خالد محمود
خالد محمود


المشهد

«هل نال نصر أكتوبر ما يستحقه من السينما؟»

الأخبار

الخميس، 28 سبتمبر 2023 - 05:29 م

مع كل ذكرى لحرب أكتوبر١٩٧٣، ذلك الانتصار الذى استرد فيه الشعب روحه ونبضه بعد سنوات من الانكسار، يلح على دائماً سؤال: هل أخذ نصر أكتوبر وملاحمه العظيمة حقه على الشاشة سينمائياً ودرامياً؟! بالقطع «لا».

نعم هناك عدد من الأفلام والمسلسلات التى قدمت حول حرب ٧٣، وحاولت تأريخ الحدث المهم، وكان من بينها تجارب مدهشة فجرت بداخلنا مشاعر اللحظة وتفاعلنا معها، وحاول فيها صناع الفن تجسيد بعض قيم الفداء والتضحية لجنودنا البواسل أتذكر  منها «الرصاصة لا تزال فى جيبى، وأبناء الصمت، وحكايات الغريب، العمر لحظة والطريق إلى إيلات، ورأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة، حاولت تأريخ الحدث المهم، لكنها لم ولن تكون كافية، أو مشبعة فنياً وتقف على مسافة بعيدة جدًا عن المناسبة، التى يمر عليها خمسون عاماً، عدد أفلام لا يوازى قيمة الحدث، ومستوى أعمال تبدو اليوم فقيرة جدًا فيما كان من الممكن إنجاز ما هو أهم إنتاجاً وفناً.

كل عام هناك أعمال تنتج عن عمليات وقعت فى كواليس الحرب العالمية الثانية وغيرها حتى الآن، وقدمت هوليوود عدداً هائلاً من الأفلام المهمة ذات التقنية العالية خلدت من خلالها حروباً فى فيتنام والعراق وكثير من العمليات العسكرية التى لم تكن كلها بطولات بالطبع.. بل كان كثير منها مزيفاً، بينما نحن نملك العشرات من البطولات الأسطورية التى تستحق أن نلتفت إليها وتقديمها على الشاشة.

 الطرف الآخر فى الحرب صنع أفلاماً حول الحدث الذى يؤرخ لهزيمته، وأغلب الأعمال الفنية الإسرائيلية تعتبر «بروباجندا» تحاول تصوير الحرب من وجهة نظرهم، وبعضها كانت أفلاماً تتحدث عن ويلات المعارك وضربات الجيش المصرى المتوالية، وحالة الهلع التى أصابت المجتمع والجيش بعد صدمة الهزيمة. 

المهم أننا نحتاج لأعمال فنية ثرية الإنتاج والمفردات الفنية من أجل الأجيال الجديدة، لتشاهدها وتعيش مع أفكارها وصورتها الحقيقية التى حاولت الأفلام الأخرى تزييفها وخداع ذاكرتنا، تلك الأجيال تحتاج لعشرات الأفلام الكبرى التى تؤرخ لبطولاتنا، وتغذى قيمة الانتصار بدلاً من التأثر فكريا بما يطرحه الطرف الآخر من أعمال مليئة بالكذب والافتراءات والتشويه مثلما جاء بفيلم «جولدا» الذى يحكى قصة جولدا مائير، وكأنها بطلة الحرب والسلام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة