتاريخية مهمة جدا تستعرض أوجه التشابك العميق بين الحضارة المصرية والحضارة الصينية، وفى نفس الوقت ينقل رسالة أن الحضارات القديمة أو الحضارات الإنسانية بشكل عام هى شجرة وتخرج منها الفروع فدائما الأصل الإنسانى واحد.
هل هناك فعاليات أخرى خلال الفترة القادمة تعزز التعاون بين البلدين فى إطار مبادرة الحزام والطريق؟
 بالطبع سيكون هناك مزيد من الفعاليات فى إطار مبادرة الحزام والطريق، التبادل الثقافى مستمر بين مصر والصين بشكل عام، وحينما يكون هناك مناسبة خاصة جدا مثل الحزام والطريق يكون هناك تفاعل على المستوى الثقافى يعزز المبادرة أو الحدث.
 معظم محافظات مصر أو المناطق يكون لها خصوصية ثقافية مثل النوبة والبدو. كيف نصنع منها مركز جذب ثقافى يتم الترويج له خارجيا على غرار مدينة «أصيلة» المغربية التى تحولت من مدينة هامشية إلى مركز إشعاع ثقافى فى القارة؟
لدينا فعاليات ثقافية كثيرة فى مصر فى مختلف الأنحاء وهناك فعاليات تنظم منذ سنوات وتم إعادة النظر في طريقة تقديمها، هذا الملف مهم جدا لأنه يخرج عن النطاق التقيلدى بالتركيز على العاصمة فى كل الأحداث الثقافية لدينا منتدى الأقصر للتصوير نستضيف فيه الفنانين التشكيليين يزرون المحافظة ويتفاعلون مع الطبيعة والناس وينتجون هذا فى صورة لوحات فن تشكيلى، مثل «سمبوزيوم أسوان للنحت» إلى جانب مهرجان سينما المرأة أو مهرجان السينما الأفريقية الذى يقام فى أسوان، نحن لدينا فى الوزارة طوال الوقت ملف التفاعل مع المناطق الحدودية مهم جدا ليس فقط عن طريق إقامة الفعاليات الدولية ولكن أيضا عن طريق ربط أبناء هذه المحافظات بجميع المحافظات الأخرى، ولدينا مشروع مهم جدا فى الوزارة هو مشروع «شباب مصر» هدفه التبادل الثقافى والتفاعل الإجتماعى بين أبناء المناطق الحدودية مثل أسوان وحلايب وشلاتين والعريش ننظم لهم أسبوعا ثقافيا فى منطقة من المناطق ويتفاعلون مع بعضهم البعض ويظلون على تواصل ويشعرون بنوع من الانتماء والارتباط بالدولة وليس فقط المنطقة التى يعيشون فيها.
 هناك اتهام من الأقاليم لهيئة قصور الثقافة بأن العاصمة تحظى دائما بنصيب الأسد فى الفعاليات الثقافية. هل هناك استراتيجية للوزارة لتحقيق «العدالة الثقافية» فى جميع أنحاء مصر؟
طبعا هذا موجود، والوزراة تعمل عليه وهناك مشاريع عديدة لتحقيق العدالة الثقافية ومفهوم العدالة الثقافية غير مرتبط فقط بوجود مكان ولكن هناك مناطق لا يوجد بها مكان لإقامة النشاط الثقافى، لدينا «حياة كريمة» وهو مشروع قومى وزارة الثقافة لها دور مهم جدا فيه لأن كل القرى التى تدخلها حياة كريمة لتطوير الحياة فيها من كافة النواحى يكون هناك اهتمام بالثقافة عن طريق القوافل الثقافية التى تعمل مع أبناء هذه القرى فى اكتشاف الموهوبين وتنمية موهبتهم وقدرتهم وربطهم بأقرب قصر ثقافة حتى يرعى الموهبة بجانب الندوات التوعوية والحفاظ على الحرف التراثية وتمكين المرأة من خلال التدريب على الحرف التراثية وإقامة المشروعات الصغيرة، هذا الملف تتعاون معنا فيه وزارة التضامن بصورة كبيرة جدا.
 مصر مليئة بالمواهب التى تحتاج لاكتشافها لذلك جاءت فكرة مسابقة «المبدع الصغير» تحت رعاية السيدة انتصار السيسى قرينة الرئيس وهى خطة جادة ومهمة. فى رأيك هل الأمر يحتاج إلى استراتيجية مبتكرة للإسهام فى اكتشاف مزيد من المواهب المختلفة؟
«المبدع الصغير» هى بالطبع مسابقة للكشف عن المواهب حتى عمر 18 عاما ترعاها السيدة الأولى انتصار السيسى وهى مسابقة تلقى اهتماما كبيرا جدا لأن المواهب الإبداعية هى ثروة بشرية مهمة جدا وعلينا الحفاظ عليها وتنميتها، فى الدورة الثالثة من «المبدع الصغير» أعلنا عن البدء لترتيب فرع من «المبدع الصغير» لأبناء مصر فى الخارج وهى خطوة مهمة جدا لربط الجيل الثالث والجيل الرابع بالوطن الأم، ومن المؤكد أن هذا سيكون له دور مهم جدا فى تنمية الانتماء، فمثلا إذا كان لدينا مسابقة للشعر والقصة القصيرة وللغناء فالطفل سيكون حريصا على أن يتابع ما يحدث ويشارك، وبهذا يتم ربط الجيل الثالث والرابع بالوطن وهذا ينمى روح الانتماء ويجعل هناك قناة من قنوات التواصل إلى جانب أن «المبدع الصغير» فى الدورة الثانية لها أصبح لها فرع للأطفال ذوى القدرات الخاصة وطبعا هم لديهم كثير من المواهب ونحن نرعاهم ولدينا الآن فنانون منهم فى «مركز تنمية المواهب» يكملون تدريبهم ومنهم من شارك فى مسابقات دولية وحصل على جوائز واحتفلنا بهم.
نحن نرعى المواهب وننميها، مثلا من يكتب قصصا قصيرة يمكن أن يحضر ورش كتابة ونأخذ القصص التى كتبها وتراجعها لجنة وتطبع فى قصور الثقافة أو المجلس الأعلى للثقافة حتى إنه كانت لدينا طفلة عمرها 12 عام حصلت على جائزة العام الماضى وطبعنا لها القصص القصيرة الخاصة بها فى كتاب ونظمت حفل توقيع وكان جميلا جدا أن الأطفال كانوا يشترون الكتاب وهى توقع لهم وتلتقط معهم الصور، فى رأيى هذا ينمى الشخصية ويرفع ثقتها بنفسها ويكسبها خبرة ويجعلها نموذجا لغيرها من الأطفال.
 فى ضوء حديثك هناك تراجع للثقافة بين الأجيال الجديدة. هل يمكن أن يكون هناك بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم لإحياء الأنشطة الثقافية بالمدارس؟
التعاون مع الوزارات كان أول تكليف بعد حلف اليمين، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه بالتعاون بين الوزارات، الثقافة هى فكر وهذا الفكر يجب أن يذهب للفئة المقصودة بهذا الفكر حتى نعمل معهم، فالفكر بدون فئة مستهدفة كأنه لا شىء.
البروتوكول الموقع بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم كان ينص على تعليم الأنشطة الفنية فى المدارس، الحقيقة وزير التربية والتعليم مؤمن تماما بأهمية تعليم الفنون والرياضة حتى على مستوى الهواة، ليس مطلوبا أن يكون كل الطلبة فنانين ولكن يكفى أن يكون لديهم التذوق الفنى الصحيح بمعنى أن التذوق الفنى يرفع مستوى الوعى لدى الإنسان ويرقى بالذوق العام وبالتالى يؤثر على السلوك، لكن العمل على البشر يحتاج استدامة ووقتا طويلا جدا لأنه من الأشياء التى لا تظهر نتائجها بشكل سريع، أتمنى أن يستمر العمل على تنمية التذوق الفنى للأطفال فى المدارس لأن نتائجه ستكون مبشرة إلى جانب أن إدخال النشاط الفنى يساهم فى اكتشاف من لديه موهبة بالفعل بين الطلبة حتى يتم رعايتها.


 ما التجارب الثقافية التى أعجبتك خلال الزيارة للصين ويمكن أن نستفيد منها فى مصر؟
ما أعجبنى وأثار الدهشة لدىَّ هو الحرفية العالية جدا فى أداء الأنشطة الفنية، نحن نرى أعدادا كبيرة على المسرح فى الاحتفالات القومية الكبيرة، وطبعا الاحتفال يظهر حجم الجهد الذى بذل فى التدريبات حتى يظهر بهذه الصورة، فالحقيقة هم لديهم صبر وجلد والتزام يفوق الخيال وهذا شىء مبهر.
 المسرح من أهم القوى الناعمة المصرية. يلاحظ تراجع مسرح القطاع الخاص فى السنوات الأخيرة، الا تعتبر الفرصة سانحة لمسرح الدولة كى يكسب المعركة ضد الجهل والظلام، وهناك هيئات عديدة مرتبطة بالمسرح وفرق قصور الثقافة. هل هناك خطة لتطوير هذه الفرق ودعم حضورها الجماهيرى؟
الاهتمام بمسرح الدولة موجود. هذا العام قطاع المسرح فى وزارة الثقافة انتج 14 مسرحية فى فترات كثيرة ومختلفة منها الموسم الصيفى والأعياد كانت المسارح كاملة العدد وهذا شىء مبشر أتمنى أن يزيد، لا أريد أن اكتفى بمسرح العاصمة ولكن نحن الآن فى طريقنا لتفعيل نوادى المسرح بقصور الثقافة فى الأقاليم وأتمنى أن تكون هناك فرقة مسرح فى كل محافظة.

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة