الحرب التكنولوجية بين الصين وأمريكا وصلت إلى الجيل الخامس
الحرب التكنولوجية بين الصين وأمريكا وصلت إلى الجيل الخامس


حروب الجيل الخامس تغير وجه العالم

آخر ساعة

الأربعاء، 27 سبتمبر 2023 - 01:40 م

■ كتبت: دينا توفيق

حرب دائرة لتغير العالم، حرب ليست عادية كتلك المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، التى تركز عليها وسائل الإعلام العالمية محاولة جذب اهتمامكم عليها. الحرب الدائرة الآن هى حرب تدور رحاها فى كل مكان فى العالم، وكل لحظة. حقبة جديدة تتسم بتهديدات غير مسبوقة، والعديد من التحديات المتعلقة بأوبئة والأمن السيبراني، معظم ضحايا هذه الحرب لا يستطيعون حتى تعريفها على أنها حرب، ولا يفهمون أنهم مقاتلون فيها؛ إنها حرب تكنولوجيا الجيل الخامس 5G.

ومنذ أن بدأت تكنولوجيا هذا الجيل فى الانتشار فى الولايات المتحدة وحول العالم عام 2018 ومن قبلهم الصين؛ كانت مصدرًا للجدل وإثارة للقلق ولا تزال؛ بداية من مخاطرها على الأمن القومى للدول وعمليات الإختراق وصولًا لأضرار موجات الكهرومغناطيسية عالية التردد المستخدمة فيها على الصحة.

وفقًا لـ«جيمس كوربيت»، فإن هذ التكنولوجيا معركة من أجل السيطرة الكاملة على كل جانب من جوانب حياة البشر؛ حركاتهم وتفاعلاتم، ومعاملاتهم، وحتى أعمق أفكارهم ومشاعرهم ورغباتهم. تعمل النخبة المعولمة التى تريد السيطرة على العالم للاستفادة من التكنولوجيا للتحكم فى البشر وصولاً إلى المستوى الجينى، ولن تتوقف حتى يتم إخضاع كل شخص يقاومها أو القضاء عليه.

قام العديد من الباحثين بمحاولات لتعريف حرب الجيل الخامس، مثل العقيدين السابقين «تشياو ليانج» و«وانج شيانجسوى» من جيش التحرير الشعبى الصينى، ومؤلفى «الحرب غير المقيدة»، الذين يرون أن «الانخفاض النسبى فى العنف العسكرى» أدى إلى «زيادة فى العنف السياسى والاقتصادى والتكنولوجى».

◄ اقرأ أيضًا | فيديوجراف| لماذا حظرت فرنسا آيفون 12؟

ومن المفهوم أن رواية الحرب البيولوجية عادت إلى الصدارة فى السنوات الأخيرة، ليس فقط بسبب الوباء ولكن أيضًا بسبب الأسئلة التى أثيرت حول المختبرات الحيوية الأوكرانية المدعومة من الولايات المتحدة وأى عمل قد يقومون به على الحدود الروسية. وتتضمن هذه الحرب البيولوجية من الجيل الخامس التى تُشن ضد العالم الحمض النووى الريبوزى المرسال والحمض النووى والفيروسات المُخلقة مخبريًا؛ بالإضافة إلى الكائنات المعدلة وراثيا سواء المحاصيل المعدلة وراثيا أو الحيوانات المعدلة وراثيا - التى يتم الآن إطلاق العنان لها على العالم فى تجربة تعرض صحة البشر ومستقبل المحيط الحيوى للخطر.

كما بدأت ظهور بعض مخاوف من إمكانية نقل العدوى من خلال إشارات الهواتف الذكية المستخدمة لهذه التقنية، ورغم وصفها بالشائعات ونظرية المؤامرة إلا أنه كان هناك ورقة بحثية بعنوان «تقنية 5G وتخليق الفيروس من خلال خلايا الجلد» نشرت على موقع «Pubmed» المعنى بالأبحاث الطبية وعلم الأحياء الخلوى والمعتمد من معاهد الصحة الوطنية الأمريكية «NIH»،  وتم إزالتها من على الموقع فى غضون أيام وترك رسالة توضح أن السبب فى سحبها جاء وفقًا لرغبة الباحث.

وكانت تشير هذه الورقة البحثية إلى أن موجات المليمتر وإشعاع الكهرومغناطيسية الصادرة من شبكات الجيل الخامس، يمكن أن تؤثر على خلايا الجلد لجسم الإنسان ومن ثم الحمض النووى «DNA»، يدخل عن طريقها الفيروس إلى خلايا بيولوجية أخرى، مثل ما يحدث فى الخلايا السرطانية.

ولهذه الحرب أيضًا جوانبها التقليدية، التى ظهرت مع محاولات حلف شمال الأطلسي «الناتو»  خنق روسيا وانهيار نظامها المالى، من خلال تعزيز كتلة جيوسياسية ما أدى إلى خسارة الثقة فى النظام النقدى الدولى ذاته. وكما كان متوقعًا أيضًا، فقد وفرت «المشكلة» و»رد الفعل» اللازمين للتكنوقراط لتقديم «حلهم» المحدد مسبقًا المتمثل فى العملات الرقمية للبنك المركزى (CBDCs). وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذى لشركة BlackRock «لارى فينك»، إن الحرب ستدفع البلدان إلى إعادة تقييم اعتمادها على عملتها.

حتى قبل الحرب، كانت العديد من الحكومات تتطلع إلى لعب دور أكثر نشاطًا فى العملات الرقمية وتحديد الأطر التنظيمية التى تعمل بموجبها.

كما يشهد العالم الآن بداية انهيار السلام الأمريكى، وموت نظام احتياطى الدولار، وبداية نموذج نقدى جديد تمامًا، نظام «العملة الرقمية للبنك المركزى» من الأموال القابلة للبرمجة ونظام سيكون قادرًا على التحكم خوارزميًا فى متى وكيف. 

ووفقًا للرئيس الأمريكي «جو بايدن» يعتقد نظيره الصيني «شى جين بينج» أن بلاده ستتمكن من امتلاك الولايات المتحدة بحلول عام 2035. وحذر الرئيس الأمريكى من منافسة استراتيجية صارمة وطويلة الأمد مع الصين، كما اعتبر أن مواجهتها أكبر تحد لإدارته، بحسب ما ذكرته شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية. ولهذا، أقر مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين، مشروع قانون يقضى بتخصيص أكثر من 170 مليار دولار لأغراض البحث والتطوير، للتصدى للتهديد التكنولوجى الصينى.

كما تشمل 1٫5 مليار دولار لتطوير شبكة الجيل الخامس للاتصالات التى تشكل إحدى القضايا الخلافية الأساسية بين الصين والولايات المتحدة. ومع ذلك، سيظل هناك العديد من التحديات المتعلقة بالخصوصية والأمان وقابلية التوسع والقضايا المجتمعية قبل نشر مثل هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها بوظائفها الكاملة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة