صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد أيام من نشر مغامرة «أخبار الحوادث»..

الداخلية تلقى القبض على المتهم بتجنيد المراهقات

أخبار الحوادث

الأحد، 01 أكتوبر 2023 - 10:59 ص

حبيبة جمال

 يعتقد البعض أن مهمة ورسالة الصحافة وخاصة صحافة الحوادث تحديدًا، هي نشر أخبار الجريمة بكل تفاصيلها بعد وقوعها، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا؛ فأحد أهم أدوار الصحافة التوعية والتنوير لمنع السقوط بالأبرياء في مستنقع الجريمة، وهذا ما فعلته أخبار الحوادث تحديدًا عندما أدت رسالتها على الوجه الأكمل وحذرت الفتيات المراهقات من السقوط في فخ أعده شيطان حاول استدراجهن تحت مسمى العمل كموديل، والحصول على صور خادشة لهن واستغلالها فيما بعد في ابتزازهن وإجبارهن على القيام بأعمال منافية للآداب.

وكان التحقيق الذي نشرته أخبار الحوادث بعنوان «صفقة مع إبليس.. محررة أخبار الحوادث تخوض مغامرة مع شبكة دولية لاستدراج المراهقات عبر الإنترنت».. في عددها الصادر بتاريخ 24 أغسطس ٢٠٢٣م؛ والذي كان بمثابة الخيط الذي صار خلفه رجال المباحث ونجحوا في الإيقاع بهذا المجرم لينال جزاءه المستحق، وقبل القبض على المتهم وتفاصيل عن هويته نسترجع أصل القصة.

البداية كانت على أحد جروبات الفتيات على الفيس بوك؛ حينما نشرت فتاة منشورًا تطلب فيه من لديه وظيفة أو عمل يعلن عنها في محاولة منها للمساعدة، فكتبت فتاة تعليقًا تقول فيه إن لديها وظيفة موديل لإحدى الشركات، جذب محررة أخبار الحوادث ما كتبته تلك الفتاة، فدفعنا الفضول الصحفي لكي نعرف تفاصيل تلك الوظيفة، فسألتها ممكن تفاصيل؟!

عقد بـ 100 ألف دولار

جاءني الرد سريعًا «هبعتلك على الخاص»، ازدادت شكوكي حول الموضوع وسألت نفسي أين المشكلة في أنها تعرض التفاصيل على العام حتى يستفيد الجميع، لم احتر طويلا فشكوكي تأكدت منها عندما وجدت رسالتها تقول فيها: «بصي يا حبيبتي ده شغل موديل خاصة.. يعني موديل بتعرض لشخص واحد بس حسب طلباته صور وفيديوهات بيكون بعقد رسمي مع شركته إنك موديل خاصة وبيكون كله إغراء بلبسك الشخصي البيتي والشفاف وعريان ورقص شرقي وكل ده يوميا ويبدأ من عقد ٦ أشهر بـ ١٠٠ ألف دولار والشركة اسمها «...» والشغل بيكون مباشر وخاص مع صاحب الشركة وبس عن طريق ماسنجر والعقد طبعا مكتوب فيه إن كل الشغل خاص وممنوع من الاستخدام أو النشر.

ثم أرسلت لي نموذجًا من العقد بمجرد قراءتي للرسالة شعرت بالصدمة، عقدت الدهشة لساني، هل ما قرأته حقيقي، هل هناك من يستدرج الفتيات لبيع أجسادهن بهذه الطريقة، وهل هناك فتيات يوافقن على ذلك من أجل المال؟.. فقررت استكمال مهمتي وأعرف أكثر عن تلك الوظيفة، ومن هي تلك الشركة؟، ومن هنا بدأت المغامرة.

موضوع لم يكن سهلًا من بدايته عندما قررت الخوض فيه، تمكنت من الوصول لتلك الفتاة ومعرفة تفاصيل منها عن الوظيفة، وهي أن تتحدث الفتاة فيديو مع شخص من خارج مصر عن طريق ماسنجر، وليس مجرد حديث عادي، ولكن فيديوهات خادشة للحياء، والمقابل آلاف الدولارات، بعد معرفة كافة التفاصيل عن الوظيفة منها، كان علي أن أعرف تفاصيل عن ذلك الشخص ومن هو وماذا سيستفيد من دفع تلك المبالغ لمجرد فيديوهات، حتى تمكنت من الوصول إليها شخصي والحديث معه عبر الشات، ومنذ الوهلة الأولى، وأنا أشك أنه يتحدث بطريقة الذكاء الاصطناعي بسبب طريقة حديثه وكلامه، والذي كان يشترط أن العمل لا يكون بالفيديو الواحد ولابد من العمل لمدة على الأقل ثلاثة أشهر حتى أستطيع أن أخذ منه الأموال المتفق عليها، وكانوا يستدرجون من هم في سن المراهقة وتحديدا ١٨ وحتى ٢٥ سنة.

مبلغ مالي مغرٍ وعبارات طمأنة؛ هما المفاتيح السحرية التي استخدمتها تلك الشبكة لاستدراج الفتيات المراهقات إلى عالم في ظاهره شرعي وفي باطنه تكمن كل الشرور، الاسم موديل والواقع «عاهرة».. بعد معرفة كافة التفاصيل قررنا نشرها في صورة بلاغ رسمي لكي نحمي الفتيات من الوقوع في براثن هذا الشخص ويتعرضن للابتزاز فيما بعد، وكانت شكوكنا في محلها بالفعل، وأن الغرض من تلك الوظيفة هي الابتزاز فيما بعد..وبمجرد نشرنا للتحقيق، استجابت وزارة الداخلية وبدأوا يكثفون جهودهم وشكلوا فريق بحث لكشف هوية تلك الشبكة، واستخدموا أحدث الأجهزة التقنية واستعانوا بالكفاءات المدربة داخل الإدارة العامة لمباحث الآداب، حتى تمكنوا من التوصل لشخصية المتهم وتحديد مكانه وإلقاء القبض عليه خلال فترة وجيزة من نشر التحقيق، وبعد القبض على المتهم أصدرت وزارة الداخلية بيانًا، حيث كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، ملابسات ما تم نشره عبر صحيفة أخبار الحوادث متضمنًا تحقيقًا صحفيًا بعنوان «شبكة دولية لاستدراج المراهقات عبر الإنترنت.

هوية ابليس

وما هي إلا أيام قليلة وجاء بيان وزارة الداخلية بعد نشرنا المغامرة والقبض على المتهم، قال نصه:

فى إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لكشف ملابسات ما تم نشره عبر إحدى الصحف متضمنًا تحقيقًا صحفيًا بعنوان «شبكة دولية لإستدراج المراهقات عبر الإنترنت”.

بالفحص تبين أن ذلك النشاط يتم ارتكابه من خلال حسابين عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وأن وراء ارتكاب الواقعة ( عاطل «له معلومات جنائية» - مقيم بمحافظة الجيزة ) .

عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه، وبحوزته (جهاز «لاب توب» - هاتف محمول «هارد ديسك» محمول .. وبفحص المضبوطات فنياً تبين وجود آثار ودلائل على إرتكاب الواقعة وإدارته للحسابين الُمشار إليهما) ، وأنه يقوم من خلالهما بانتحال شخصيتين وهميتين واستقطاب الفتيات والسيدات من خلال إيهامهن بتوفير فرص عمل «موديل» واستدراجهن والتحصل منهن على صور ومقاطع فيديو خاصة بهن واستخدامها فى تهديدهن وابتزازهن وتحريضهن على تصوير فيديوهات خادشة للحياء العام لمساومتهن وإجبارهن على ارتكاب أفعال منافية للآداب، والحصول على مبالغ مالية منهن نظير عدم نشر تلك الفيديوهات .

 تم اتخاذ الإجراءات القانونية.. وتولت النيابة العامة التحقيق.

وفي النهاية نكرر نصيحتنا لكل فتاة تبحث عن فرصة عمل بأجر مجزي هناك قنوات شرعية يتم من خلالها الإعلان عن هذه الوظائف بعيدا عن هذه المواقع المشبوهة التي تستدرج الفتيات إلى جرائم خطيرة أولها الدعارة وآخرها الابتزاز.

اقرأ أيضًا : صفقة مع إبليـس .. شبكة دولية لاستدراج المراهقات عبر الإنترنت

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة