الثلاثاء، 26 سبتمبر 2023 - 08:23 م

وسط مآسى الحرب والدمار والانقسامات التى عصفت بوحدة اليمن واستقراره، يقف شعب اليمن الشقيق بإكبار وإجلال أمام ذكرى ثورته قبل 61 عاماً.

تلك الثورة التى أخرجته من ظلمات القرون الوسطى، وفتحت أمامه أبواب التقدم، وجعلته يستنشق نسائم الحرية رغم ما واجهه من تحديات وحروب داخلية ومؤامرات خارجية أوصلت البلاد إلى أزمتها الحالية.

يحتفل الأشقاء فى اليمن بثورتهم وهم يتمسكون بالأمل فى أن يعبروا أزمته الحالية ويعودوا لإعمار بلادهم بعد التخلص من كل تدخل أجنبى فى شئون بلادهم، وبعد أن تعلو عروبة اليمن على كل انتماء آخر.

هذا ما كان حين انفجرت الثورة قبل 61 عاماً لتكون اليمن مركز الإشعاع الذى ينبض بصوت العروبة فى منطقة كان الاستعمار يهيمن عليها قبل أن يسمع صوت جمال عبد الناصر من أرض اليمن الشقيق وهو يؤكد أن على الاستعمار أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل.. وهو ما حدث بالفعل!

بعد 61 عاماً.. مازالت دروس الثورة حاضرة فى ضمير شعب اليمن لتذكر الجميع بأن وحدة اليمنيين قادرة على إنهاء المأساة التى يعيشها اليمن الآن، وأن السلاح محرم استخدامه بين أبناء الشعب الواحد، وأن عروبة اليمن ليست محل اختبار، وأن الهيمنة الأجنبية لابد أن تختفى، وأن صوت اليمنيين وحده هو القادر على تقرير مصير بلادهم الذى لا يمكن أن يكون إلا فى قلب أمته العربية دائماً وأبداً، وهو القادر على إنهاء أى أوهام حول قدرة أطراف أجنبية على رفع أعلامها فى صنعاء وغيرها من العواصم العربية.

الاحتفال بثورة اليمن بعد 61 عاماً هو احتفال بانحياز اليمن الذى لا يتغير لعروبتها، ولاستقلالها، ولوحدة شعبها، ولكونها عنصراً أساسياً فى الأمن العربى كما ثبت فى حرب أكتوبر المجيدة، وهو وعد بأن تتخطى اليمن أزمتها وأن تعود لتستكمل ما بدأته حين ثارت على التخلف والمذهبية، واختارت السير فى طريق الحرية والتقدم والعروبة.

سلاماً لليمن الشقيق، وأملاً يكبر فى كل يوم بالعودة إلى الطريق الصحيح الذى بدأه فى مثل هذه الأيام قبل 61 عاماً.