محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: مهرجان الإسكندرية السينمائي ينطلق الليلة وسط الأمواج 

محمد قناوي

الأحد، 01 أكتوبر 2023 - 11:00 ص

تنطلق مساء اليوم فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط في دورته 39، وتخرج هذه الدورة الصعبة وسط أمواج عاتية وظروف اقتصادية عالمية ومصرية، وإرتفاع رهيب في أسعار الفنادق وتذاكر الطيران وباقي لوجستيات إقامة أي مهرجان سينمائي، لذلك فأنا مشفق على "الأمير اباظة" رئيس المهرجان وأعضاء مجلس الادارة والذين وجدوا انفسهم أمام ميزانية انخفضت للنصف مقارنة بالسنوات الماضية بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه.

 

ورغم ذلك أصر "الأمير"علي خروج هذه الدورة للنور وهذا يذكرني بدورة  المهرجان عام 2013 والتي كان مهرجان الأسكندرية هو المهرجان الوحيد الذي خرج للنور في ظل الظروف السياسية التي كانت مصر تمر بها بفعل الإرهاب وفرض حظر التجول من قبل الدولة المصرية، بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة .. ولا أملك سوي الدعاء للأصدقاء في ادارة المهرجان بالتوفيق وكنت أتمني مشاركتهم فرحتهم بالدورة 39، رغم قيام الصديق الأمير أباظة بتوجيه االدعوة لي للحضور ولكن ظروف خاصة اضطرتي للإعتذار والغياب عن المهرجان لأول مرة منذ 22 عاما.


وكان مهرجان الأسكندرية السينمائي وسيظل المهرجان الأقرب إلي قلبي لسببين مهمين جدا، الأول أن يحمل اسم المدينة الساحرة"الأسكندرية" والتي أحمل لها دائما حنين وذكريات كثيرة وكبيرة ، لما لأ ؟ وهي المدينة التي قضت فيها أجمل سنوات عمري في فترة المراهقة والشباب، كما أن عددا كبيرا من أفراد أسرتي يقيمون فيها إقامة دائمة، وأعرف المدينة تماما بشوارعها وحواريها وملامحهما التي لا تشبه اي مدينة ساحلية في العالم.


أما السبب الثاني لعشقي لمهرجان الأسكندرية، أنه المهرجان الأول الذي قمت بتغطيته في مشواري الصحفي، واحمل الكثير من الذكريات عن دوراته، فأذكر مثلا في الدورة الثامنة عشرة كان  العنوان الرئيسي لصفحة الفنون في أخبار اليوم "مهرجان الأسكندرية السينمائي لم يبلغ سن الرشد" وهو العنوان الذي أثار وقتها غضب الكاتب والمنتج الراحل "ممدوح الليثي" لدرجة أنه" اشتكاتي" لاستاذي الكاتب الكبير الراحل ابراهيم سعده والذي كان وقتها رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير أخبار اليوم، والذي انصفني برده علي"الليثي" بقوله " أبنائي صادقين فيما يكتبون".

 

وطوال ما يقرب من 22 عاما لم انقطع عن حضور مهرجان الأسكندرية حتي دورة واحدة انتقدت اداراته المتعددة واشادت بفعالياته، واكتسبت صداقات كثيرة من خلاله، واستمرت علاقتي بالمهرجان تتطورعاما بعد عام، إلي أن تم انتخابي عضوا في مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما "المنظمة للمهرجان" عملت خلالها مع الأستاذ ممدوح الليثي والذي تعلمت منه الكثير، وايضا النقاد"وليد سيف ونادر عدلي" كرؤساء للمهرجان في دورتين متتاليتين.

 

 وفي عام 2013 اعيد انتخابي عضوا في مجلس ادارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ثم سكرتيرا عاما للجمعية لمدة عشرة سنوات متصلة، عملت خلالها أمينا عاما للمهرجان لمدة عام، ثم مديرا للمهرجان أعوام 2014 و، ثم تركت مهمتي لزملاء أخرين يكملون المشوار، ولم تنقطع علاقتي بالمهرجان ابدا، فكنت حاضرا وشاهدا ومتابعا لفعالياته والتي تميزه عن أي مهرجان أخر، فهو يتمتع بخصوصية شديدة جدا استمدها من شواطئ البحر المتوسط بحضاراته المتنوعة وتاريخه المختلف وهو ما انعكس علي نوعية السينما التي يعرضها وايضا معاييره في اختيار مكرميه وندواته ونقاشاته التي يثيرها كل عام .


•  كلمة أخيرة: في الوقت الذي يطلق المهرجان دورته الـ 39 برئاسة الصديق الناقد الامير أباظة، تحتفل الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان بيوبيلها الفضي اثرت خلالها الحياة الثقافية والسينمائية بالكثير والكثير ومازال عطاؤها مستمرا في خدمة الثقافة السينمائية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة