علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

عام دراسى بلا تنمر

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 04 أكتوبر 2023 - 09:03 م

المدرسة لا يمكن أن تتحول إلى مجتمع ملائكى، لكن ذلك لا يمنع من تمنى تحجيم السلوكيات السلبية إلى أقصى درجة، ولاسيما وأن التنمر دفع عدداً من فلذات الأكباد إلى الانتحار فى العام الدراسى الماضى.

إحصائية صادرة عن منظمة اليونيسيف قبل عام، حملت رقماً مفزعاً فظيعاً مفاده أن ٧٠٪ من أطفال مصر يتعرضون للتنمر من جانب زملائهم فى المدرسة!.
مع بداية عام دراسى جديد لابد من دق نواقيس التحذير بشدة، وإضاءة اللمبات الحمراء مبكراً، والسعى لاتخاذ تدابير وقائية استباقية للحد من تفشى سرطان التنمر وتساقط ضحاياه، ربما بوتيرة أكبر.

والحق أن المسئولية تبدأ من البيت، فالأسرة يجب أن تنتبه لأى ميول عدوانية تلحظها على أحد أبنائها، فبعضهم يمارس ما يشبه البروڤة مع شقيق أو قريب أو جار، قبل أن يتنمر على زملائه فى المدرسة.

ثمة خطورة فى تعامل الأهل مع هكذا سلوك باعتباره نوعاً من الظُّرف أو خفة الدم، رغم أن ما يمارسه الابن يؤذى بالسخرية أو الانتقاد الحاد من حوله، حتى لو أثار ضحكاً هو إلى البكاء أقرب، لو يفقهون.

يذهب المتنمر إلى مدرسته دون توجيه أى لوم، أو طلب بالكف عن تصرفاته المؤذية، فيرفع من وتيرة سلوكه السلبى بالتقليل من شأن أقرانه بالسخرية أو الازدراء، وصولاً فى بعض الأحيان إلى حد الإيذاء البدنى.

لا شك أنه مع تطور الحال، فإن الردع بالقانون حتمى، إلا أنه وقبل الوصول إلى ذلك، فإن التربية فى المنزل والمدرسة، لابد أن يكون لها دور مؤثر لدفع الأبناء باتجاه نبذ التنمر، وما يترتب عليه من عواقب وخيمة.

إن خفض معدل التنمر ينطلق من نجاح الأسرة والمدرسة، إلى جانب مؤسسات التنشئة المتعددة ـ والإعلام فى القلب منها ـ فى بناء الشخصية السوية المتوازنة، منذ المراحل الأولى لتكوين شخصية الطفل، وغرس بذورها الصالحة.

عام دراسى بلا تنمر، أمنية عزيزة يواجه تحقيقها تحديات ليست باليسيرة، غير أن دفع الأبناء للبحث عن الخير والجمال داخلهم، يسهم إلى حد بعيد فى تجنبهم للتنمر، والتعامل الإيجابى مع أقرانهم بحب واحترام.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة