الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023 - 07:28 م

ويعود أكتوبر شهر العزة والكرامة.. شهر الانتصار واستعادة سيناء الحبيبة الذى أثبت للعالم كله قدرات الجيش المصرى الذى يحارب ببسالة، واضعا حياته تحت إمرة الوطن وحطم الأسطورة الكاذبة التى كان الإسرائيليون يروجون لها وهى خط بارليف المنيع والذى انهارت أتربته أمام خراطيم الماء وتحول إلى أكوام من التراب لا يستر الجنود الإسرائيليين الذين ارتعدوا خوفا أمام شجاعة الجنود المصريين..

معركة السادس من أكتوبر 1973 التى مر عليها خمسون عاما لازالت تدرس فى الأكاديميات العسكرية كنموذج للحرب الخاطفة التى اعتمدت على الخطة السرية والتمويه، لأن الحرب خدعة.

لهذا رسم الرئيس الراحل أنور السادات خطة الحرب فى العاشر من رمضان وتوجهنا إلى الله عز وجل ليمدنا بجنود لا يراهم الأعداء وحددت الساعة الثانية ظهرا حيث صدرت الأوامر للجنود ليفطروا واختير للحرب يوم السبت إجازة اليهود حيث كان الجنود الإسرائيليون فى حالة استرخاء مطمئنين لأن المصريين صائمون وللمبالغة فى التمويه نزل بعض الجنود ليسبحوا فى مياه قناة السويس حتى فوجئوا بالضربة الجوية وأعقبها عبور بالزوارق والكبارى المعلقة واقتحام المانع الوهمى المسمى خط بارليف وبدأت المعركة التى قاتل فيها جنودنا بلا هوادة حتى استغاثت جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية بالرئيس الأمريكى لينقذهم منا ولولا تدخل الأمريكان فى الحرب لوصل جيشنا إلى تل أبيب ..

هذه المعركة العظيمة التى غيرت مفاهيم الدنيا عن الحرب لم تجد من يعطيها ما تستحق من التوثيق الدرامى إلا ما ندر وتمر السنوات ويتوفى الكثير من أبطال أكتوبر الذين عاشوا حكايات مشرفة كانت تصلح كقصص درامية وإنسانية لتخليد حرب أكتوبر سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية..

لازالت الفرصة باقية ولم تنته لكى توثق الحرب بكل ما تحمل من قصص رائعة ولمحات إنسانية تربط بين المشاعر الوطنية الجياشة ومشاعر المواطن العادى الذى شعر بالفخر ورفع رأسه عندما استرددنا سيناء بعد طول انتظار والآن دخل قطار التنمية إلى سيناء وشعر أهلها بأنهم نالوا ما يستحقون من اهتمام الدولة ودخلت إليهم المرافق الضرورية بتعليمات من الرئيس عبد الفتاح السيسى الحريص على تقديم الخدمات للمواطنين فى كل بقعة من بقاع مصر.