محمد سيد ريان
محمد سيد ريان


يوم النصر

٦ أكتوبر.. الحرب الإلكترونية الأولى

الأخبار

الخميس، 28 سبتمبر 2023 - 07:25 م

تحتفل مصر هذه الأيام بمناسبة مرور 50 عاماً على حرب أكتوبر، حيث تظل حرب أكتوبر نبعًا ثقافيًا خصبًا بأمجادها العسكرية ومكتسباتها الثقافية وتأثيراتها الفكرية ونتائجها ودروسها التى نتعلم منها على مدار السنوات الماضية، وفى رأيى فإن نصر أكتوبر تحقَّق لسببين رئيسين؛ أولًا: المطلب الواحد بمعنى أن كل مصرى كان يسعى لهدف واحد وهو تحرير سيناء والأراضى المحتلة، ثانيًا: التحرك الكبير: حيث ظهر التكاتف والوحدة والاتحاد بين المواطنين أيام المعركة، وهو ما يؤكد الدور المهم للمواطنين بأن المعركة هى معركتنا جميعًا وليست مَنْ هم على الجبهة فقط.

ولا يمكن أن ننسى دور حرب الاستنزاف التى مهدت لأكتوبر، وكذلك دور الفن والكلمة فى المعركة كأدوات مؤثرة فى الجماهير، حيث ساعدوا كثيراً فى تحويل قضايا المقاتلين إلى قضايا جماهيرية، فما حدث فى أكتوبر هو محصلة لسنوات من العمل الجاد والتضحيات المهمة فى كل المجالات.

وتتميز حرب أكتوبر عن كل جولات الصراع العربى الإسرائيلى بل والحروب فى العالم بوصفها الذى يبدو مبكراً وقتها وهى «الحرب الإلكترونية»، فقد استخدمت مصر قدراتها وتميُّزها بإدارة الحرب الإلكترونية لمواجهة الأساطير الإسرائيلية المادية، ومن أبرز تلك الأساطير، الأسطورة التى طالما رددتها إسرائيل عن أن خط بارليف لا يمكن اقتحامه، وأسطورة تفتُّت العالم العربى الذى أثبت بوحدته واستخدام سلاح البترول على عظمة العرب وقدرتهم على التغيير، كل تلك الأساطير والأكاذيب سقطت بفضل المقاتل المصرى الشجاع وتضحياته العظيمة على جبهات القتال، وبفضل صمود الشخصية المصرية والجبهة الداخلية من عمال وفلاحين ومتعلمين ومثقفين أطفالاً وشباباً وشيوخاً.

الكاتب الصحفى الكبير محمد عبد المنعم له فضل كبير فى انتشار هذه التسمية لأكتوبر، عندما أصدر كتابه المهم «6 أكتوبر: الحرب الإلكترونية الأولى»، وشرح فيه كيفية استخدام الأساليب التقنية فى الهجوم، وكيفية حرمان العدو من استخدام الأساليب المضادة بواسطة الخبراء والمتخصصين لتحقق المقولة الشهيرة «كنا نراهم ولا يروننا»، وهكذا تحقق النصر الخالد بفضل من الله وتوفيقه لجنودنا البواسل، وتأكيده على قيمة العلم والعمل الجاد.

وفى عصرنا الحالى نواجه الكثير من الأخطار الثقافية بعد أن أصبحت الحروب ثقافية وفكرية، وجبهة المعركة افتراضية والأسلحة إلكترونية، كما يتحدث خبراء المستقبليات عن «حرب الروبوتات» أو «حروب الآلات»، وإن كان هذا لا ينفى وجود العقل البشرى المدبر، والذى قد يُخفى وراءه أهدافًا عقائدية أو أسبابًا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.

كاتب وباحث- وزارة الثقافة

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة