سيد على
سيد على


أنا وهو

«العروس»

سيد علي

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2023 - 10:25 م

«بدون عاشق صبور لا تكتمل الرواية»، فالكاتب أشبه برجل صبور يطارد امرأة جميلة، ويتبع جميع الحيل حتى يستطيع الوصول إليها، وعندما يخفق ويصيبه اليأس يتركها ثم تعود إليه مرة أخرى وتطارده حتى تكتمل، هذا ما قاله لى الروائى حمدى الجزار عن كواليس روايته الأحدث «العروس» - الصادرة عن دار ديوان للنشر -  وكيف قضى 6 سنوات كاملة يطاردها، ومضى يقول: «العنوان خدعة الكاتب، لا بد أن يتيح تأويلات وتفسيرات، وكلمة العروس من الكلمات النادرة فى اللغة العربية التى تشير إلى المذكر والمؤنث».

تفردت «العروس» بين أعمال الجزار بأنها الأطول فى مسيرة الجزار من حيث عدد الصفحات على الرغم من أن أحداثها تدور فى 16 ساعة فقط، وأيضا الأولى المكتوبة بضمير الغائب، على لسان الراوى العليم، خلافا لأعماله السابقة التى كتبها على لسان البطل أو الشخصية الأساسية فى العمل، وهذه نقلة كبيرة وتطلبت منه مجهودا كبيرا ودراسة استخدام الضمير الغائب ليستطيع وصف عالم واسع وكبير فى وقت ضيق. 

حمدى الجزار مهووس بالقاهرة، يمشى فى شوارعها عابرا الزمان والمكان، لحركة الضوء، طلوع النهار، سطوع الشمس، دخول الليل، صدَّق ما يكتبه فاستطاع الخروج من المحدودية إلى اللامحدودية، رحيل بين الماضى والحاضر، بكل شخصيات الرواية فى ليلة واحدة اختارها الكاتب لتكون هى ليلة رأس السنة، لكن وقتها غير معلوم، فلا أحد يستطيع تحديد فى أى سنة كانت تلك الليلة، فى لقطة فلسفية رمزية تشير إلى أهمية الوقفة مع النفس مقارنة بين ما مضى وما سيكون.

نماذج بشرية متعددة ومختلفة تكشف ملامح انهيار قيم وأخلاقيات وعادات وتقاليد مجتمع بشكل كبير، تلقى الضوء على الصراعات داخل كل إنسان وإمكانياته وطموحه فى تغيير حياته وتحقيق أحلامه والوصول إلى الأعلى مهما كلفه الأمر من خيانات  حتى لمن مدَّ له يد العون - وتدبير مكائد مبررا لنفسه كل سوءاته.

ورغم كل ذلك تأتى النهاية تحمل لنا الأمل والتفاؤل فى الغد، على لسان الراوى، فتشرق الشمس، ويظهر قرصها الذهبى، يزيح السحب السوداء والرمادية، ويرتفع أعلى الغيوم، وفى السماء تظهر أسراب الطيور تحلق فى كل اتجاه.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة