سعيد الخولى
سعيد الخولى


كلمة والسلام

فى مسألة النبى الأمى

الأخبار

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023 - 07:19 م

لاحظت تكرار مشاركة منشور جميل فى ظاهره يدغدغ عاطفة المسلم تجاه الرسول .. هذا المنشور تقول كلماته:

سأل أحد الناس عالم جليل ـ هكذا فى المنشور بخطأ نحوى فادح ـ فقال له: لم سمى النبى الأمّي؟

فقال العالم : ماذا يقول الناس ؟

فقال الرجل : يقولون أنه سُمى الأمَى لأنه لم يحسن أن يكتب !

فقال له : كذبوا عليكم !!

والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث وسبعين لساناً، وإنما سُمى « الأمّى « لأنه كان من أهل مكة .. ! ومكة من أمهات القرى ويطلق عليها أم القرى ،وسمى أمى نسبة إلى أم القرى، وذلك قول الله عز وجل «ولينذر أم القرى ومن حولها»

انشر، قد تنقذ مؤمناً كان يظلم أعظم الخلق ويبخسه .

انتهى المنشور الجميل فى ظاهره والذى هو فى حقيقة الأمر مغالط ومجاف للحقيقة وغير صحيح ويحمل السم فى داخله ،وهذا ما يفسر حرص المواقع المشبوهة على نشره وحث الناس على مشاركته. إن أمية النبى  بعدم كتابته وقراءته، ليست عيبا ولا سُبَّة نتلمس لها مخرجا وعلاجا ولا نقصا نتطلب له سترا أو كمالا!! بل هى فى حقه : كمال وإعجاز، وبرهان صدق على النبوة والرسالة. وهذا ما قاله الشيخ الشعراوى رحمه الله تفسيرا لقول النبى الأمى، ولأن ذلك ثابت بأدلة أخرى، من أوضحها قوله تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ «العنكبوت: 48». وقول النبى : إنّا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا ـ يعنى مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين. رواه البخارى ومسلم. 

أما هذا الادعاء بمعرفة الرسول  بلغات السابقين وأحوالهم يقود إلى ما اتهمه به الكافرون وغيرهم من أنه ألّف ووضع قرآنه متأثرا بحكايات الأمم السابقة لمعرفته بها وبلغاتهم ، ولو كان يجيد أى لغة أخرى ما استعان بمن يترجمون للآخرين مثل سلمان الفارسى.

إنه منشور مشبوه يتطلب الحذر منه فلا تنشروه بحسن نية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة