د. بيومى إسماعيل
د. بيومى إسماعيل


من دروس المولد النبوى الشريف| الصبر وتحمل المشاق خلق نبوى ومنحة إلهية

ضياء أبوالصفا

الخميس، 28 سبتمبر 2023 - 07:39 م

بمناسبة مولد النبى  تغوص بنا هذه الذكرى العطرة فيما زرعه وعلمه النبى  من أخلاق ومبادئ تعلو بنا نحو آفاق إنسانية عليا حيث قال تعالى: «لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم»..

وفى السطور القادمة نتنسم من هذه الذكرى بعضا من أخلاق وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم مع د. بيومى إسماعيل من علماء الأزهر الشريف الذى يقول:عندما يطالعنا هلال شهر ربيع الأول نسترجع ذكرى ميلاد سيد البشرية النبى محمد  وما قدمه وعلمه من أخلاق وصفات كريمة منها خلق الصبر، والصبر معناه تحمل المشاق من غير سخط ولا جزع وهو من صفات الرجال وقد ذكر الصبر فى القرآن الكريم فى أكثر من تسعين موضعا وأن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب وذلك لأن الحياة بطبيعتها تحتاج إلى قلب صابر لما فيها من تعب ومشاق قال تعالى: «لقد خلقنا الإنسان فى كبد».

وإذا رزقك الله الصبر فهو عطاء ومنحة من الله قال صلى الله عليه وسلم وما أعطى أحد عطاء أوسع من الصبر وقال : والصبر ضياء والصدقة برهان والقرآن حجة لك أو عليك، ومن نماذج الصابرين سيدنا أيوب عليه السلام فقد مدحه الله بقوله: «إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب»، فقد ابتلى فى جسده وماله وعياله فصبر؛ فعوضه الله خيرا قال تعالى: «وأتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولى الألباب»، وأيضا عبد الله بن الزبير حيث قطعت رجله وأرادوا أن يسقوه خمرا لئلا يشعر بالبتر فأبى وقال لهم: بل أدخل فى الصلاة فإنى فى الصلاة أنسى نفسى مع ربي.

ويضيف: والصابرون لهم جزاء عظيم منها الإمامة فى الدين: «وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا»، والتمكين فى الأرض وقصة يوسف عليه السلام خير مثال ومنها مغفرة الله سبحانه وتعالى: «إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير».

ومن الأخلاق العظيمة التى تقودنا إليها الذكرى العطرة نصرة المظلوم فهى واجب شرعى وعلامة على الإنسانية والرقى والإحساس المرهف فهو لا يطيق أن يجد مظلوما قال الأديب مصطفى الرافعى وهو يتكلم عن الرحمة إن الرحمة هى الدمعة الرقراقة التى تسيل من عينيك حينما ترى منظرا بائسا فعلى المسلم أن ينصر أخاه المظلوم فلا يجامل على حساب عرض أحد أو حقوقه ومن القصص الطريفة أن أحد ملوك الهند أصابه الصمم فحزن فسألوه عن سبب حزنه فقال لأنى لم أسمع شكوى المظلوم ثم أمر مناديا أن من كان مظلوما فيلبس لباسا أحمر وركب الفيل وصار يعطى حق المظلومين، وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم من الإعانة على الظلم فقال من أعان على خصومه بظلم مازال فى سخط الله.

أيضا من أخلاقه  الدفاع عن الحق والله سبحانه وتعالى حذر من كتمان الشهادة فقال: «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه» ووقف سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما تولى الخلافة وقال القوى فيكم ضعيف عندى حتى آخذ الحق منه والضعيف فيكم قوى حتى آخذ الحق له، ويؤكد أن ذكرى المولد تطالبنا أن نعود لفطرتنا القويمة ومبادئ ديننا ورسولنا  المستمدة من أوامر رب العزة.
نادية زين العابدين


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة