عصام السباعى
عصام السباعى


يوميات الاخبار

يوميات فى حب الشارقة !

عصام السباعي

الإثنين، 25 سبتمبر 2023 - 08:01 م

هنا شاهدت الأمم المتحدة كما يجب أن تكون بكل برامجها ، واليونسكو بكل أنشطته كما ينبغي أن تتم ، وشاهدت عن قرب كيف يكون التسامح

الخميس :
دهشة كبيرة تصيب أصحابى ، إذا تصادف وعرف أى واحد منهم أننى قد اكتشفت منبع التنوير ، ومنبع النور ، وجامعة الأمم وحافظة التراث ، وشاهدة الحضارة ، وأعترف أننى قد أدركت ذلك متأخرا ، فمن يتخيل أن كاتب تلك السطور ، قد جاب مشارق الأرض ومغاربها ، ولم يزر الامارات إلا قبل عامين ، وعندها اكتشف ذلك ينبوع النور فى تلك الدولة ، وخاصة فى امارة الشارقة التى تتميز بخصوصية لا شبيه لها فى الحفاظ على التراث الانسانى والبيئى ، وأستطيع أن أقول من خلال المشاهدات لأحوال البلاد والعباد وشئون الاقتصاد ، والمعاملات والتعاملات، ومستويات التعايش بين الثقافات ، والتسامح بين المعتقدات ، و « فلسفة الحياة والعمل والنظام «،لو جاز لى استخدام ذلك المصطلح ،أن عاصمة النور توجد هنا فى ذلك المكان ، وهكذا خرجت تلك اليوميات تفيض حبا للشارقة ، وقد كان وجودى هناك فى اطار مشاركتى فى المنتدى الدولى للاتصال الحكومى الذى تنظمه سنويا حكومة الشارقة، من أجل فتح طاقات النور والأمل لكل العالم ،ويظهر ذلك بوضوح من خلال عنوانه الرئيسى «موارد اليوم .. ثروات الغد»، وكذلك موضوع إحدى جلساته الرئيسية «كيف نبنى للبشرية مستقبلاً مستداماً؟»،ولو تابعنا كم يهتم بانقاذ أهل وسكان الأرض ،هنا شاهدت الأمم المتحدة كما يجب أن تكون بكل برامجها ، واليونسكو بكل أنشطته كما ينبغى أن تتم ، وشاهدت عن قرب كيف يكون التسامح ، ولا ذلك القدر الذى لاحدود له من السماحة التى تفيض من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأعتقد أننى كنت محظوظا بالوجود وسط شخصيات وكلمات وتجارب ملهمة عظيمة ، قاماتهم الكبيرة لم تجعل نظرى يغيب عن أهم نجمات المؤتمر فى اعتقادى ، وهى السيدة إيساتو سيساى صاحبة لقب «ملكة التدوير»، وجذبتنى تجربتها فى تغيير واقع النساء فى مجتمعها ، من خلال إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية الضارة بالبيئة والإنسان والحيوان، لتصبح مصدرا للدخل وتحسين جودة الحياة، قصتها الملهمة بدأت بلقاء متطوعة أمريكية وانتهت بتجمع من خمس نساء نفذن مشروع إعادة التدوير ،وصناعة ملابس وإكسسوارات من الأكياس البلاستيكية، ويبعنها فى الأسواق، والكلام كثير ، وما يهمنى أن تسمحوا لى أن تكون كل فقرات اليوميات بطعم تلك الأيام التى قضيتها فى نبع النور .
علمانية فرنسا ..بين العباءة والكاهن !
الأربعاء :
لم أصدق أبدا أن باريس هى عاصمة النور ولا الحرية، لأن النور يحتاج إلى تسامح وقبول للآخر ، وهو موجود بصورة أكبر و درجة أعمق فى عواصم أوروبية كثيرة ومنها فيينا وبرلين ،وربما كانت موجودة بدرجة أكبر فى بلدان عربية مثل مصر والامارات والمغرب العربي، ورغم أننى كتبت كثيرا فى ذلك الموضوع من قبل ، وكنت أظن فى كل مرة أننى قد اكتفيت ، ولكنى أعود عندما تصدر الحكومة الفرنسية قرارا يجعلنى أواصل طرق تلك الرأس الصخرية المتعصبة ،التى واصلت ضغطها وتهميشها المزمن للمجتمعات الاسلامية ، فمع بدء الدراسة أصدر وزير تعليمها الجديد قرارا بحظر ارتداء « العباية» فى المدارس بوصفها رمزاً دينياً ،و ذلك على خلفية الرقم القياسى لتسجيل بلاغات انتهاك العلمانية ، وهو ما جعل « مجلس حُكماء العلمانية قيم الجمهورية» ، ينصح الوزير باتخاذ تدابير «حازمة» لتدارك الوضع،وتم المراد بصدور ذلك القرار ، لأن الحكومة الفرنسية بجلال قدرها ، ترى أن ارتداء العباية يهدد علمانية الدولة، و أعتقد أن هذه النوعية من العلمانية الغبية العمياء ، لا تهتم إلا بكل ماهو اسلامى ،فالثابت من الاحصائيات أن المسلمين الفرنسيين يواجهون تمييزاً كبيرا،حيث تزداد بينهم معدلات البطالة والفقر بنسبة أكبر ثلاث مرات من المتوسط العام لفرنسا ، ودخل سنوى أقل بنسبة 30 %، وأقرأ فى دراسة للدكتور الصادق رابح من كلية الاتصال بجامعة الشارقة دراسة ، تؤكد رسوخ سلوكيات العداء للمسلمين فى الوجدان الشعبى الفرنسى ، فهم يرونهم منذ قرون مجرد حثالة وبرابرة ، وحاول أن تفهم المعانى التحقيرية الموجودة فى أنشودة ملحمة رولان وغيرها ، التى يتناقل الفرنسيون مقاطعها منذ القرن الحادى عشر ، أو يمكنك السؤال عن تلك الصورة المسيئة التى رسمها الأدب الفرنسى للعرب وفقا لدراسة أعدتها الدكتورة منال حسنى أستاذ الأدب الفرنسى ، ولماذا نذهب بعيدا ، فهل يمكن أن تصدق سياسيا فرنسيا يرى أن قطعة قماش على الرأس أو عباءة تهدد علمانية بلاده ، فى حين أن رئيس البلاد نفسها يحمل لقب كاهن كاتدرائية يوحنا اللاترانى ، خاصة وأن ذلك اللقب منحته فى البداية الكنيسة الكاثوليكية للملك لويس التاسع صاحب الحملة الصليبية الشهيرة والذى تم أسره فى مصر ، وكانت البداية عندما حصل عليه الملك البروتستانتى هنرى الرابع بعد اعتناقه الكاثوليكية فى القرن السابع عشر ، ، وماذا يمكن أن تقول النائبة البرلمان اليمينية التى طلبت حظرالرقصات الشعبية المغاربية والأفريقية وحمل الأعلام الأجنبية فى الأفراح، وليتكم قرأتم أو شاهدتم مايحدث فى الاحتفالات داخل مغارة مزار السيدة العذراء فى مدينة لورد جنوب غربى بلادها،ويا أيها الحمقى فى تلك البلاد عن أى علمانية تتحدثون ؟!
العلمانية لاتعنى الوحشية كما رأينا وعشنا دموية الاستعمار الفرنسى ، الذى لم يستح حتى الآن من الاحتفاظ بجماجم المجاهدين الجزائريين داخل فاترينات زجاجية فى متحف الطبيعة ، و يواصل صفاقته لمدة ١٤٩ سنة ، بذلك التمثال الذى نحته الفنان الفرنسى الصفيق ، فريديريك أوغست بارتولدي، ويصور شامبليون واقفًا بقدمه اليسرى على رأس فرعون مصري، ويقف على مدخل جامعة السوربون ، وكأن أكبر جامعة فرنسية تستقبل طلابها وقد خلعت سروالها .. وهو أمر عادى بالنسبة لهم .. كم هم بؤساء أيها الأصدقاء !
أرجوك .. لاتقع فى بئر الفتنة !
السبت :
الأمور بلغت درجة الخطر فى وسائل التواصل الاجتماعى ، فلم تعد الجموع تتحرك ، والنفوس يتم شحنها ، وأرواح البعض يتم استفزازها لتصل إلى الحلقوم ، بغضا وكرها بمجرد التلويح بعصا أو بمجرد سماع صوت صفارة أوبخطبة بليغة عصماء ، فقد أصبح كل ذلك يتحقق هذه الأيام بسرعة الضوء، من خلال « كذبة عصماء « يتضمنها بوست على الفيس بوك أو تغريدة على تويتر او فيديو ملعوب فيه على يوتيوب ،وأصبح هناك قوات خاصة للقتال بذلك السلاح الفتاك ، وأصبح العالم الافتراضى أرض المعركة الدامية التى يتحارب فيها كل الخصوم والمتنافسين ، بداية من لعبة مثل كرة القدم ، ونشاط تجارى مثل شركات المحمول ، ونهاية بدولة عظمى مثل أمريكا والصين وروسيا .
والناس تنسى ويتم لدغها من نفس الجحر مرات ومرات ، وبعضهم يترك عقله تحت السرير ، قبل أن يدخل العالم الافتراضى ،ويصبح صيدا ثمينا لشائعات مفضوحة ، تشم رائحة كذبها من أول كلمة ، وحتى لا أطيل عليكم ، ولا أنسى قبل سنوات عندما صدق بعض الطيبين شائعات لايمكن أن يصدقها عاقل ، ومنها على سبيل المثال أن وزارة الأوقاف قررت إلزام كل مصلى فى مسجد مكيف بدفع 20 جنيها، و فى المسجد أبومراوح بمبلغ 10 جنيهات،تخيلوا أن يتناقل البعض أن محافظ البنك المركزى خريج آداب ، أو أن أحد البنوك الكبرى طلب موظفين واشترط أن يكونوا مسلمين ،وتزداد الشائعات هذه الايام ، وكلها تتناول موضوعات فشنك وساذجة ، وتدور حول الأوضاع الاقتصادية وغير ذلك من الملفات التى تهم الناس ، ودورنا كمواطنين ، هو أن نفكر فى منطقية مانستقبله ، ولانردده قبل أن نتأكد منه ، وأن تستمر الجهات المعنية فى تعاملها الناجح والفعل فى تفجير الشائعات بمجرد طرحها ، وإعلام الناس بالحقيقة بفعالية وقوة وسرعة وكفاءة ، وأتمنى لو كانت هناك طريقة ما للتعامل مع شائعات غرف الدردشة التى قد تروج لقصص مفبركة من أجل ضرب الاستقرار فى مصر ، أو توجيه الرأى العام ،وتكرار الكذبة حتى تلبس ثوب الحقيقة ، ولن أنسى يوما من خلال شخصية ذلك الرجل اليهودى « بابادوبلوس» المقيم فى بريطانيا ،والذى كان يتنقل داخل غرف دردشة برنامج «البالتوك» الشهير قبل 12 سنة ، ويثير الفتنة هنا وهناك ، حتى تم فضح أمره بعد اختراق حسابه ، و نشر صوره مع رئيس الوزراء الاسرائيلى الراحل رابين ، وعدد من قادة أجهزة الأمن الاسرائيلى ، ولا يمكن أن تضيع من اذنى تلك الغرفة التى كانت تقود من نيويورك مظاهرات مابعد 20 يناير 2012، وتقدم تقريرا شاملا بأماكن تجمع وسير قوات الشرطة ، وغير ذلك من تأجيج للمشاعر وتوجيهها فى مسار محدد ، أرجوك لاتصدق الشائعات ولا تنقلها قبل أن تمر على عقلك، فقد سقطت بلاد فى بئر الفتنة بسببها ذات يوم ، وكادت بلادنا أن تكون واحدة منها لولا عناية الله وجيش مصر .
وهؤلاء هم البؤساء يا عزيزى هوجو !
الأحد :
لا يوجد زى يتعلق بأى دين ، ربما كانت هناك ملابس معينة معروفة ومحددة يرتديها كهنة تلك الأديان فى المعابد ، أو البلاد الدينية ، وربما كانت بعض الأزياء لها قيمتها الاجتماعية أكبر من مدلولها الدينى ، ومن بينه النقاب ، ولم يتغير يقينى بحرية كل انسان فى أن يرتدى مايشاء ، بشرط أن يراعى طبيعة المجتمع وآدابه ، وكل ذلك موجود فى قانون العقوبات ، وعندما جاء وقت وصلت السخرية إلى مداها من النقاب ، ضحكت حتى استلقيت «على قفايا « كما يقولون ، عندما جاءت جائحة كورونا وجعلت العالم كله يرتدى الماسك ،و ما أشبهه بالنقاب ، تعمدت الاشارة لتلك المقدمة ، وأنا أستمع لتفاصيل حوار دار عبر الهاتف بين زوجتى الكاتبة الصحفية هويدا حافظ رئيس تحرير مجلة فارس ، عالمة مصرية محجبة تعيش فى امريكا ، من الذين تعتز بمعرفتهم وجيرتهم الطيبة ، حكت لها عن موقف تعرضت له أثناء وقوفهم فى منطقة الجوازات فى مطار هيثرو بلندن قادمين من مصر ، كانت تستغرب ماتم من تعقيم للطائرة وهم فيها ، واعترضت وتبرمت من كثرة الاجراءات الصحية والأمنية ، وهنا عقبت عليها سيدة أخرى معروفة اعلاميا وسياسيا على مستوانا المحلى ، وهى تمسك بطرف حجاب رأسها ، وقالت لها فى حدة : طبعا.. لازم يعقموا ،ويعملوا كده وياخدوا فكرة سيئة عنا لأننا مبتلين بأمثالك « ، المشكلة أن السيدة المحجبة التى سخرت منها كانت لحظتها محط حديث العالم ،وتتناقل وكالات الأنباء انجازاتها العلمية والتطبيقية فى مجال عملها ، الذى ينتمى لعلوم الكمبيوتر بواحدة من أبرز الجامعات ، ويحتفى كل العالم بعقلية وانجازات تلك السيدة .. وتذكرت هنا أيضا العزيز الغالى عند كل أهله وأقاربه ، الدكتور خالد منتصر ، وآرائه فى هذه القضية مثل آراء رضا عبد العال فى مباريات الأهلى ، والأهم جمهورية فرنسا التى تخوض معركة ضروس ضد تلك القطعة من القماش ، فى حين أن لديها أكبر دعارة وتجارة فى الرجال والنساء على كل لون و شكل ، وهؤلاء هم البؤساء يا عزيزى هوجو !
كلام توك توك:
لا تأمن لذيل الكلب !
إليها :
«قمر» فى صباحى وفى مسائى .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة