عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: حكاية ومعركة وطن

عصام السباعي

الأربعاء، 04 أكتوبر 2023 - 12:57 م

حرب أكتوبر هى حكاية الوطن الكبيرة، وملحمته العظيمة التى تتعدد حكاويها ومعانيها، وتمتد روحها إلى كل شرايين البلاد، وتتواصل روحها مع كل الأجيال، حرب أكتوبر هى النصر والفخر والكرامة، والروح الكامنة التى تتم بها ملاحم العبور المستمرة للوطن، عندما تحين ساعة المواجهة فى أى قطاع ومجال، حرب أكتوبر هى الإلهام الذى لا يتوقف عبر السنين، وهى الكنز الكبير الذى نفتح أبوابه ونستعيد بريقه بمفتاح الوحدة والتوافق الوطني، عندما تأتى لحظات المواجهة مع الأعداء باختلاف مسمياتهم، بما فى ذلك الطابور الخامس الذى يعيش بيننا ويبث سمومه فيما بيننا، ويسعى إلى تهاوى مصر من الداخل، هى التى ينبهر بها العالم عندما ينادى المنادي: هلموا للدفاع عن الوطن وحماية مصالحه والدفاع عن أراضيه .

حرب أكتوبر هى حكاية الوطن، هى الروح التى يحفظها كل المصريين داخل ضلوعهم جيلا بعد جيل، هى الملحمة التى نحت حروفها المصريون فى قلوبهم حتى لا يفقدوا بوصلتها، وكم كان لافتا أن نستقبل ذلك الشهر بمؤتمر «حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز»، وفى تحليلى فقد نجح ذلك المؤتمر فى تكثيف معنى «العبور» فى تاريخ المصريين، فكما تحدت مصر المستحيل، وعبرت قناة السويس، ذلك المانع المائى الرهيب بكل تحصيناته، تحدت مصر كل الأشرار، الذين كانوا يترقبون لحظة ضرب نسيج الوطن ونسف مفاصل الدولة تمهيدا لإسقاطها وإعادة صياغة الخريطة الجديدة للمنطقة، ولكن الشعب المصرى كان على موعده، ليهب ثائرا متسلحا بكل أسلحته، ويحبط كل المخططات والمؤامرات المخفية، ويقطع ذيله الظاهر على سطح الأرض، وتفلت الدولة المصرية من المؤامرة، ويتم استعادة استقرار وأمن الوطن الذى كاد أن يضيع، وتعبر البلاد تلك المحنة بسلام وتواجه بثبات عصابات الإرهاب، وتم كل ذلك بأشياء من روح أكتوبر التى أخذت مكانها فى جينات المصريين، وفى مقدمتها الإخلاص والفداء والتوافق الوطنى .

وسوف يسجل التاريخ العبور المتوالى الذى حققته مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال السنوات التسع الماضية، حيث نجحت فى تجاوز مجموعة أزمات متتاليات كانت صعبة ومزمنة، وبمثابة أدران مؤذية ومخزية ومزمنة، تمتد جذورها فى أعماق جسد الوطن، مثل معارك القضاء على العشوائيات وعلى فيروس سي، واستعادة النشاط الاقتصادى لحيويته، وتتدفق الدماء لأوردته وشرايينه فى الأرض والبحر، وكل ذلك يمثل عبورا جديدا تظهر معالمه فى خارطة مصر، يتمثل فى التجمعات السكنية والعمرانية والصناعية والزراعية، وكان أحد عوامل ثبات مصر فى مواجهة أزمات عالمية طاحنة ترنحت بسببها العديد من الاقتصاديات الكبرى.

الخلاصة أن معركة أكتوبر مازالت مستمرة، فنحن مازلنا ندافع عن وجودنا ومستقبلنا ومازال الانتصار فى 1973 هو الوقود الذى يحرك فينا روح الوحدة والعطاء، وأقتبس هنا كلمات الرئيس السيسي فى افتتاح مؤتمر حكاية وطن: «البلاد تنمو بالعمل والتضحية والإخلاص وليس بالكلام»، وبالفعل فنحن فى معارك مستمرة للانتصار على الأعداء القدامى «الفقر والجهل والمرض»، والأعداء الجدد وفى مقدمتهم الزيادة المطردة فى النسل وحروب الجيل الخامس والتهديد الثقافى ومحو الهوية، ولن ننتصر إلا بالعمل والإخلاص والتضحية، ولن نعبر الأزمات إلا بقلوب سليمة فى حبها للوطن، وكما كانت معركة أكتوبر لتحرير الأرض، فسوف تكون المعارك الجديدة من أجل أمن وتنمية مصر وتحقيق الحياة الكريمة لكل المصريين.
ودائما ودوما وأبدا.. تحيا مصر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة